رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإبداع: منع "نوح" قرارالرقابة وليس الأزهر

بوستر الفيلم
بوستر الفيلم

دخل الفيلم السينمائي الأمريكي العالمي «نوح» مرحلة تبادل الاتهامات بين ما يسمي بجبهة الإبداع والأزهر الشريف حيث خرجت الجبهة ببيان يتهم الأزهر بأن تحريم ظهور الأنبياء والرسل مجرد اجتهاد وتعدٍ علي الحريات بل ووصل الأمر الي سخرية الجبهة من رأي علماء الدين في هذه الأزمة.

ومن جانبه شن الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر هجوما عنيفا علي جبهة الإبداع واصفا إياها بأنها جبهة ابتداع وهي جهة شاردة متشتتة وتجهل بالقرآن مؤكدا حق الأزهر الدستوري في الدفاع عن ثوابته الدينية وأن الرسل والأنبياء ظهورهم محرم شرعا وثابت في قرار مجمع البحوث الإسلامية منذ 1963.
و«نجوم وفنون» إيمانا منها بحرية الرأي تنشر بيان جبهة الإبداع ورد الدكتور أحمد كريمة بوصفه واحدا من كبار علماء الأزهر.
«أصدرت جبهة الإبداع بيانا بشأن موقف الأزهر من عرض فيلم «نوح» بدور العرض السينمائي جاء فيه: تلقت جبهة الإبداع ببالغ الاستياء التصريحات الصادرة من الأزهر ومطالبتهم بمنع عرض فيلم «نوح» للمخرج دارين أرانوفسكي في دور العرض المصرية بينما الفيلم يعرض في العالم كله ومحاولتهم التعدي على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وهي الجهة الرسمية المخول لها قبول ورفض عرض أفلام.. وتود الجبهة أن تلفت نظر شيوخ الأزهر الأجلاء لعدة نقاط ربما غابت عن ذهنهم بخصوص تلك التصريحات..
أولا: فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية مازالت حتى الآن لا تتعدى اجتهادا من الشيوخ والفقهاء ولا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك بوضوح وإن وجد نعتقد أن على شيوخنا الأجلاء أن يخرجوه لنا كي يتم تأكيد أن الله قد نهى عن ذلك بوضوح .. وإن كان اجتهادا في التأويل فربما كان على شيوخنا الأجلاء مناقشة هذا الاجتهاد مع المجتمع ومع المفكرين باعتبار أن باب الاجتهاد مفتوح منذ انقطاع الوحي.. ناهيك عن أنك لا تستطيع المنع فعليا لأننا شئنا أم أبينا فالفيلم يتحول الآن لوسيط ينتقل عبر أثير الانترنت لا يستطيع كائنا من كان أن يمنع مواطن من مشاهدته.
ثانيا: نعتقد أن دور الأزهر الشريف بحجمه وبقيمته إن رأي في هذا العمل معصية أن ينهى الجمهور عن رؤيته أو أن يحذر من ذلك أو أن يقول إن من يشاهد هذا الفيلم هو عاصي للدين الحنيف وفي تلك الحالة لهم منا كل التبجيل طالما أن الأمر دخل في نطاق «الدعوة» وليس «المحاكمة» تحديدا وأنه كما أوردنا سابقا أن صحيح الدين لا ينهى بوضوح عن ذلك.. وفهمنا لدور الأزهر أو الكنيسة أو المؤسسات الدينية هي الدعوة للدين لا إقامة ما يرونه صحيحا بالقوة.
ثالثا: لا نعتقد أنه في القرن الواحد والعشرين سيرى مواطن في الشارع راسل كرو فيسجد له معتقدا أنه سيدنا نوح شخصيا بعد أن أدى دوره في الفيلم وإلا كان مكان هذا المواطن هو مصحة نفسية وهو التعامل الصحيح معه لا منع الفيلم عن ملايين الأصحاء ذهنيا المدركين لماهية السينما رابعا وهو الأهم: في تلك الحالة خصوصا.. نحن نتحدث عن سيرة نبي توراتي. معترف به في الديانة الاسلامية ولكنه كذلك يخص كلا من الطائفتين المسيحية واليهودية كذلك وكلاهما لا يحرمان ظهور الأنبياء في الصور والأعمال الفنية فهل سيطالب الأزهر بعد ذلك مثلا بمنع بيع الأيقونات الدينية التي تصور المسيح؟ أو منع عرض مسرحيات الكنائس؟ أليس واجبا على الأزهر أن يحترم الاختلاف في الرؤيا ما بين الأديان المختلفة بما نص عليه الدستور من الاعتراف بتلك الديانات الثلاثة وقبول عرض الفيلم مع النهي عن رؤيته احتراما لتعددية المجتمع وأن هذا العمل الذي يرفضونه دينيا ليس مرفوضا لدى المليارات من حاملي الديانات الأخرى المعترف بها؟ أليس النهي هنا أفضل من المنع وحل أكثر احتراما لثقافة الآخر؟ لن نتحدث بالتأكيد عن التصريح الذي صدر عن أحد شيوخ هيئة كبار العلماء بوجوب حرق السينمات التي ستعرض هذا الفيلم فهذا الفكر يحتاج لرد من هيئة كبار العلماء لا مننا ونعتقد أن اعتذارا ما واجبا من هذا الشيخ

