عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاستقالة أفضل لنقيب الموسيقيين من التراجع عن إيقاف أصالة

مازالت قضية شهيدة الساحة الغنائية‮ »‬أصالة‮« ‬كما صورها البعض،‮ ‬تفرض نفسها علي الوسط الغنائي،‮ ‬وبالتبعية علي الإعلام،‮ ‬وكأن قرار منعها من الغناء في مصر من شأنه أن يدمر صناعة الأغنية في بلدنا‮ »‬وطن الغناء‮« ‬في العالم العربي،‮ ‬رغم أن القرار الذي اتخذته نقابة المهن الموسيقية لا يخرج عن كونه أمراً‮ ‬هدفه الحفاظ علي هيبة النقابة،‮ ‬وأعضائها،‮ ‬ولا يتصور أحد أن هذه المطربة بكل موهبتها التي نقدرها تماماً‮ ‬وبكل تاريخها الذي يعود إلي‮ ‬18‮ ‬سنة داخل مصر والذي نقدره أيضاً‮ ‬أكبر من نقابة الموسيقيين،‮ ‬أو أن كرامتها وكبرياءها الذي يمنعها من المثول أمام لجنة التحقيق بالنقابة،‮ ‬كما قالت في أحد البرامج التليفزيونية أكبر من كرامة هذا الصرح الكبير الذي يضم كل شيوخ ورموز هذه المهنة‮.‬

وحتي لو افترضنا أن حلمي بكر ذلك الموسيقار الكبير هو الجاني،‮ ‬وهو الذي بادرها بالهجوم،‮ ‬وعنفها وجرح كبرياءها فما الذي يمنعها من الذهاب للنقابة وتوضيح موقفها وأنها المجني عليها،‮ ‬وليست الجانية،‮ ‬خاصة أن القرار الصادر من النقابة ليس قراراً‮ ‬نهائياً،‮ ‬لكنه منع لحين الوقوف أمام لجنة التحقيق،‮ ‬والكل يعلم أن المطربة أصالة تكابر وتعاند،‮ ‬رافضة القيام بهذا الأمر،‮ ‬وكأن إجراء تحقيق معها سوف يخدش كبرياءها وكرامتها،‮ ‬ونحن نقول لها لا أحد فوق القانون في مصر،‮ ‬ولا موسيقي أو مغني فوق النقابة المصرية مهما كان هذا هو الشخص،‮ ‬هناك اتهامان من الموسيقار حلمي بكر الأول بالإساءة له في القنوات الفضائية،‮ ‬والثاني تشويه أحد ألحانه،‮ ‬وليس من العيب أن تذهبين وتقولي إنك بريئة‮.‬

والرجل رغم أنه رمز كبير للأغنية المصرية،‮ ‬لكنه لجأ إلي النقابة لكي تحميه،‮ ‬في الوقت الذي كان يستطيع بكر أن يلجأ إلي حيل أخري لكنه اختار السكة القانونية،‮ ‬والجهة الشرعية،‮ ‬والنقابة نفسها أخذت قراراً‮ ‬به قدر كبير من الحكمة لأنها لم تصدر قراراً‮ ‬بالمنع،‮ ‬وأغلقت الملف،‮ ‬لكنها تركت الحل في يد أصالة نفسها،‮ ‬إن أرادت أن تعود للغناء في مصر بشكل شرعي،‮ ‬وقانوني تقف أمام اللجنة القانونية،‮ ‬وتقدم ما ينفي كلام حلمي بكر أو مبرراتها،‮ ‬بدلاً‮ ‬من أن تقوم بحشد بعض الإعلاميين للدفاع عنها،‮ ‬وتحويل القضية من نزاع داخل النقابة إلي حرب إعلامية،‮ ‬ومع شديد الأسف أن بعض كبار الإعلاميين تحدثوا في القضية دون أن يعلموا أبعاد المشكلة،‮ ‬ومنهم الزميل محمود سعد،‮ ‬الذي أشار في حديثه لإحدي القنوات أن سبب القرار هو الفوضي الشديدة التي يعيشها البلد،‮ ‬وأتصور أن الفوضي هو أن تضرب أصالة عرض الحائط بقوانين ولوائح النقابة،‮ ‬وقيمة مصر وقوتها في أن يحصل كل شخص علي حقه،‮ ‬الفوضي الذي تحدث عنها محمود سعد هي من عدم مثول أصالة للتحقيق،‮ ‬لأنها ليست أفضل من عشرات الأسماء التي خضعت لتحقيقات مماثلة في النقابة علي مدار سنوات طويلة،‮ ‬ثم إن الناس في النقابة حتي الآن لم تدن أصالة في شيء‮.‬

