رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضياع الخريطة الرمضانية من التليفزيون المصري


رحم الله الاعلام المصري‮ ‬والريادة والمنظومة الاعلامية المتميزة فمنذ قيام الثورة وانفضاح أكاذيب المنظومة الاعلامية المصرية والاتهامات التي‮ ‬وجهتها الي‮ ‬المتظاهرين بدءا من وجبات الكنتاكي‮ ‬والخمسين دولاراً‮ ‬أو‮ ‬يورو إلي‮ ‬الاتهام بالعمالة والخيانة وانهار الاعلام المصري‮ ‬بكل جوانبه الفنية والاعلامية والادارية،‮ ‬ومنذ ذلك الحين لم‮ ‬ينجح أي‮ ‬من القيادات الاعلامية الخارجية في‮ ‬قيادة المبني،‮ ‬فقد سعي‮ ‬السابقون قبل الثورة بسنوات علي‮ ‬تدمير المنظومة الإعلامية المصرية عبر تدمير المواهب وتطفيش الكوادر المبدعة ليتبقي‮ ‬فقط القليلون منهم لكنهم وللأسف الشديد لا‮ ‬يستطيعون إدارة هذا الصرح الضخم‮.‬

ويحتاج المبني‮ ‬الآن إلي‮ ‬استعادة بعض الكوادر الاعلامية المتميزة التي‮ ‬سبق لها ادارة قطاعات من الاعلام المصري‮ ‬حتي‮ ‬يستطيع ماسبيرو انقاذ نفسه من الانهيار والدمار الذي‮ ‬قد‮ ‬يودي‮ ‬بحياته في‮ ‬الفترة القادمة،‮ ‬إن ما‮ ‬يحدث في‮ ‬ماسبيرو الآن ونحن علي‮ ‬أعتاب الشهر الكريم الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعيد المشاهد والمستمع المصري‮ ‬والعربي‮ ‬إلي‮ ‬الاعلام المصري‮ ‬يمثل انتحاراً‮ ‬اعلاميا متعمدا وقتلا لمصر كلها،‮ ‬التي‮ ‬اعتادت علي‮ ‬قيادة المجمتع العربي‮ ‬والمصري‮ ‬وتوجيه الرأي‮ ‬العام المصري‮ ‬والعربي،‮ ‬فالتليفزيون المصري‮ ‬اعتاد علي‮ ‬مدي‮ ‬سنوات طويلة ان‮ ‬يعاني‮ ‬من الارتباك في‮ ‬الخريطة الرمضانية وحتي‮ ‬الاسبوع الاول من الشهر الكريم،‮ ‬ولكن في‮ ‬العام الحالي‮ ‬الذي‮ ‬تعاني‮ ‬فيه مصر من الاضطراب وعدم وضوح الرؤية خاصة فيما‮ ‬يتعلق بالاعلام المصري‮ ‬فإن الامر‮ ‬يحتاج إلي‮ ‬عملية انقاذ سريعة سواء بالبحث عن احد قيادات القنوات الفضائية المصرية الخاصة أو وهو الاقتراح الافضل إعادة أحد قيادات التليفزيون السابقين الذين حققوا شيئاً‮ ‬ما بل أشياء لهذا الجهاز العملاق،‮ ‬علي‮ ‬سبيل المثال وليس الحصر سناء منصور وسهير الاتربي‮ ‬واعتقد انهما قادرتان علي‮ ‬وضع خريطة رمضانية متميزة خاصة ان سناء منصور‮ ‬يمكنها الاشتراك في‮ ‬وضع خريطة رمضانية تليفزيونية وفضائية واذاعية فخبراتها الاعلامية جعلتها تمر بالمجالات الثلاثة والعمل فيها داخل ماسبيرو ولا‮ ‬يبرر احد الرفض بأنها من الخارج؟‮!‬

بدأت بعض القنوات الفضائية المصرية الخاصة في‮ ‬الاعلان عن بعض برامجها ومسلسلاتها الرمضانية ولكن ليست بكثافة الاعوام الماضية ومن المؤكد أن الشاشة المصرية الخاصة والعامة هذا العام ستعاني‮ ‬بالتأكيد من بعض الدراما التليفزيونية بالكم الذي‮ ‬اعتدنا عليه في‮ ‬السنوات الماضية ولن تكون مساحة الاختيارات واسعة،‮ ‬كما كان الحال في‮ ‬السابق نظراً‮ ‬لتوقف الانتاج الفني‮ ‬بشكل عام والتليفزيوني‮ ‬والسينمائي خاصة‮.‬

