رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عواض" يورط الدولة بسبب "حلاوة هيفاء"

هيفاء وهبي
هيفاء وهبي

يوماً بعد يوم يثبت أحمد عواض أنه الرجل غير المناسب لقيادة جهاز بحجم الرقابة على المصنفات الفنية، حيث شهدت الرقابة في عصره الذي لم يتجاوز عدة أشهر، أكبر قدر من المشاكل.

منها أفلام «لا مؤاخذة» لدعوته للفتنة بين المسلمين والمسيحيين و«أسرار عائلية» الذي تناول الشذوذ، و«نوح» الذي تناول سيرة سيدنا نوح، و«حلاوة روح» الذي يتناول ألفاظاً وعلاقة جماع بين طفل وبطلة الفيلم هيفاء وهبي، وهذه الأعمال جميعها ضد عادات وتقاليد الشعب المصري والعربي، وبالتالي ورط عواض الحكومة بكامل هيئتها بعد أن صرح بعرض فيلم «حلاوة روح» مما اضطر رئيس الحكومة ابراهيم محلب للتدخل لايقاف الفيلم، واعادة عرضه على الرقابة مرة أخرى، ورغم أن القرار وجد قبولا بين عامة الشعب فالمصريون في الحواري والشوارع وفي النجوع والمدن رحبوا بهذا القرار لأنهم أجمعوا على أن الفيلم لا يجب أن يطرح من الاساس لاعتماده على مشاهد وألفاظ خارجة لا تتناسب مع الشخصية المصرية أو العربية، هذا الارتياح من قبل الناس في الشارع قابله رفض جماعي من قبل جميع المبدعين، ولأول مرة يكون أصحاب قبول القرار والرافضون له على حق، الرافضون للقرار وهم فئة الفنانين يرون أن ما حدث هو تدخل صارخ من قبل الحكومة في عمل الرقابة، وهو أمر لم تشهده مصر من قبل، واعتبروا أن الأمر يعطي مؤشرات لمستقبل مظلم لحرية الابداع، أما الذين تعاطفوا مع القرار، فهم من عامة الشعب ويرون أن قرار رئيس الوزراء انتصار للقيم والأخلاق التي ينحاز إليها دائما الشارع المصري.
الاختلاف بين عامة الشعب، والمبدعين سببه في الأساس هو أحمد عواض لأنه منح الفيلم تصريحاً رغم حساسية القضية التي يناقشها، ويبدو أن عواض يعتبر أن حرية الابداع هى فقط العُري، والألفاظ الخادشة والإيحاءات الجنسية باللفظ والحرية، رغم أن حرية الابداع في أساسها تعتمد على رفع سقف طرح القضايا على المستويين السياسي والفكري، وليس من مستوى طرح أفلام تتحدث عن الشذوذ والجنس أو تتناول سيرة الأنبياء.
الأزمة أن عواض وجد نفسه مقسوماً من الداخل بين رغبته في تلبية رغبات المبدعين من أصدقائه، وبين رغبات الشارع المصري والتي دعمتها كل المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر، والغريب أن رئيس الرقابة لم تكن لديه شجاعة المواجهة في أكثر من مناسبة ففي أزمة فيلم «نوح» رفض اطلاع الاعلام على حقيقة ما تردد من منح الفيلم تصريحاً بالعرض، وترك جبهة الابداع وهى جهة غير رسمية تدافع عنه، وتهاجم رأي الأزهر الشريف في بيان به تجاوزات في حق الأزهر ورموزه، وحاول الكثير من الزملاء الصحفيين الوصول الى عواض لمعرفة هل يصرح بتداول الفيلم أم لا؟ لكنه لم يرد بعد قرار رئيس الوزراء بوقف عرض فيلم هيفاء «حلاوة روح» اختفى أيضاً عواض، وخرجت جبهة الابداع ببيان آخر ضد رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب قالوا في أول سطوره: «سقط القناع لنرى رئيس وزراء يمثل رئيس الوزراء الاخواني أكثر من أي اخواني آخر!!»
ثم جاء بباقي البيان رفض تام لقرار محلب، واعتبرت الجبهة

أن هذا القرار بمثابة تعد على سلطة الرقابة ثم تحدث البيان علي أن حرية الرأي والفكر والتعبير يكفلها الدستور المصري، وطالب البيان ايضاً بضرورة تطبيق فكرة التصنيف العمري وإلغاء فكرة المنع التي صارت حمقاء لا مغزى لها ودعوا أيضاً الى اتخاذ خطوات تصعيدية».
هذا البيان صدر عن الجبهة لكن أين اختفى عواض رئيس الرقابة، أنا شخصياً كنت أتمنى أن يخرج ليعلن استقالته والتي ربما يصدر عنه خلال ساعات حتى يصبح شهيد «محلب» لكن حتى كتابة هذه السطور لم تتضح معالم الخطوة القادمة له، لكن في كل الأحوال وبعيداً عن أنه ربما يتخذ الخطوة كنوع من الاعتراض على قرار «محلب»، ولكن كل المؤشرات وكل سوابق عواض تجعلنا نطالبه بضرورة تقديم الاستقالة ليس بسبب قرار رئيس مجلس الوزراء والذي من سلطته حماية المجتمع، ولكن السبب التخبط الذي عاشته الرقابة خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونية، الرقابة تحتاج الى شخص جرىء يواجه الاعلام، يدافع عن قراراته، يحمي المجتمع من مفردات على شاكلة «الهلس في الدنص» من «عبده موته» وجميع الأعمال التي تعتمد على الهلس.
الرقيب لم يأت لكي ينحاز لحرية الابداع على حساب تقاليد المجتمع، وتعاليم الاديان السماوية، لأننا في مصر دائما نجيد ونحب أن نوظف الأمور لصالح وجهة النظر التي نتبناها بغض النظر عن مدى احترامها للبشر، المبدعون دائما عندهم تصور أن الاباحية هي الشىء الوحيد الذي يطلق عليه حرية الإبداع، كنا نتمنى أن نشاهد معارك المبدعين مع الدولة على فيلم يتحدث عن مشاكل حقيقية يعاني منها المجتمع، لكنهم اختزلوا مشاكلنا في مشاهد الجماع والشذوذ والفتن.
عواض طوال فترة وجوده بالرقابة كان تائهاً بين قناعاته الشخصية التي تتحد مع رأي المبدعين وبين العادات والتقاليد التي تفرضها عليه آراء أهل مصر.
عواض بقلة خبرته في الادارة صدرت لنا مشاكل البلد ليست في حاجة اليها، خاصة أن هناك من يتربصون بالبلد في الداخل والخارج، في كل الأحوال وبعيداً عن الأزمة فالأفضل لعواض وللمبدعين أن يتقدم باستقالته.