احتراما لما يمثل.. وتعلن الجبهة أنها على استعداد لعمل مناظرة فكرية في أي وقت مع أي من الشيوخ الأجلاء أصحاب فكر المنع للمجابهة بالرأي والرأي الآخر في هذا الموضوع جبهة الابداع المصري مصر مصرية».
وردا علي ما جاء في بيان جبهة الإبداع بخصوص موقف الأزهر الشريف بمنع عرض الفيلم السينمائي العالمي «نوح» توجهنا بسؤال الي الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية ومن كبار علماء الأزهر للرد علي ما جاء في البيان من اتهامات للأزهر، وقال الدكتور «كريمة»: إن تحريم تجسيد وتشخيص الرسل والأنبياء عليهم السلام في الأعمال الفنية بأنواعها لا يجوز تفعيلا لقرار مجمع البحوث الإسلامية الصادر منذ عام 1963 وأضاف: ذلك لأن الرسل والأنبياء مصطفون أخيار، ومحافظة علي نقاء الصورة في الخيال الإنساني وعدم تعريضها للابتذال والامتهان لأن أي ممثل مهما كانت قدرته وروعته لن يصل لكمال الرسل والأنبياء.
وأضاف «كريمة» إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال «من رآني فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي».
وردا علي ما جاء في البيان بأن ما قاله علماء الأزهر مجرد اجتهاد وليس له أصل قرآني قال «كريمة»: الاجتهاد روح الإسلام وما ذكره الأزهر جاء نتيجة إجماع لعلمائه وقال الله تعالي في سورة النساء: «ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم».
وأضاف «كريمة»: وقال جل شأنه: «ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا». وأوضح «كريمة»: أقول لمن يسمون أنفسهم بجبهة الإبداع لا تتحاكموا الي القرآن وأنتم تجهلونه، فهؤلاء لا يقال عنهم مبدعون بل متشتتون شاردون لا صلة لهم بما يسمي إبداعا بل هم فريق ابتداع، وأضاف: في فقه المحرمات ينهي عن التسيب والمباشرة ونأتي بمثال في ذلك: هل يجوز لعاقل أن يجلس في جلسة خمر ومخدرات.. وما جاء في بيان الابتداع عن تدخل الأزهر في عقائد الآخرين رد عليه دكتور «كريمة» قائلا: هذا خطأ وخلط لأن الأزهر لا يتدخل في عقائد الآخرين فسيدنا نوح ملكا لكل المسلمين فهو من أولي العزم من الرسل ولا يخص ديانة أخير فكيف يتقاعس الأزهر عن حماية الرسل والأنبياء وعلي من يعترض يقوم بعرض الفيلم في بلده ونحن علينا النصيحة لكن أن يقتحم الفيلم بلادنا فدورنا كجبهة علماء الأزهر ووفقا للنص الدستور أن يحافظ الأزهر علي مقدساته.
وردا علي ما جاء في البيان أن أحد العلماء دعا الي حرق دور العرض التي تعرض الفيلم أكد الدكتور «كريمة» من صرح بذلك يجب محاسبته ونحن لا نعترف إلا بآراء مجمع البحوث الإسلامية ودار الافتاء وهيئة كبار علماء الأزهر.