رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لميس الحديدي تستدرج ضيوفها للاعتراف بنص الحقيقة

«نصف الحقيقة» هو اسم قصة قصيرة للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، تفاصيلها تؤكد أن أشجع الناس وأكثرهم صدقاً لا يقول الحقيقة كاملة، وإنما جزء منها قد تصل الي النصف حتي لايعتبر نفسة كاذباً، وقد اختارت لميس الحديدي اسم «نص الحقيقة» ليكون عنوانا لبرنامجها الرمضاني الذي تقدمة علي قناة cbc، وتقوم بإعداده ايناس الشواف والبرنامج لا يشبه غيره من برامج سوء النية التي تستضيف النجوم لتوريطهم في الهجوم علي الزملاء، او استعراض جهلهم او ايقاعهم في مقالب متفق عليها من اجل إضحاك الآخرين، ولكنه برنامج يحترم كلا من الضيف والمشاهد في نفس الوقت، ويسعي لمعرفة الحقيقة بالقدر الذي يوافق عليه الضيف دون ضغوط من مقدمة البرنامج، ولكنها تستغل ذكاءها الاعلامي وابتسامتها التي توحي بالاطمئنان والثقة لتسحب من ضيفها ما تريده وكأنه وقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي المؤقت، تابعت حلقات كثيرة وتخلفت عن بعضها ولكني تحمست لمشاهدتها جميعا ومن الحلقات التي اعجبتني كانت ضيفتها ليلي علوي، وعفاف شعيب واشرف السعد وكانت حلقة هاني شاكر استثناء حيث خرجت فيه لميس عن طبيعة البرنامج وتركت للفنان الكبير فرصة مشاركة الجمهور أحزانه وشجونه بعد فقدانه لابنته دينا في عز صباها، ولكني انبهرت بحلقة حنان ترك، فهي المرة الاولي التي اشعر أنها نضجت، واكتسبت ثقة فيما تقوله، ليست ثقة او جرأة الجاهل ولكنها ثقة نابعة من ايمان كامل بما تفعله، تحدثت عن ازمتها مع قضية الآداب التي لفقوها لها هي وزميلتها وفاء عامر، وقالت حنان في بساطة في الوقت الذي قبضوا علي في منزل احدي السيدات حيث كنت اشتري ملابس مستوردة، كانت وفاء في منزلها تشرب الشاي ولكنهم ورطوها كما ورطوني من خلال اجندة التليفونات التي تخص السيدة صاحبة المنزل التي كانت تحتفظ بأرقام تليفونات كل من تتعامل معهن، وعلمت بعد ذلك ان القضية كانت مصنوعة للشوشرة علي قضية سياسية كانت تشغل الرأي العام، ولما سألتها لميس الحديدي أليس في نيتك الآن أن ترفعي قضية ضد أمن الدولة، فأجابتها حنان ترك بابتسامة لم أر أجمل منها علي وجهها، أرفع قضية ليه؟؟ إذا كان ربنا سبحانه وتعالي نصرني وكفاية اللي هم فيه؟ ثم اضافت أنا دلوقت بخاف جدا بعد الثورة، لأنها انتقمت من كل من افسد وظلم ولذلك أعيد حساباتي مع نفسي وأحاول ان أتذكر إن كنت ظلمت أحدا أو أسأت له دون قصد، خوفا من انتقام ربنا،.

تحدثت حنان ترك بثلاثة ارباع الحقيقة وليس نصفها فقط، وترددت في ذكر اسم زوجها الثاني ويبدو انه احد من ظهروا علي الساحة السياسية في الآونة الأخيرة ويمثل أحد التيارات الاسلامية.

أما وفاء عامر فقد اظهرت عدم نضج علي المستويين الفني والسياسي فهي تؤكد انها كانت مضطرة لأداء أدوار الإغراء في بداية حياتها الفنية عشان الفلوس والشهرة ولكنها الآن ليست مضطرة لذلك وأصبحت لا توافق علي أداء أدوار لشخصيات غير شريفة أو غير سوية وفي موقع آخر من الحوار أكدت ان خانة العمل في بطاقتها الشخصية تؤكد أنها ممثلة!! وطالما الأمر كذلك فلماذا لم تستوعب أن التمثيل هو فن تجسيد شخصيات لا علاقة لها بشخصية الممثل ولا تدل علي قناعاته الشخصية فالفنان العظيم الراحل محمود المليجي برع في تقديم أدوار الشر رغم أن من التقوه وارتبطوا معة بعلاقة عمل أو صداقة أكدوا أنه كان رجلا مسالما وطيب علي الآخر وقد برع في نفس الوقت في تقديم الأدوار الإنسانية في افلام مثل «الارض» و«اسكندرية ليه» و«الحب الضائع».

