رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاعتذار واجب من "فنان العرب" لـ"العندليب"

المطرب محمد عبده
المطرب محمد عبده

يبدو أن المطرب محمد عبده مُصر أن يدخل نفسه فى أزمة ليس مع الجماهير المصرية فقط بل مع الجماهير العربية بأكملها من عشاق العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فنان العرب كما يطلق على «عبده» فى منطقة الخليج وصل إلى مرحلة عمرية وفنية تجعله مكتمل النضج.

وبالتالى يمتلك من البراعة اللفظية والفكرية التى تجعله لا يدخل فى مقارنات مع فنان آخر حتى ممن هم فى مستواه الفنى والجماهيرى، فهناك فنانون مثل كاظم الساهر مثلاً أو ماجدة الرومى أو ميادة الحناوى عندما يتحدثون عن أم كلثوم أو عبدالحليم أو عبدالوهاب أو أى قمة من القمم الكبيرة تجدهم شديدى الحرص على وضعهم فى المكانة التى تليق بهم، لم نسمع فى يوم من الأيام كاظم الساهر يقارن نفسه بعبدالحليم حافظ، ولم نسمع هانى شاكر أو على الحجار أو محمد منير أو الحلو يقارنون أنفسهم بعبدالحليم حافظ، ولم نسمع هذا أيضاً من ماجدة الرومى أو أى فنان عربى مهما بلغت نجوميته وشهرته لأنهم جميعاً يعلمون أن القمم التى ذكرنا بعضها هم أصحاب مدارس غنائية كل الأجيال التى لحقت بهم تعلمت منهم وجميعهم حريص كل الحرص على أن يقول إنه تلميذ فى مدرسة عبدالحليم حافظ التى تعتمد على التعبير فى الأداء الغنائى.
عبدالحليم حافظ أو أم كلثوم أو عبدالوهاب أو السنباطى وبليغ والموجى وقبلهم سيد درويش عندما يذكر اسم من هؤلاء يجب أن يقف الكل احتراماً وتقديراً لما قدموه للفن العربى.
محمد عبده ظهر فى مؤتمر صحفى عقد مساء الجمعة الماضى، على هامش حفلته بمهرجان «موازين» وسأله أحد الحضور عن تصريحه الذى قال قبل 20 عاماً عن أنه أفضل من عبدالحليم حافظ، فكان رد فنان العرب محمد عبده نعم مازلت مُصراً أننى أفضل من عبدالحليم حافظ وواصل «عبده» ولكن أرجو أن يفسر البعض كلامى بشكل سليم، وأنا أقصد أننى أفضل منه باعتبارى ملحناً أصيغ ألحان أغنياتى، وهذا ما لم يفعله عبدالحليم حافظ، وواصل «عبده»: أنا مسجل كملحن فى جمعية المؤلفين والملحنين العالمية، وهذا هو تقييمى لتفضيلى على «عبدالحليم حافظ» رحمة الله عليه، إلى هنا انتهى كلام فنان العرب محمد عبده.
ولكننا لابد من الرد عليه بالطريقة نفسها التى قالها، أولاً هناك أسماء كثيرة أكثر أهمية وأرفع شأناً من محمد عبده فى عالم الغناء والتلحين، لكن أحداً منهم لم يقل إنه أفضل من عبدالحليم لأنهم قاموا بالغناء والتلحين فى الوقت نفسه، لسبب بسيط أن عبدالحليم المطرب أهم بكثير من أسماء جمعت بين الأمرين، وبالتالى إذا أراد فنان العرب «عبده» أن يقارن نفسه بعبدالحليم وهو أمر لا يستقيم لأن العندليب بفنه فى منطقة و«عبده» فى منطقة أخرى، «حليم» فى منطقة القمم والرواد لأنه غيَّر مقاييس الغناء ولا يوجد مطرب عربى وصل إلى المرحلة التى وصل إليها حليم رغم أنه رحل منذ 37 عاماً، لكنه مازال الأهم والأبرز والأكثر مبيعاً والأكثر طلباً لاستماع فى الإذاعات المختلفة.
عبدالحليم فى منطقة الخليج وبالتحديد فى السعودية وهى المملكة التى ينتمى لها «عبده» هو الأبرز أيضاً لسبب أن الجمهور السعودى أيضاً لما له من قدرة على الاستماع يعلم أن «حليم» شىء و«عبده» شىء آخر، وبالتالى حتى المقارنة لن تجدها موجودة من الأساس لديهم.
«عبده» يتحدث عن كونه ملحناً، وعبدالحليم لم يكن كذلك

أى أنه أصقل الموهبة بالعلم، وبالتالى لو أراد أن يتجه للتلحين لفعل، وربما كان من الممكن أن يكون أفضل من ملحنين كبار لسبب بسيط جداً أن حليم كان لديه إحساس كبير بالكلمة، وبما أنه يمتلك العلم كان من الممكن أن يلحن ولكنه كفنان كبير كان مؤمناً بالتخصص فأعطى العيش لخبازه، أما ما تفعله أنت يا مطرب العرب، فهناك كثيرون غيرك يفعلونه لدينا المطرب الأشهر حالياً عمرو دياب وهو أيضاً يلحن ويغنى، فهل من الممكن أن نقول إنه أفضل منك خاصة أن مبيعات عمرو دياب وزوار أغانيه على اليوتيوب أكثر من أى مطرب عربى، وأيضاً هل يمكن لـ«عمرو» أن يقول إنه أفضل من حليم لهذا السبب، لدينا عشرات الأسماء تلحن وتغنى بالعالم العربى منهم كاظم الساهر وهانى شاكر وراغب علامة وقبلهم رياض الهمشرى، رحمه الله، وعلى حميدة ومصطفى قمر وتامر حسنى وغيرهم كل هؤلاء يغنون ويلحنون وبعضهم درس الموسيقى ووصل إلى درجة الدكتوراه مثل على حميدة وإيهاب توفيق لكن لكل مقام مقال.
فنان العرب نكن له كل احترام فى مصر، ولديه جمهور عريض يعشق أعماله ونعى تماماً قيمته كفنان ساهم فى انتشار الأغنية الخليجية فى المنطقة العربية ولا يمكن أن نعقل كل هذا ونقول إنه خريج المعهد الصناعى تخصص سفن، وبالتالى لا يجوز أن يلحن خاصة أن التلحين يحتاج إلى الدراسة إلى جانب الموهبة، لأن عصر المواهب الفذة التى لا تحتاج إلى الدراسة انتهى برحيل السنباطى وعبدالوهاب وقبلهما سيد درويش، والتدمير الذى حدث الآن فى عالم الموسيقى والغناء سببه الأول والأخير أن كل من هب ودب اتجه إلى التلحين، وأغلبهم لا يستطيع أن يعرف الفارق بين المقامات الموسيقية المختلفة.
محمد عبده جاءته فرصة كبيرة خلال موازين لكى يصلح ما قاله قبل 20 عاماً، لكنه رفض هذه الفرصة، وقال: مازلت مصراً على أننى أفضل من عبدالحليم حافظ، لمجرد أنه ملحن، رغم أن «عبده» يعى أن أهمية الفن لا تقاس بما قاله، وإلا ما أصبحت السيدة أم كلثوم سيدة الغناء العربى، وما أصبحت فيروز فى هذه المكانة.
الاعتذار أصبح واجباً من فنان العرب لروح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والاعتذار من شيم الكبار.