لعنة التكرار والربح السريع أصابت برامج التوك الشو
مهما كان لديك من أوقات فراغ فلن تستطيع أن تتابع جميع البرامج التي صنعت خصيصاً للعرض علي الشاشات في رمضان، وإذا كنت من مدمني مشاهدة البرامج، فقد حان
موعد شفائك من هذا الإدمان فقد تسببت هذه البرامج في اشتعال الصراع بين الفضائيات المصرية لجذب المشايخ ورجال السياسة علي حد سواء وذلك في محاولة استغلال لاهتمام الأسرة المصرية بالأحداث الجارية منذ اندلاع ونجاح ثورة يناير وسيطرة برامج التوك شو المصري علي المشاهد العربي بشكل كبير ونجحت في سحب البساط من المسلسلات والأفلام والبرامج الترفيهية خاصة مع حالة الركود العام التي يشهدها سوق الفن علي وجه الخصوص فقد لجأ معظم أصحاب القنوات الفضائية إن لم يكن كلها لأسلوب تسويقي جديد وهو استضافة كبار نجوم ومشاهير السياسة والاقتصاد لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين لبرامجها وفي مقابل ذلك أصبح هؤلاء الضيوف الذي تعج بهم شاشات القنوات الفضائية المختلفة يضعون شروطاً مالية مقابل ظهورهم علي هذه الشاشات ويعد نجوم الوسط السياسي هم أبرز هؤلاء الضيوف أمثال الدكتور مصطفي الفقي، أستاذ العلوم السياسية، الذي يحتل المركز الأول في قائمة أجور السياسيين بـ5 آلاف جنيه يتقاضاها مقابل ظهوره في أي فقرة ويشترط أن تكون الرئيسية للبرنامج وأن يتم استضافته بمفرده، كما صار الخبير الاقتصادي د. أحمد السيد النجار قاسماً مشتركاً في معظم البرامج وبمنطق النجوم أصبح يشترط أن يظهر هو الآخر بمفرده ويتقاضي أجراً 3 آلاف جنيه عن الفقرة وهو نفس المبلغ الذي يتقاضاه الخبير الأمني اللواء حسام سويلم المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية والطوائف الدينية التي تفرض نفسها علي معظم الأحداث في مصر لتجعل من المتخصصين في هذا الشأن ضيوفاً دائمين علي موائد الحوار العام، بينما يتقاضي الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل مبلغ 1500 جنيه نظير استضافته في فقرة لا تتعدي ربع الساعة، ولأن الإعلام لا ينفصل عن الصحافة فقد احتل رموز الصحافة والإعلام مراكز متقدمة في بورصة أجور ضيوف «التوك شو» حيث يتربع علي عرشها الكاتب عادل حمودة بـ5 آلاف جنيه يليه النقيب السابق للصحفيين مكرم محمد أحمد، حيث يحصل علي ألفي جنيه بينما يتقاضي ضياء رشوان ألف جنيه نظير فقرة يشارك في إعدادها، في حين يتقاضي د. عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أجراً يتراوح بين 1750 إلي ألفي جنيه حسب القناة ووكذلك د. عمر هاشم ربيع، الخبير أيضاً بمركز الأهرام، والذي يتقاضي ما يقرب من ألف جنيه، بينما يحصل د. عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، علي ألفي جنيه نظير أي فقرة بالفضائيات المختلفة، كما أن خبراء السياسة ليسوا أفضل حالاً من المشايخ ورجال الدين، حيث ظهرت قوائم بأجور أساتذة وعلماء الدين الإسلامي ومشايخ الأوقاف والأزهر وهؤلاء أجورهم تتأرجح بين 500 وألف جنيه مثل سعاد صالح والشيخ جمال قطب بينما لا يتقاضي خالد الجندي وعمرو خالد ومحمد حسان أي أجر نظير ظهورهم في هذه البرامج باعتبار أن لديهم قنوات خاصة ويظهرون كمجاملة في هذه البرامج لأصحاب القنوات المختلفة.
وفي شهر رمضان تنافست القنوات الفضائية بشكل محموم إلي اجتذاب العديد من الدعاة البارزين ليكونوا ضيوفاً علي شاشتها خلال الشهر الكريم، ورغم أن عدداً كبيراً من هؤلاء الدعاة يواجهون العديد من التهم والانتقادات علي غرار المتاجرة بالفتاوي وتحقيق مكاسب شخصية ومادية، بالإضافة للبحث عن الشهرة، خاصة بعد أن استعانت القنوات الفضائية مؤخراً بعدد لا بأس به من الدعاة سواء المشهورون أو المغمورون لتقديم برامج دينية خلال شهر رمضان.. ورغم أن هذه المحاولة في ظاهرها تثقيف الناس بما يناسب شهر رمضان إلا أنها في باطنها