رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عفاف راضى: "السيسى" هدية السماء

عفاف راضي
عفاف راضي

المطربة الكبيرة عفاف راضي صوت ذهبي بمعني الكلمة ظهرت علي الساحة الغنائية عام 1970 كموهبة فريدة قال عنها يومها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر: «عفاف راضي فيروز مصر».

اكتشفها الموسيقار الراحل الفذ بليغ حمدي ولحن لها منذ البداية مجموعة رائعة من الأغنيات «والنبي ده حرام - ردوا السلام - تساهيل - هوا يا هوا - كله في المواني» ولا ننسي أيضا أغنيات «عين يا قمر - يهديك يرضيك - جرحتني عيونه السودا»، وبعد مشوار طويل لهذا الصوت الذهبي توقفت فجأة عن الغناء وهي مازالت قادرة علي العطاء وأجرينا معها هذا الحوار حول أسباب ابتعادها عن الساحة الغنائية، وذكريات الزمن الجميل، ولماذا عاشت أغانيها علي مدي أكثر من 40 عاما وثورة 30 يونية وهل قالت «نعم» للدستور الجديد.
< ما="" أسباب="" ابتعادك="" عن="">
- بداية أنا مازلت قادرة علي العطاء وأتمني العودة للغناء في أقرب وقت ولكن للأسف الجو العام لا يسمح، بعد تراجع دور المؤسسات الإعلامية الحكومية الإذاعة والتليفزيون في الإنتاج في هذا العصر.
من يريد الاستمرار في الغناء عليه أن يمتلك شركة للإنتاج، علي فكرة الغناء أصبح صناعة مكلفة للأسف الشديد الصوت «مش مهم» المهم الرقص والإبهار وأشياء أخري ولتختف المواهب وتذهب الي الجحيم، أنا حاليا لا أجد من ينتج لي سواء قطاع عام أو خاص فكيف أغني؟ وشاركت مؤخرا في بعض حفلات الأوبرا ومازلت في انتظار الدعم لأعود للغناء.
< كيف="" كان="" المناخ="" عندما="" ظهرت="" عام="">
- مختلف تماما، مناخ صحي بمعني الكلمة لا أستطيع أن أصف لك عناية الفذ بليغ حمدي بموهبتي ومعه الشاعر العملاق الراحل مرسي جميل عزيز ومحمد حمزة، وظهرت والساحة مليئة بعمالقة الغناء من المطربات علي رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم ونجاة وشادية ووردة وفايزة أحمد وأثبت وجودي وسط العمالقة، لأن المناخ كان يسمح بذلك ولمزيد من الدعم لموهبتي كنت أغني في حفلات العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، كان فنانا وإنسانا بمعني الكلمة، عندما أتذكر هذا الزمن الجميل أشعر بالحسرة علي ما وصل إليه حال الغناء في مصر حاليا.
< من="">
- الأسباب كثيرة كما قلت لك الصوت لم يعد مهما ربما جسد المطربة أصبح أهم من صوتها، ومطربات الجيل الحالي مع احترامي لهن جميعا ولكن لم يستطعن ملء الفراغ لم يعد لدينا مثلا موهبة بحجم العظيمة شادية أو نجاة أو فايزة أحمد أو وردة وبشكل عام كل زمن له خصائصه ومقوماته.
< ولكن="" بماذا="" تفسرين="" انقطاعك="" عن="" الغناء="" مع="" آخرين="" من="" نفس="" جيلك="" عكس="" ما="" كان="" يحدث="" في="">
- الماضي كان يسمح بالاستمرار، كوكب الشرق استمرت في الغناء بعد السبعين ونفس الوضع بالنسبة لفايزة أحمد وشادية التي اعتزت في عز مجدها ونجاة ابتعدت بعد عشرات السنين بمحض إرادتها، ولكن الوضع حاليا مختلف كثيرا، لا يوجد إنتاج أو حفلات وكما قلت لك لن يستمر أحد في الغناء إلا إذا كان لديه شركة للإنتاج وقنوات تدعمه.
< ما="" سر="" استمرار="" نجاح="" أعمالك="" بعد="" كل="" هذه="">
- بشكل عام الفن الحقيقي لا يموت، هل يعقل مثلا أن تموت أغنية كتبها مرسي جميل عزيز أو محمد حمزة، واللحن لبليغ حمدي أو محمد الموجي؟ طبعا لا.. وبصراحة أشعر بسعادة خاصة حينما أري الناس تسمع «والنبي ده حرام» و«ردوا السلام» وغيرها ليعلم الجميع أن الأغنية الأصلية باقية ولكن للأسف معظم أغاني الجيل الحالي تموت بعد عام علي أكثر تقدير وتدخل دائرة النسيان.
< ما="" رأيك="" في="" غناء="" البعض="" ومنهم="" المطرب="" المعتزل="" فضل="" شاكر="" لبعض="" أعمالك="" ومنها="" «هوا="" يا="">
- بصراحة سمعتها وأعجبني جدا إحساس فضل شاكر في غناء بعض أغنياتي القديمة وهو مطرب يتمتع بصوت جيد ولا أعلم سر تحوله بهذه الطريقة، ولكن في نفس الوقت أعتبر هذا نوعا من الإفلاس لأن الأغنية دائما ملك أصحابها والأفضل أن يبحثوا عن كلمات

