أندريا أرنولد تعود إلى كان مع "أسبوع النقاد"
المخرجة البريطانية أندريا أرنولد تترأس لجنة تحكيم «أسبوع النقاد» في مهرجان «كان» المقام في الفترة من 14 إلى 26 مايو، وأندريا أرنولد هى مخرجة فيلم «الطريق الأحمر» بين كروز وبلانشيت وكيت ديكي عن دورها في فيلم «الطريق الأحمر» وفيلم «مرتفعات ويزرنج» وقد فازت بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها الثاني «حوض الأسماك» Fish Tank عام 2009.
«الطريق الأحمر The Red Road» وهو عمل القسوة والقتامة لكنه صادق تماما في تناول موضوعه المعاصر الذي يعكس صورة لما يحدث في المجتمع الانجليزي اليوم في أوساط الطبقة الهامشية التي تعيش خارج دورة المجتمع، من خلال فتاة مراهقة ضائعة لا تجد من يأخذ بيدها، وقامت بدورها ممثلة جديدة شابة «17 عاما» تفوقت على أدائها الواثق، كيتي جارفيس اسم سيبقي طويلاً في الذاكرة لإحدى نجمات المستقبل.. وحصلت عنه المخرجة البريطانية أندريا أرنولد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «كان».
وأهم ما يميز فيلم «مرتفعات ويزرينج» السرد المستغرق في التفاصيل والذي عالجت به رواية برونتي إلى جانب التعامل مع كل عناصر الطبيعة، مثل الريح بوصفها عنصراً والحوار في الفيلم لا يتعدى بضع عبارات وكأن الريح هى المتحدث، مع استخدام صوت الحطب في المدفأة، ولهث الكلاب ونوعت مخرجة الفيلم بين لقطات الكاميرا المحمولة وتلك الثابتة أو البانورامية وغيرها.
إنها استطاعت بإبداعها اختزال 50 صفحة بلقطة واحدة تمتد لدقيقة أو دقيقتين، والمخرجة البريطانية أندريا أرنولد تبهرك منذ اللحظة الأولى برسوم طفولية على الجدران، وأجمع النقاد أن بفيلمها سحراً ما في تتبع الكيفية التي ينتقل فيها عمل أدبي الى السينما، ولعل أول ما يحضر في هذا الخصوص يكون على اتصال بالمعالجة السينمائية، وبالتالي نقد عمل إبداعي من وسيط الى آخر له عالمه الخاص وفي آليات التلقي يمكن الحديث عن الانتقال من الورق الى الشاشة،ومن فعل القراءة الى فعل المشاهدة، ولعل فعل ذلك مع ما صنعته أندريا أرنولد برواية برونتي سيكون آسراً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى نقدي، فنحن حيال فيلم مبني برصانة مدهشة متأسس أولاً على التقاط ذكي للرواية، وهذا على الصعيد الدرامي، بينما يأتي الفيلم على الصعيد البصري بمثابة قطعة فنية تريد لنا أن نعيش الفيلم أولاً بوصفه - أي الفيلم - فعل استثمار بصري بالمادة الدرامية الرائعة التي صنعتها برونتي.
ولم يشذ فيلمها «حوض السمك» الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، في انتصاره الى بطلته التي تحاصرها ارتباكات ظروفها