التوريث علي طريقة «كيد النسا» مزيج من «الإسفاف والابتذال»
يبدو أن مساوئ التوريث لم تصب فقط الحياة السياسية في مصر بل انتقلت بكل ما فيها من عيوب الي الدراما وتعد في أسوأ حالتها من خلال مسلسل «كيد النسا»
الذي كتب له السيناريو «حسين مصطفي محرم» ابن السيناريست مصطفي محرم أشهر ترزية الدراما التجارية وصاحب الأعمال المليئة بالمشهيات التي تصيب أي عمل فني محترم في مقتل من خلال الكم الهائل من التجاوزات الدرامية والأخلاقية والشكلية الممزوجة بالعري والمخدرات والأحداث الملفقة فإذا كان هو الأب فإن ميراث الابن يكون ثقيلاً ويدعوك للثورة علي كلا المؤلفين الأب وابنه وكفانا هذا الكم الهائل من الأعمال التي يحاكم عليها قانون الذوق العام.
وإذا كان الله قد ابتلانا بـ«سمارة» من ابداع مصطفي محرم فإن اللطمة الكبري هي «كيد النسا» الذي لم يكتف مؤلفه والعاملون بالمسلسل وعلي رأسهم المخرج بتقديم كليب فاضح وفج قبل رمضان للترويج للمسلسل فاتسم أيضاً بمباراة من الابتذال والاسفاف والايحاءات الجارحة من بطلتي العمل فيفي عبده وسمية الخشاب، بل كانت المأساة الكبري في المسلسل الذي شاهدنا طوال شهر رمضان، والطريف أن السيد المؤلف أطل علينا عبر الصحف ببشري جديدة وهي تقديم جزء ثان وثالث من «كيد النسا» ليستكمل تلك المسيرة من التدهور والدنو وكأنه كتب علينا تجرع هذا الكم الهائل من الاسفاف.. وكيد النسا من الأعمال التي يتعامل فيها كاتب السيناريو علي حدوتة تقليدية للصراع الدائم بين امرأتين معتمداً علي المفارقات المحفوظة عن ظهر قلب من أفلام الأبيض والأسود والمسلسلات التجارية ماركة والده مصطفي محرم وليس مطلوباً منه سوي افتعال الخلافات ومزجها بحوار متدنٍ مع ايحاءات وحركات أبطاله وبالطبع لا ننسي دور مشاهد المخدرات وتعاطيها وحكايات تجارها الي جانب الملابس الملفتة وبالطبع قدم هذا من خلال ممثلات من الوزن الثقيل في تلك الأدوار والقادرات علي ابهار المشاهد بكل ما يهبط بذوقه العام مع التركيز علي دور المشاهد نفسه والمطلوب
وفي النهاية هناك سؤال واحد لضمير مؤلف ومخرج المسلسل لماذا الاصرار علي الفن الهابط والتأكيد عليه بإعلان أن هناك جزءاً ثانياً وثالثاً من المسلسل.