وعندما سألتها لميس الحديدي ماذا هي صانعة لو وصل الإخوان المسلمون الي الحكم؟ فأجابت وفاء عامر بضحكة تدل علي عدم الوعي والجهل السياسي «هو إحنا ايه يعني ما احنا مسلمين ومصر وأهل مصر معظمهم مسلمين» وحاولت لميس ان تشرح لها الفرق بين كون الاسلام ديانة لمعظم شعب مصر وبين الاخوان المسلمين كفصيل سياسي له اهداف وبرنامج وافكار وتاريخ طويل يستدعي القلق احياناً من وصوله للحكم ولكن هيهات فكيف لها ان تستوعب والحقيقة ان معظم اهل الفن عندما تزنقهم في مناقشة ما تخص حياتنا كشعب يقول لك انا لا أحب السياسة ولا افهم فيها؟ وكأن معرفة ما يدور في بلادك امر يحتاج لتخصص ودراسة وتعمق في السياسة؟ وهل كان الشباب اللي زي الورد اللي خرجوا في ميادين مصر يفهمون في السياسة؟؟ هل يحتاج الأمر الي فهم ان ما كنا نعيش فيه هو استبداد وفساد يستدعي التمرد او الثورة؟؟ في الحقيقة ان ما ينطق به من نسميهم نجوما هو الغباء والجهل بعينة وزد علي ذلك حالة من بلادة الاحساس! وكنت اتمني أن تهتم وفاء عامر بقراءة حياة تحية كاريوكا التي تنوي تجسيد شخصيتها في مسلسل يقدم في العام القادم، تحية كاريوكا التي كانت من اشهر راقصات مصر في سنوات الاربعينيات والخمسينيات ولكنها كانت تمتاز بوعيها السياسي ولها مواقف تحكي في هذا الشأن منها اخفاءها لأنور السادات حتي لا يقع في قبضة البوليس السياسي الذي كان يتعقبه بعد حادث اغتيال أمين عثمان باشا، وكانت تحية كاريوكا اول راقصة مصرية تكون فرقة مسرحية تقدم من خلالها مسرحيات تنتقد الاوضاع الاجتماعية والسياسية في سنوات السبعينيات والثمانينيات منها «روبابيكيا» و«صاحب العمارة» و«البغل في الابريق»! لو كانت وفاء عامر جادة في فهم شخصية تحية كاريوكا فربما استفادت شيئا من تاريخها العامر بأعمال فنية في السينما والمسرح لا يمكن ان تسقط من الذاكرة!

ولا تختلف «مي كساب» كثيرا عن وفاء عامر فهي اضل سبيلاً، فقد استضافتها «بسمه» في برنامجها «من أنتم» الذي تقدمه علي قناة «القاهرة والناس»، وشاركها الحقلة السيناريست تامر حبيب، وسمعت انها رفضت ان تقارعها الحجة نوراة نجم او يبدو انها خافت من مواجهتها، وتوقعت ان يكون تامر حبيب أكثر رأفة وليناً من نوارة، وسوف تشعر بحالة من الغيظ الشديد إذا كنت قد تابعت تلك الحلقة، مي كساب تؤكد انها لم تكن يوما ضد الثورة رغم ان الحقيقة تثبت العكس، واعترفت دون ان تقصد ان معلوماتها عما كان يحدث في الميدان مصدره صديقها ضابط الشرطة، وبرامج التليفزيون

المصري وكان لابد أن يعلق زميلها في الحلقة وأين كان الريموت كونترول؟ لماذا لم تحركيه بين القنوات لتعرفي جوانب أخري من حقيقة ما يحدث؟ وكانت المفاجأة انها رفضت ان تعرف اي معلومات اضافية ولما وجدت ان صفحات الفيس بوك تتناقل اخبار وفيديوهات تصور مقتل الشباب علي ايدي القناصة قررت ان تغلق صفحتها علي الفيس بوك وقالت بسعادة لمقدمة البرنامج بسمة لقد كتبت علي صفحتي باي باي فيس بوك!! هؤلاء من قال عنهم القرآن الكريم «صم بكم عمي فهم لايعقلون» (سورة البقرة آية 171)، فقد منحهم الله عينين للنظر واذنين للسمع وعقلا لفهم ما يدور في الدنيا ومع ذلك فهم يعطلون ما منحهم الله ويفضلون ان يعيشوا كالأنعام، بعد كده محدش يقولي ان الفنان قدوة؟؟

