رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ديكور".. مغامرة بالأبيض والأسود

حورية فرغلي
حورية فرغلي

الإبداع مغامرة، شعار يرفعه صناع فيلم «ديكور» عندما قرروا تقديم فيلم في 2014 بتقنية الأبيض و الأسود، تجربة تعتمد علي تنسيق مختلف في الديكورات والملابس وحركات بطيئة للكاميرا، تفاصيل دقيقة تحمل تكاليف عالية، حيث مواد تصوير نادرة، وأماكن طبع غير متوافرة في مصر.

وفي النهاية يراهن علي جمهور يرفض دفع تذكرة سينما في فيلم بعيد عن واقع الحياة الحالية مثلما فعل من قبل فيلم «المومياء» لشادي عبدالسلام فلم يحقق نجاحا جماهيريا يذكر لكنه يمثل مصر منذ عام 1975، وحتي الآن في كل مهرجانات العالم وغيره مثل بعض أفلام يوسف شاهين التي لم تحقق نجاحا جماهيريا لاعتقاد الجمهور بأنها بعيدة عنه ومثلت مصر أيضا في العالم أجمع.. مغامرة سألنا صناعها عن توقعاتهم في نجاحها وهل هي أمل مصر للعودة للمهرجانات من جديد؟
فيلم «ديكور» بطولة خالد أبوالنجا وماجد الكدواني وحورية فرغلي، تأليف محمد دياب وإخراج أحمد عبدالله.

محمد دياب: اختيار الأبيض والأسود لضرورة درامية
يقول المؤلف محمد دياب: قررنا تقديم تجربة درامية جديدة مختلفة تراهن علي الإبداع والصورة أكثر من مغريات العصر، واختيارنا تقنية الأبيض والأسود لها ضرورة درامية، ولكنها ليس كما يتخيل البعض بأنها تتعلق بأن أحداث الفيلم في الماضي لكن العامل النفسي في العمل يسمح بأن تكون أحداثه بهذا الشكل، فالفيلم يناقش قضايا اجتماعية بعيدة تماما عن السياسة وفي نفس الوقت يسلط الضوء علي حقوق المرأة من خلال تجربة جديدة، وأضاف «دياب» إنها المرة الأولي التي يعمل فيها فريق العمل في الفيلم معا، ولكنه لن ينجح إلا إذا كان بطريقة «ورشة العمل» ذلك لأن هذه النوعية من الأعمال لا يمكن أن تقدم إلا إذا كانت بزوايا نظر مختلفة.

أحمد عبدالله السيد: لا أصنع موضة جديدة .. ولكني أسعي للمهرجانات
مخرج الفيلم أحمد عبدالله قال: إن عملا بالأبيض والأسود مغامرة خطيرة ولكنها وجهة نظر جديدة نتمني أن تجذب الجمهور، خاصة أنه حين عرض الفيلم علي خالد أبوالنجا وماجد الكدواني وحورية فرغلي أعجبتهم الفكرة ووجدوا أنها تستحق المغامرة، خاصة أن هذه النوعية جديدة علي الجمهور المصري، ومن الممكن ألا تحقق الإيرادات المطلوبة منها، وأضاف أنها المرة الأولي التي أقدم فيلما لم أكتبه ولكن أخرجه فقط وهذا ما جعلني في حالة خوف من البداية لكن محمد دياب مؤلف متميز وكل الأعمال التي قدمها حققت نجاحا كبيرا لذا سعدت أن أقدمها وسبق أن غامرت بنوعية الأفلام المستقلة ونجحت وأنتظر من الجمهور أن يتقبل كل جديد ويساعدني في نجاح تلك التجربة، وأتمني أن تحظي بنجاح نقدي وجماهيري وتشارك أيضا في المهرجانات.

حورية فرغلي: تجربة جديدة عن أزمات المرأة في المجتمع
قالت حورية فرغلي: الفيلم مغامرة بكل المقاييس ولا أنكر تخوفي منها، خاصة أنها من الممكن ألا تحقق نجاحا جماهيريا وأجسد شخصية مريضة نفسية تعاني حالة انفصام في الشخصية، وأضافت: أنا علي استعداد تقديم أي دور سواء كان رومانسيا أوسياسيا أواجتماعيا أو حتي استعراضيا كما أقدم مع السبكي وغيره فيهمني الدور الجيد المختلف بصرف النظر عن التخوفات التي يمكن أن تثار حول الفيلم، وأكدت عند عرض فيلم «ديكور» عليّ جدت أن الشخصية مختلفة وبها وسائل نجاح كبيرة أهمها أن فريق العمل من مخرج ومؤلف ومنتج سبق أن حققوا نجاحا بجميع الأفلام التي شاركوا بها في العالم.

المنتج: ميزانية ضخمة ومغامرة محسوبة
قال أحمد بدوي المنتج المنفذ للفيلم: إن العمل يحتاج الي ميزانية ضخمة لأنه لا توجد مطابع في مصر لتحميض الأفلام الأبيض والأسود الآن، والفيلم مقدم بتقنية حديثة ويتم تصويره بوسائل جديدة غير موجودة في مصر، وأضاف «بدوي» أن الفيلم لم ينتج فقط من أجل المشاركة في المهرجانات لكنه تجربة جديدة ستعرض للجمهور وننتظر رد فعله.

