رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرهاب يضرب صناعة الفن

بوابة الوفد الإلكترونية

الإرهاب الأسود الذى تقوده تلك الجماعة الإرهابية طال كل شىء فى البلد، بداية من المواطن الغلبان الذى يخرج من الصباح الباكر للبحث عن لقمة العيش، وحتى صفوة المجتمع، وبما أن صناعة الفنون بصفة عامة فى حاجة إلى الاستقرار شأنها شأن كل شىء مثل السياحة، لذلك فهى أيضاً تتعرض لانتكاسات متلاحقة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن.

البداية كانت ثورة الإطاحة بنظام مبارك، وما صاحبها من انفلات أمنى تسبب فيه وضعته الجماعات الإرهابية، ثم عامين من عدم الاستقرار انتهت بعزل محمد مرسى عن طريق ثورة 30 يونية الشعبية بعدها تصور البعض أن الحال قد يستقر لكن الجماعة الإرهابية أبت أن تترك الشعب المصرى يعيش حالة من الاستقرار ومع شعورهم بأن خارطة الطريق بدأت تتضح معالمها بالاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 يناير بدأوا يعودون لأسلوبهم الحقير والدنىء والذى تجسد فى حادث المنصورة الذى راح ضحيته 15 قتيلاً وأكثر من مائة مصاب ثم حادث مدينة نصر الذى خلف خمسة إصابات، وبالتالى كل هذه الأفعال عادت لتضرب صناعة الفن فى مقتل كما يقول المثل المصرى، خاصة أننا على أبواب موسم رأس السنة ومنتصف العام الدراسى، فهذا الموسم كانت الاستعدادات قد بدأت لطرح عدد من الأفلام السينمائية فى شتى دور العرض، وجاء الحادثان ليعكرا مزاج المواطن المصرى، وتزيد من مخاوفه، وبالتالى فهو ضربة جديدة لصناعة السينما، وخراب جديد لدور العرض وشركات الإنتاج لكن الإرهاب الأسود لا يفرق بين الأخضر واليابس، يأكل كل من أمامه، الخراب لن يطول المنتج فقط، بل هناك أناس غلابة رزقهم يأتى من خلال عمل دور العرض مثل «سايس» السيارات أو بائع اللب والسودانى وبائعى الصحف ومحال العصير والمثلجات والمطاعم المحيطة وسائق التاكسى والميكروباص المنظومة كاملة تتعرض للضرب والانهيار بسبب مجموعة إرهابية لا تعرف معنى كلمة دين أو المعنى الحقيقى لعلاقة العبد بربه.
صناعة السينما خلال موسم رأس السنة ثم منتصف العام الدراسى أصبحت فى مهب الريح.
الشق الثانى من صناعة الفن هو صناعة الموسيقى وهناك عشرات من الألبومات الغنائية ملقاة فى مخازن الشركات منذ فترة طويلة، فهل يتخيل أحد أن المطرب الكبير على الحجار لديه ألبوم فى العلب منذ أحداث 25 يناير 2011 وكلما أراد طرحه تحدث أزمة يضطر للتأجيل، وهذا الألبوم كان من المقرر طرحه هذه الأيام بعد أن قام بالعديد من التغيرات عليه، وها هو يدخل أزمة جديدة بسبب قنبلة هنا وقتيل هناك، مصطفى قمر أيضاً الذى خرجت الدعاية الخاصة بألبومه المؤجل أيضاً أكثر من مرة، ماذا سيفعل؟ هناك أسماء أخرى كثيرة والأزمة كما قلنا لن يتحملها المنتج أو المطرب فقط، لكن هناك

آخرين تقوم أعمالهم على هامش تلك الصناعة مثل أصحاب البوتيكات وعمال المطابع وغيرهم.
الغريب أن تلك الصناعة لا تعانى من الإرهاب فقط فهى تتعرض لسلسلة طويلة من المشاكل مثل القرصنة وجاء الإرهاب ليستكمل السلسلة.
أيضاً الحفلات التى تقام فى مثل هذا التوقيت من كل عام هناك مخاوف كثيرة، رغم أن هناك سياحة قائمة على هذا النوع من الفن اسمها سيادة المهرجانات، سائح سوف يأتى لمصر من الخليج لكى يحضر حفلاً قد يقام أو لا، كل هذه المشاكل خلفها الإرهاب الأسود بكل شراسته ووقاحته ودمويته وعدم إنسانيته.
عواصم العالم العربى تتسابق خلال الفترة الأخيرة من أجل تنظيم حفلات ومهرجانات غنائية وسينمائية لكى يقولوا للعالم نحن هنا، التهديد الوحيد الذى كانت تعانى منه هذه الدول هوليود الشرق القاهرة الآن هوليود الشرق الإرهاب يريد تدميرها وتدمير أهم ملامحها وهو صناعة الفن والثقافة، ولا أحد ينسى أو يتناسى أن مصر هى قبلة الفنون فى العالم العربى، وصناعة الفن فيها سينما وأغنية ودراما كانت تمثل أهم وأقوى صناعة وإلى الآن الصناعة الوحيدة المؤهلة للتصدير اليوم وليس غداً هى صناعة الفن، كما أنها الصناعة الوحيدة التى تجدد نفسها بنفسها دون اللجوء إلى الدولة فى أى شىء، كل ما كانت تحتاجه من الدولة من قبل هى قوانين لحماية حقوق الملكية الفكرية، وجاء مشروع الدستور الجديد ليضم فى مواده لأول مرة مادة تجرم هذا الأمر، وبالتالى فهذه الصناعة تحتاج مناخ الاستقرار حتى عجلة الإنتاج والمؤهلة كما قلنا للعمل الآن وليس غداً لأنها بالفعل قائمة فكل استوديوهات التصوير تعمل وكل استوديوهات الأغانى تعمل ولكن الكل ينتظر استقرار الدولة لطرح إنتاجه، لأنه ليس من المقبول أن يكون هناك قتلى فى الشوارع، وهناك مهرجانات أو حفلات وأغان فى شوارع أخرى.