رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هيثم لا يعيش في جلباب أحمد زكي!

بوابة الوفد الإلكترونية

أهم مايحدث هذا العام أن معظم المسلسلات التي اتفق عليها الجمهور ويتابعها بشغف هي من تأليف كتاب جدد، عمرو الدالي «دوران شبرا»، محمد الحناوي «خاتم سليمان» وربما يكون لمحمد ناير أعمال سابقة في السينما ولكن علي مدي علمي أن «المواطن إكس» هو عمله التليفزيوني الأول، تلك هي المسلسلات التليفزيونية الثلاثة التي تحظي باهتمام واحترام المشاهد، وهي تضرب نظام النجوم في مقتل، وتؤكد ان العمل الفني الجيد لا يعتمد علي أسماء نجوم معدين سابقا، ولكنه يخلق نجومه، وأعتقد ان اهم موهبة تم اطلاقها من مسلسلات هذا العام هو هيثم احمد زكي، صاحب شخصية «ناصر السحيمي» في مسلسل «دوران شبرا»، بين كل ابناء النجوم الكبار الذين اقتحموا مجال التمثيل لم ينجح سوي هيثم ابن احمد زكي، رغم ان نجاحه جاء بعد وفاة والده، يعني الممثل العبقري الراحل لم يفعل مثل غيره ويزق ابنه ويرشحه ويلزقه لاصدقائه من المخرجين والمنتجين! هيثم نجح بفضل موهبته فقط، بل بالعكس لقد صادف تعنتاً من الوسط الفني الذي يشتهر بالجحود ونكران الجميل! كان اول ظهور لهيثم احمد زكي في فيلم «العندليب» الذي اخرجه شريف عرفة وكان آخر عمل يلعب بطولته أحمد زكي، الذي توفي أثناء تصوير الفيلم ولم يجد مخرج الفيلم ومنتجه عماد أديب حلا للأزمة سوي الاستعانة بهيثم أحمد زكي ليكمل ما بدأه والده، فقد كان الاتفاق المبدئي علي أن يقدم هيثم بعض المشاهد لمرحلة شباب عبدالحليم حافظ، ولكن بعد وفاة أحمد زكي تم تحويل كل مشاهده الي ابنه هيثم، ولذلك بدي صغيرا جدا أمام سلاف فواخرجي التي كانت تجسد دور الفتاة التي أحبها عبدالحليم حافظ في بداية حياته! ورغم ذلك فقد عوض هيثم صغر سنه بتلقائية الاداء وطلته التي أكدت اننا أمام مولد نجم! وفي الحفل الذي اقامه عماد الدين اديب في احد مطاعم مدينة «كان» الفرنسية الفاخرة بمناسبة عرض فيلم «العندليب»، في سوق مهرجان «كان»، كنت بين الحضور وسمعت عماد أديب يصرح لأحد الصحفيين بأنه سوف يتبني موهبة هيثم احمد زكي وفاء لوالده الذي ربطته به صداقة وثيقة! ولكن يبدو ان هذا الكلام كان للاستهلاك المحلي فقط، فقد استغل عماد اديب صداقته بأحمد زكي أسوأ استغلال وبعد وفاته لم يعر ابنه اي اهتمام، ومرت سنوات قبل ان تفكر إسعاد يونس في تقديمه في فيلم «البلياتشو» وهو فيلم كان مقدرا له الفشل لأن مؤلفه ومخرجه هو عماد البهات ولو كان احمد زكي نفسه هو من لعب بطولة الفيلم وشاركه البطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو برضه كان حيفشل، والمؤسف أن  الناس والنقاد حملوا هيثم أحمد زكي وحده فشل الفيلم، واختفي الفتي من الساحة الفنية، حتي ظهر العام الماضي في مشاهد قليلة في مسلسل «الجماعة» وكانت تلك المشاهد القليلة دليلا ساطعا علي موهبة الفتي، الذي يشبه والده طبعا ويبدو أنه ايضا ورث منه دون أن يقصد تلك الموهبة العبقرية في التمثيل مع الوضع في الاعتبار أن موهبة أحمد زكي لم تكن ظاهرة في تجاربه الفنية الاولي  مثل: «مدرسة المشاغبين» و«العيال كبرت» و«هاللو شلبي» بينما تبدو التجارب الاولي لهيثم احمدزكي أكثر نضجا!

