عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأوكازيون السنوي الكبير للفضائيات المصرية


كانت مائدة الدراما الرمضانية في الماضي تعتمد علي قناتين هما الأولي والثانية، كل قناة كانت تعرض من مسلسلين الي ثلاثة علي مدار اليوم الواحد طوال الشهر الكريم، إلا ان اجمالي ما يعرض لا يتعدي خمسة أعمال: أحدها كوميدي والآخر ديني مسلسل «محمداً يارسول الله» أو «لا إله إلا الله»، وعملان اجتماعيان وآخر عن الجاسوسية مثل رأفت الهجان أو دموع في عيون وقحة، كانت العين ترتاح لهذا الكم من الأعمال، لأن الخريطة كان يراعي فيها توزيع الأعمال بشكل جيد، وبالتالي كانت هناك راحة للمشاهد، وكانت هناك فرصة للعبادة وكذلك للتنزه، الآن ومع دخول عشرات من القنوات الفضائية للخدمة اصبح هناك مزاد علي الأعمال الدرامية لكي تنال كل قناة أكبر قدر من المسلسلات، وبالتالي اصبح هناك أوكازيون سنوي كبير للدراما الرمضانية، كل قناة استخدمت شعارات من كل لون ونوع حتي تجذب المشاهد، كما يحدث في محلات الملابس والياميش، من نوعية كل النجوم في دراما رمضان علي تليفزيون النهار.. ونفس القناة استخدمت شعار رمضان أحلي بالطبع هذه الشعارات محاطة بصور النجوم والمسلسلات مثل تامر حسني بطل مسلسل آدم، خالد صالح بطل الريان في حين استخدمت قناة CBC شكلاً آخر للأوكازيون الخاص بها وهو عبارة عن رحلات حج وعمرة لمشاهديها، في حين واصلت قناة الحياة استخدام شعارها الدائم أقوي المسلسلات علي الحياة واسأل مجرب من رمضان اللي فات، وكذلك الحصري عندنا بجد.. مش عند أي حد، وشعار اخر لجذب المشاهدين بعنوان اتفرج في الوقت اللي يناسبك دلالة علي ان شبكة الحياة تعرض أعمالها في توقيتات مختلفة تناسب الجميع أما «القاهرة والناس« فهي استخدمت شعارها التقليدي «أجرأ قناة في رمضان» مصحوبة بصورة لأهم برامجها بداية من طوني خليفة وبسمة تسأل ولميس جابر دسطور يا أسيادي، كما استخدمت شعارات أخري من نوعية لا يوجد قناة مثلها، وقناة القاهرة والناس صنفت رقم «1» في رمضان.

قنوات الرياضة أرادت ايضاً ان تدخل المزاد مثل مودرن كورة بسحور أفضل مع شوبير ومساء الأنوار يارمضان مع مدحت شلبي هذه بعض الشعارات والتنويهات التي استخدمتها القنوات سواء عبر بثها أو خلال الاعلانات الرهيبة المنتشرة علي صفحات الجرائد وأعلي الكباري.

هذا الاوكازيون السنوي الكبير علي الفضائيات برغم انه يري بداخلنا غريزة التنوع والرغبة في الاختيار لكنه في نفس الوقت يدفعنا لأمر أخطر

وهو التشتت ليس بين الأعمال الدرامية فقط، ولكن حتي البرامج نفسها أصبح هناك كم كبير من البرامج ما بين الكوميدي والسياسي والتوك شو والطبيخ، لذلك في احيان كثيرة يمر رمضان بدون ان تلتقط العين أي عمل اللهم إلا اذا كان نجوم من نوعية الفخراني، ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز متواجدين وهنا تجد الناس جميعها مهمته بمتابعة العمل نظراً للعلاقة الوطيدة بينهم وبين هؤلاء النجوم عبر السنوات الطويلة الماضية.

الغريب في الأمر ان هذا الأوكازيون السنوي الكبير دفع أسماء لاتنتمي لعالم الدراما تدخل المنافسة من اجل التواجد مثل المطرب محمد فؤاد الذي ينتمي لعالم الغناء الذي دخل هذه المعركة العام الماضي بعمل «أغلي من حياتي» وهذا العام يدخل تامر حسني بمسلسل «آدم» وعمرو دياب يفكر منذ عامين او اكثر لكنه يأتي في اللحظات الأخيرة ويقرر التأجيل لكن فيكل الأحوال هذا الأمر يشغل مساحة من تكوينه الفني، هذا التفكير من اهل المغني يعكس اهتمامهم بالدخول في هذا الركب السنوي والزخم الدرامي السنوي لانه يفتح لهم ابواب «14» من التواجد، لكن تأثير ذلك بعد العرض أمر غير موضوع في الحسبان الأوكازيون كبير وضخم والنتيجة النهائية عند المشاهد، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل تستطيع هذه القنوات التي صنعت الأوكازيون ان تعوض ما انفقته من ملايين علي المسلسلات والبرامج والدعاية، المؤشرات تقول إن الأمر بالغ الصعوبة لأن متوسط ما يعرض علي كل قناة يصل الي خمسة مسلسلات بخلاف البرامج وأغلبها يتمتع بالضخامة الانتاجية وبالتالي عملية بيعه لأي قناة تحتاج الي أموال طائلة.