رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ليلي» متفردة بأناقتها و«صابرين» الباروكة هي الحل

بوابة الوفد الإلكترونية

في ماراثون رمضان الدرامي لا توجد قواعد للتنافس, فكل شيء مباح من أجل الحصول علي أعلي نسبة من المشاهدة، والنجوم والنجمات يحاولون جذب المتفرج بأي أسلوب وطريقة، والتنافس لا يعتمد علي الأداء التمثيلي ومقدرة الفنان علي تقمص الشخصية ومعرفة أبعادها وامتلاك أدوات تقديمها وتحويلها من شخصية علي الورق إلي كائن من لحم ودم علي الشاشة، ولكن هناك أيضاً المشهيات المهمة المضافة إلي الخلطة الإبداعية لكل فنان، وفي عالم النجمات المشهيات كثيرة وعديدة وعلي رأسها الملابس والإكسسوارات إلي جانب المكياج وتسريحات الشعر وإذا كانت الممثلة من ذوات الوزن الإبداعي الثقيل فهي في تلك الحالة تضيف من ذوقها وخبراتها الخاصة علي الشخصية بحيث تعطي أبعاداً قد لا يعرفها أحد غيرها.

وفي هذا العام جاء التنافس بين النجمات علي أشده، خاصة أن الأعمال أقل من العام الماضي والأدوار انحصرت في عدة أسماء وابتعدت أخريات مما جعل المقارنة بينهن علي أشدها.

إلي جانب التباين الموجود في الأدوار التي تؤديها كل واحدة منهن وجاءت في أول القائمة «ليلي علوي» التي اختارت شخصية من الثلاثينيات في مسلسل «الشوارع الخلفية» المأخوذ عن عمل أدبي بنفس الاسم، ولأن مفردات الشخصية غنية بما يكفي أي مبدع للتزود منها وتقديمها بشكل جيد، إلا أن ليلي علوي كانت متفردة في أدائها لتلك الشخصية التي أعطت لها من روحها الخاصة، فرغم أن الأزياء لكل المشاركات في العمل الفني التزمت بتلك الفترة التاريخية، فإن ليلي امتلكت أدوات الشخصية وعرفت أبعادها بشكل رائع، خاصة مع امتزاج الأداء الأنثوي الراقي بوقار سيدات الطبقة المتوسطة مغلفة كل هذا بثقافة سيدات تلك الفترة التي يتقن اللغات، إلي جانب قدر من الثقافة والإلمام بالأحداث المحيطة مع تذوق الفن الذي جعل منها سيدة تمتهن الحياكة ولكن بأسلوب مصممات الأزياء الفرنسيات، وأعتقد أن المشهد الذي تناول عشقها لأسلوب «كوكو شنايل» في الأزياء كان تأكيداً علي الأطر الموجودة فيها تلك الشخصية.

علي الجانب الآخر، هناك الأخوات «غادة عبدالرازق» و«لوسي» و«فيفي عبده» كل واحدة منهن لها شخصية مختلفة في مسلسلي «سمارة» و«كيد النسا» ولكنهن يتميزن بنفس الأداء الافتعالي والمبالغ فيه والبعيد عن خلق جذور للشخصيات، فظهرت كلهن سطحية بعيدة عن الواقع وكأنهن خارجات من كتاب الحواديت، وللأسف أن غادة ولوسي وفيفي عبده اعتقدن أن تفردهن سيكون بالأزياء

بكل ما فيها من تجاوزات، وكلما كانت مجسمة وعارية ومليئة بالإكسسوارات.. اعتقدن أنهن أمسكن بتفاصيل الشخصيات.

وأعتقد أن تلك النوعية من المسلسلات خارج أطر المنطق وتخاطب نوعية معينة من المشاهدين وإذا كانت سمية الخشاب في مسلسل «كيد النسا» قد انساقت وراء هذا الأسلوب في الأداء والملابس، إلا أنها مختلفة تماماً في مسلسل «وادي الملوك» حيث تظهر الممثلة الواعية بتفاصيل الشخصية وتوافرت معها الملابس والمكياج لتنقلك إلي الجو الذي دارت فيه الأحداث، وهو نفس الشيء بالنسبة لريهام عبدالغفور التي تفردت في أدائها لشخصيتها الصعيدية في «وادي الملوك» إلي جانب الفتاة الشعبية الرافضة للواقع الذي تعيش فيه بزواجها من رجل لا تحبه في مسلسل «الريان».

وإذا كانت كارول سماحة في مسلسل «الشحرورة» ملتزمة بحدود مرسومة لها بأداء صباح، خاصة أنها شخصية تعرف تفاصيلها لأنها مازالت موجودة بيننا إلي جانب أن أفلامها القديمة تعرض بشكل مستمر إلا أنها تحاول جاهدة التلوين في الأداء في شخصية «صباح» وهي ممثلة محدودة لا تعرف كيفية الوقوف أمام الكاميرا وشخصية صباح الإنسانة.

علي الجانب الآخر، هناك «صابرين» التي مازالت مصرة علي الظهور بالباروكة كحل لأول مشكلة درامية تواجهها في مسلسل «لحظة ميلاد».. ولكن علي الجانب الآخر كان لها تواجد خاص في دور الغجرية في مسلسل «وادي الملوك» وهي شخصية غنية بالتفاصيل وأبعادها الإنسانية.

وأخيراً يظل الصراع بين النجمات محتدماً إلي أواخر شهر رمضان والفائزات هن من يعرفن أن الإبداع ليس فستاناً وقلم روچ وأداء مفتعلاً ولكن الامتلاك لأدوات الشخصية والانغماس في روحها.