لكنهم يملكون مذكرة،‮ ‬وأسطوانات مسجلاً‮ ‬عليها عبارات اعتبرها الموسيقار حلمي بكر إهانة له،‮ ‬والغريب في الأمر أن أصالة متمسكة بهذه العبارات حتي عندما ظهرت في البرنامج الأخير،‮ ‬وبكت أمام الملايين،‮ ‬صممت علي أنها لم تخطئ في حق أحد،‮ ‬ومصممة أن الخلاف مع حلمي بكر شخصي،‮ ‬ولا يعتبر إساءة لرموز مصرية لأن الرموز هي التي تجبرها علي احترامها،‮ ‬وتساءلت ما هو معني الرموز المصرية التي أساءت إليها،‮ ‬وهل لو أساءت لأي شخص مشهور يعتبر رمزاً‮ ‬والواضح من الكلام أنها مصممة علي العناد،‮ ‬ثم

إن قضيتها مع بكر حتي لو افترضت أنها قضية شخصية،‮ ‬فالأمر الآن بين يدي النقابة نتيجة رغبة الطرف الآخر في المشكلة،‮ ‬أيضاً‮ ‬كلامها في البرنامج يحمل قدراً‮ ‬من التجريح،‮ ‬والتحدي لشخص بكر والنقابة بقولها إن الخلاف لا يعد إساءة للرموز،‮ ‬وأن الرمز هو الذي يجبرها علي احترامه،‮ ‬فإذا كانت أصالة لا تريد أن تعترف بأن حلمي رمز مصري،‮ ‬فنحن نقول لها نحن نعتبر كل فناني مصر الكبار رموزاً‮ ‬لنا،‮ ‬حتي لو كان هذا الفنان راقص تنورة لأن الإنسان المصري عزيز علينا،‮ ‬ونحن تعودنا في مصر أن نحترم الكبير ونقدره،‮ ‬ثم إن تحديها بعدم الذهاب إلي النقابة مهما حدث إهانة للبلد لأن النقابة تمثل جزءاً‮ ‬من كيان هذا البلد،‮ ‬وإلا لماذا يتم عمل انتخابات تشرف عليها الدولة؟ وبدورنا نطالب النقابة بضرورة التصدي لأي شخص مهما كانت قوته،‮ ‬لأن النقابة هنا تمثل كل مصري،‮ ‬ليس فقط مجلس إدارتها أو أعضاء الجمعية العمومية،‮ ‬وأتصور أن النقابة سوف تتعرض لهزة عنيفة لو تراجعت عن هذا القرار،‮ ‬والأفضل للنقيب وأعضاء مجلس الإدارة الاستقالة لو تم الضغط عليهم من أي جهة كانت من أجل التراجع والاستسلام‮.‬

أصالة أهلاً‮ ‬بها في مصر معززة مكرمة،‮ ‬دون أن تنال من أي فنان مصري مهما كان،‮ ‬أصالة ليس هذا هو الخلاف الأول لها لكنها سبق ودخلت في مشاكل مع آخرين مثل المطربة الكبيرة ميادة الحناوي،‮ ‬وأحلام الإماراتية،‮ ‬ونوال الزغبي وأخيراً‮ ‬شيرين عبدالوهاب،‮ ‬وبالتالي عليها أن تهتم أكثر بالغناء،‮ ‬لأنها الوسيلة الوحيدة التي تجعلها أكبر من أي شخص تتصوره،‮ ‬لكن أصالة في السنوات الأخيرة تفرغت لمشاكلها مع الآخرين،‮ ‬كنا نتمني أن نجد صدي كبيراً‮ ‬لآخر أعمالها كما وجدنا هذا الصدي لمشاكلها،‮ ‬وإذا كانت أصالة قد استطاعت أن تشحن مجموعة من الإعلاميين لكي يكونوا في صفها،‮ ‬فهناك آخرون سوف يواصلون الدفاع عن حقوق أي مصري يتعرض لأي إهانة من أحد‮.‬

وفي النهاية مشكلة أصالة لا نريد كما يحاول البعض أن يصورها علي أنها معركة ضد أصالة لأنها مطربة سورية،‮ ‬وحلمي بكر ملحن مصري،‮ ‬الأمر ليس له أي علاقة بالجنسية،‮ ‬لأن هناك أسماء عربية كبيرة وصغيرة تدخل مصر وتخرج دون أدني مساس بها لأنهم يدخلون من أجل تقديم فنهم فقط دون المساس بالآخرين‮.‬