ونخش علي إيناس الدغيدي التي ظهرت مع طوني خليفة في حلقة من برنامجه «الشعب يريد»، بداية أعجبتها المعلومات المغلوطة التي قدمها البرنامج بصدد تعريفها للجمهور وذكر انها أول مخرجة في تاريخ السينما المصرية، وهي معلومة عارية تماماً من الصدق حيث سبقتها عزيزة أمير وفاطمة رشدي وماجدة الصباحي ونادية حمزة قدمت وحدها ما يقرب من 16 فيلما، ولكن ليس هذا بيت القصيد، فالآراء التي طرحتها إيناس الدغيدي تحت زعم الجرأة وإنها ما بتخفش من حد، تعكس هذه الآراء عوراً في الشخصية وارتباكاً في منظومة القيم والمفاهيم! وتقول الحكمة: «قل لي من هم اصدقاؤك أقول لك من انت»؟ وبصراحة تدعو للدهشة تؤكد إيناس الدغيدي ان كل اصدقائها أو أغلبهم من نزلاء سجن المزرعة! ولأنها تعتز بأنها لا تغير مواقفها تؤكد مرة اخري أنها كانت ولا تزال علي علاقة ود ومحبة مع اسر نزلاء طرة المتورطين في قضايا فساد للركب واستيلاء علي اراضي الدولة وبيع الغاز لإسرائيل والتحريض علي قتل الثوار، ولا تجد أي غضاضة فيما فعلوه تحت زعم لقد كنا جميعا نشارك في هذا الفساد! وبقلب بارد وحجة مريضة تتهم الشعب المصري كلة بالفساد لأنه عاش عصر مبارك! وتذكرت المثل الشعبي إياه، بتاع ال... واللي فيها تجيبه فيك، ويبدو ان الفرق بين الحاكم الفاسد وبطانته التي تستفيد من فساده والشعب المغلوب علي امره الذي ينتظر لحظة الخلاص ويخطط لها وينجح فعلا في الاطاحة به، هي فروق لا  تعيها إيناس الدغيدي واصدقاؤها! ولا اعرف لماذا نشعر الآن بخيبة الامل والصدمة في اولئك الذين كنا نطلق عليهم صفة فنانين، والحقيقة أنهم كانوا أدوات في أيدي نظام فاسد، يروجون لأفكاره ويجملون صورته مقابل مكاسب جهنمية حصلوا عليها بدون وجه حق، والامثلة واضحة وصارخة خد عندك برنامج «الجريئة» الذي كانت تقدمه ايناس الدغيدي علي قناة «نايل سينما» في عامين متواليين، وبلغ اجرها ما يزيد علي مليون جنيه في الموسم  الواحد رغم الفشل الكبير الذي حققة البرنامج، وكان جراء ذلك وصول اسامة الشيخ الي سجن طرة لهذا السبب ولأسباب أخري كثيرة، وخد عندك ممثلات سينما انتهي عمرهن الافتراضي ولفظتهن الجماهير وبقدرة قادر اصبحن من نجمات التليفزيون الاثيرات تقدم لهن بطولة مسلسلات يحصلن منها علي اجور خيالية تصل الي عدة ملايين رغم ان الواحدة منهن لا تسوي بصلة في سوق النجوم ولكن هناك قوة غامضة تفرضهن علي شركات الانتاج، مقابل ان يشتري التليفزيون المصري تلك المسلسلات بأسعار مبالغ فيها، لو كنت بريئا ولا تعرف السبب حا اقولك وأمري لله، فقد كان رموز الفساد في الدولة يستخدمونهن في اغراض اخري! أقلها وطأة غسيل الأموال وأكثرها وقاحة الايقاع بخصوم الدولة للسيطرة عليهم ولا تنس أن وزير الاعلام السابق انس الفقي كان يسير علي نهج وزير الاعلام الاسبق صفوت الشريف بل ربما تفوق عليه في بعض الأمور! ولهذا السبب تشعر نجمات السينما المخضرمات والنص عمر والنص لبة واللي مابقاش لهن سوق في مجال الفن ولا أي مجال آخر  بالخسارة الفادحة بعد قيام الثورة، لأن مغارة علي بابا لن تفتح لهن مرة اخري، ولذلك فهن يعلن نقمتهن علي الثورة، وأحيانا يحاولن أن يخفين هذا الحقد والكراهية فتفضحهن الكلمات والمواقف وفلتات اللسان!