شخصية ناصر السحيمي التي صاغها السيناريست عمرو الدالي واحدة من اجمل شخصيات مسلسل دوران شبرا المليء بشخصيات تنبض بالحياة من فرط صدقها وقد وقع اختيار المخرج خالد الحجر علي افضل من يجسدها، عزة «حورية فرغلي» تقدم دروا بلا اي زخرفات خارجية، فهي ترتدي جلبابا قذرا

طوال الاحداث او معظمها، وتشعر بشقائها وآلامها وهي تغسل سلالم العمارة وتخدم في بيوت سكانها كي توفر القرش علي القرش لتكفي نفسها من شر سؤال اللئيم وتعيش حياة شريفة تنتظر زوجها الشاب الذي قضي سنوات من عمره خلف قضبان السجن، وهي تقوم برعاية شقيقه الاصغر يوسف وكأنه ابنها، وعندما يخرج ناصر السحيمي من السجن وينوي ان يعيش حياة شريفة راضيا بالمكسب القليل، يجد نفسه محاصرا بين قوتين تحاول كل منهما سحبه في طريق لا يرضاه ولا تتفق مع ما خططه لمستقبله القوة الاولي هي الضابط عمر يلعب دوره باقتدار شديد أحمد كمال ويحاول عمر  تجنيد ناصر، ليعمل لحسابه مخبرا يوقع بعصابات بيع المخدرات، والقوة الثانية تكمن في  صديقه القديم ويلعب دوره «نبيل عيسي» وهو ديلر لعصابة مخدرات متوغلة في حواري وشوارع شبرا، ناصر يحاول ان يكسب رزقه بشرف ويأخذ ركنا يبيع فيه بعض الملابس القديمة، ويكتفي بهذا الرزق ولكن العصابة تحرق المكان كله حتي تضمن ان ظهر ناصر اصبح ملاصقا للحائط فيقبل التعامل معها!

حكاية ناصر السحيمي هي واحدة من ضمن حكايات كثيرة تزخر بها احداث دوران شبرا مثل حكاية لولا «دلال عبد العزيز» وهي سيدة مسيحية تفقد زوجها وتتفرغ لابنها احمد عزمي وتعاملة وكأنه لايزال طفلا، الابن يتمرد علي وصاية امه ويحول دكان والده الذي كان يبيع فيه العطور الي «سايبر» و«نيت كافيه» يتجمع فيه أبناء المنطقه، اما جارة الست لولا فهي سيدة مسلمة ترتبط معها بصداقة وثيقة «الباب في الباب» تتبادلان الشكوي من الابناء وتواسي كل منهما الأخري عندما يشتد بها الضجر والحزن، صعب ان تحصر عدد الممثلين الشباب في مسلسل «دوران شبرا» فمعظمهم يتمتع بموهبة تبشر بالخير وتعلن عن نفسها بوضوح مثل ملك قورة وميرهان، وهاني عادل واستطاع المخرج خالد الحجر ان يقدم قطعة فن شديدة الصدق عن احد أهم احياء القاهرة «شبرا» الذي يمتاز بكثافة سكانه ووجود عدد لا بأس به من الكنائس مثل سانت تريزا وعدد آخر من الجوامع وتتجلي فيه مظاهر الوحدة الوطنية، كما تتجلي فيه معظم مشاكل اهالي القاهرة المسلسل يقف في المقدمة بين ما نشاهده من اعمال رمضان ولا ينافسه إلا «المواطن إكس» و«خاتم سليمان» اللذان سوف نتعرض لهما في الاسبوع القادم ان شاء الله.