طارق الشناوي: فريق عمل «ديكور» يقفزون فوق السور
الناد طارق الشناوي يري أن تجربة تقديم فيلم بالأبيض والأسود معهودة في العالم ومن المتوقع تقديمها بشكل أكبر في الفترة القادمة، خاصة أن هذه الأفلام أصبحت مرغوبة في المهرجانات الدولية وداخل المسابقات الرسمية العالمية دائما ما تقدم تجارب بـ«الأبيض والأسود» وأصبح ذلك عاملا أساسيا لمغامرة لتقديم أعمال.
وأضاف «الشناوي» أن فكرة الأبيض والأسود في مصر مرتبطة بعاملين زمني وموضوعي، الزمني تم تقديمه في فيلم «ناصر 56» فالفترة الزمنية التي يعالجها الفيلم تدور في الأبيض والأسود من السينما، وهو يحكي عن 100 يوم في عام 1956، وهو زمن مرتبط في الذاكرة الجماعية بالأبيض والأسود، وبالتالي في كل الأحوال ليس فقط هناك ارتباط موضوعي بين الزمن وشريط الفيلم، لكن هناك زمنا نفسيا دون الزمن الموضوعي وهذا يتوقف فقط علي رؤية المخرج ورؤية الكاتب، لذا فتقديم هذه النوعية من الأفلام إذا قدمت برؤية أن أصحابها يشعرون أن قيمة التعبير النفسية بالأبيض والأسود ستنجح، أما إذا كان غير موظف فمن الصعب أن يحقق

نجاحا بل سيضر فريق العمل.
وأكد أن مخرج فيلم «ديكور» أحمد عبدالله لديه ميول تجريدية في أعماله وهذا من حقه، فعندما قدم فيلم «فرش وغطا» لجأ الي «الصمت» لبطل الفيلم آسر ياسين، ونجح في هذا التجريد لكن لابد أن يكون تجريدا له منطق نفسي أو فني أو موضوعي أيضا هالة لطفي قدمت فيلم «الخروج الي النهار» بتجريد مختلف ولكنه منطقي فنجح.
ونفي «الشناوي» السماح لأي مبدع بإنتاج فيلم من أجل المشاركة في مهرجانات، وقال إن مفردات الفيلم تقدم علي أساس المنطق الذي يقدم فيه الفيلم، وإذا استشعرت لجنة التحكيم أن هناك فيلما يقدم من أجل مهرجان فقط فلن تسمح بمشاركته من الأساس، واستنكر أن يكون تقديم الأفلام بتقنية «الأبيض والأسود» موضة ذلك لأنه حالة فقط وليس قاعدة فهذا ضد المنطق، لأن الأصل في الأمور أن الحياة ملونة، فعندما دخلت الألوان في السينما لم يكن اعتباطا لكنه لأنه يقترب من الواقع، وهذا لا يقف في حق المخرج في التجريد فأحمد عبدالله وفريق العمل يحاولون القفز فوق السور وأتمني أن تكون قفزة منطقية.

مصطفي درويش: الجمهور لن يتقبل الأبيض والأسود
الناقد مصطفي درويش قال: إن هناك اتجاها واضحا في السينما العالمية لتحويل الأفلام التي تتميز بأصالة وجدية الي الأبيض والأسود والدليل مشاركة أفلام كل عام في الأوسكار مقدمة بهذه التقنية من بينها فيلم «نبراسكا» فهو من الأفلام المرشحة للأوسكار، أيضا فيلم «الفنان» الفرنسي الذي حصد العام الماضي جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وكان صامتا ونفس التقنية، وأعتقد أن سر نجاح هذه النوعية عالميا القدرة علي التخلص من عبودية الألوان في كل الأفلام، لأن التعبير بالأبيض والأسود دائما أفضل، فهناك استخدام للخيال، لأن المنظر الذي نشاهده أبيض وأسود نتصوره في الطبيعة ملونا من خلال التفكير فيه كما يحلو لنا، وتجربة «ديكور» تؤكد أن هناك عودة أيضا في السينما المصرية للصمت والأبيض والأسود وهذا ما فعلته ماريان خوري عندما استضافت الفيلم الاسباني «الأقزام السبعة والأميرة الصغيرة»، في مهرجان الفيلم الأوروبي لكنه لم يحقق مشاهدة عند عرضه حتي يلفت النظر وأشكك في تحقيق هذه النوعية في مصر لعدة أسباب، أهمها لماذا لم يقدم فيلم «السادات» بتقنية أبيض وأسود لأن فيلم «ناصر 56» لم يحقق نجاح الأبيض والأسود.
وأضاف «درويش» أن الجمهور عندما يجد فيلما أبيض وأسود يعتبر أنه فيلم قديم ولا يشغل باله أن يشاهد فعندما عرض في مهرجان القاهرة السينمائي فيلم «ايد وود» للمخرج تيم بيرتون وهو فيلم أحداثه حول مخرج فاشل اسمه «ايد وود» في تاريخ السينما الأمريكية مهم جدا هاج الجمهور وصمم أن يحصل علي ماله، وذلك هو سبب عدم عرض فيلم الفنان الفرنسي في مصر حتي هذه اللحظة رغم أنه حصل علي الأوسكار، وحصل علي «كان» والمفترض أن الفيلم مقدم للتعبير بالأبيض والأسود ويحاول أن يعبر به عن مأساة الشخصية التي يتناولها الفيلم.
وأضاف «درويش» من الممكن أن يقدم فيلم بالأبيض والأسود ورغم ذلك لا يشارك في أي مهرجان ولذا الأفلام التي تعرض في المهرجانات شرطها الوحيد أن يكون فيها قيم فنية معبرة تؤدي الي أن الفيلم يرشح لجوائز عالمية وبالتالي في الغالب يحقق نجاحا.