وألحان جديدة وعلي أي حال غناء أغنيات لعفاف راضي مر عليها 40 عاما يعتبر نجاحا كبيرا، بما يعني بشكل واقعي أن أغنياتي محفورة في الوجدان بعد عشرات السنين وأن الفن الجيد يفرض نفسه في كل زمان ومكان.
< الأسبوع="" الماضي="" قدمت="" إذاعة="" الأغاني="" حفلا="" لعفاف="" راضي="" وأغنية="" «يهديك="" يرضيك»="" عام="" 1975="" ما="" ذكرياتك="" عن="" هذا="">
- فعلا لا أنسي هذا الحفل الذي أقيم في نادي القاهرة الرياضي في يوليو 1975 وشاركني الحفل وردة وهاني شاكر، أذكر أنني استأذنت المنتج مجدي العمروسي لأغني هذه الأغنية في الحفل التي كانت ضمن أحداث فيلم «مولد يا دنيا» وذلك قبل عرض الفيلم وحققت نجاحا غير طبيعي وعلي فكرة هذه الأغنية كانت للحصان.
< هل="" توقعت="" أن="" تعيش="" هذه="" الأغنية="" كل="" هذه="">
- كما قلت لك الفن الحقيقي لا يموت يكفي مؤلفها مرسي جميل عزيز وملحنها محمد الموجي لكي يكتب لها الخلود، واسمح لي أن أوجه تحية خاصة لإذاعة الأغاني التي تحرص بشدة علي إذاعة حفلات الزمن الجميل باستمرار وأدعو الشباب لمتابعة هذه الإذاعة لكي يعلموا كيف كان حال الغناء في مصر في الستينيات والسبعينيات وحتي منتصف الثمانينيات.
< هل="" من="" الممكن="" أن="" يعود="" الزمن="">
- أتمني ذلك ولكن الأمر يبدو صعبا علينا أن نعترف أننا لم يعد لدينا عمالقة بحجم رموز زمن الغناء الجميل ولكن علي الجميع أن يسعي لذلك لعل وعسي.
< هل="" أدليت="" بصوتك="" في="" الاستفتاء="" علي="" الدستور="">
- طبعا شاركت كمواطنة وكفنانة قلت «نعم» للدستور حتي يعود الاستقرار والأمان للبلاد وأنا عاصرت حقبا سياسية مختلفة كان الاستقرار والأمان سائدا في البلاد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
< وماذا="" تقولين="" عن="" ثورة="" 30="">
- ثورة عظيمة بمعني الكلمة خلصتنا من حكم جائر وأجد في الفريق أول عبدالفتاح السيسي أملا لمصر في المرحلة المقبلة، بدون مبالغة أعتبر هذا الرجل هدية من السماء.
< هل="" تعتقدين="" أن="" العصر="" الجديد="" سيعيد="" للفن="">
- طبعا أتمني ذلك بشدة بعد سنوات طويلة من الغناء الرديء والإسفاف والعري، أرجو في العصر الجديد أن يعود للغناء رونقه واحترام الناس له، مصر كانت عملاقة بحق في زمن الغناء الجميل ولكن تراجع دورها بشدة أرجو في العصر الجديد الوقوف بجانب المواهب الحقيقية ودعمها سواء كانوا كبارا أو صغارا من العيب أن تتصدر الشاشات المصرية مطربات نصف عرايا وأصوات متدنية. الفن ليس مجرد تسلية بل هو أساسي في تهذيب سلوك الإنسان والتعبير عن المشاعر الراقية، كان ذلك سائدا في عصر الغناء الجميل أتمني أن يعود ولو رائحة منه.