وقد‮ ‬يفيد الشاشة الصغيرة الآن استخدام المسلسلات الرمضانية التي‮ ‬تحظي‮ ‬بفرصة العرض الرمضاني‮ ‬في‮ ‬العام الماضي‮ ‬ولم تعرض طوال العام سواء لازدحام‮ ‬الشاشة باعادة عرض مسلسلات رمضان عقب الشهر الكريم مباشرة ثم احداث الثورة او لإصرار نجوم أو منتجي‮ ‬المسلسل علي‮ ‬العرض الرمضاني‮ ‬والانتظار للعام التالي‮ ‬لعرضه،‮ ‬وهذا من حظ تلك المسلسلات التي‮ ‬ستحظي‮ ‬هذا العام بفضل الثورة الانفراد بالمتفرج نظراً‮ ‬لقلة الاعمال المعروضة،‮ ‬وقد تستعين القنوات ببعض المسلسلات الرمضانية القديمة التي‮ ‬حققت نجاحاً‮ ‬جماهيرياً‮ ‬كبيراً‮ ‬لدي‮ ‬عرضها لأول مرة،‮ ‬وبالرغم من إعادة عرضها عدة مرات لا تزال تلقي‮ ‬جماهيرية واسعة عند عرضها

مثل‮ »‬ليالي‮ ‬الحلمية‮« ‬و»رأفت الهجان‮« ‬وستخرج من العلب والمخازن العديد من الأعمال التي‮ ‬لم تعرض العام الماضي‮ ‬بالاضافة إلي‮ ‬الاعمال التي‮ ‬كانت تختبئ في‮ ‬المخازن بسبب اعتراض الرقابة عليها لتجاوزها في‮ ‬نقد النظام الحاكم ورفض مخرجها ومؤلفها حذف بعض المشاهد التي‮ ‬كانت تعتبرها الرقابة عيبا في‮ ‬الذات الملكية،‮ ‬فمن المعروف أن العديد من المسلسلات تعرضت للحذف والتشويه بل وتغيير حتي‮ ‬اسمها لمجرد أن الرقيب شعر أن الاسم أو المشهد‮ ‬يوحي‮ ‬بتناول مواقف الرئيس السابق أو حتي‮ ‬بعض سلوكياته أو احد افراد عائلته فيقرر إما تغيير الاسم أو حذف المشهد أو منع العمل من العرض حتي‮ ‬لو أنفق عليه ملايين الجنيهات سواء من قبل القطاع الخاص أو ستوديو القاهرة أو قطاع الانتاج،‮ ‬وكأن أموال المبني‮ ‬سايبة ولا‮ ‬يحاسب أحد عليها‮.‬

ومن المؤكد أن التليفزيون المصري‮ ‬سيعاني‮ ‬بشدة من تدهور مستوي‮ ‬البرامج الرمضانية نظراً‮ ‬لضعف الدعم الاعلاني‮ ‬او لانعدامه بسبب تدهور الانتاج الصناعي‮ ‬إما لتورط أصحاب تلك المصانع والشركات مع الحكم السابق في‮ ‬صفقات،‮ ‬والتحقيق معهم بسبب ذلك أو لتورطهم في‮ ‬معركة الجمل أو لتورطهم في‮ ‬قضايا الكسب‮ ‬غير المشروع،‮ ‬مما‮ ‬يقلص عدد الشركات والمصانع التي‮ ‬يمكنها تقديم حملات اعلانية رمضانية أو‮ ‬يكونون رعاة لأحد البرامج ولا أعتقد أن‮ ‬ينجح التليفزيون في‮ ‬جذب المعلن وهو في‮ ‬حالة من التدهور الشديد التي‮ ‬يعاني‮ ‬حالياً‮ ‬منه أو‮ ‬يتمكن أحد مذيعيه في‮ ‬جذب المعلنين،‮ ‬فمع احترامي‮ ‬لجميع الكفاءات التي‮ ‬يزخر بها التليفزيون والاذاعة المصرية الا ان هذه الكفاءات تحتاج إلي‮ ‬اعادة تدريب لتصبح علي‮ ‬المستوي‮ ‬الذي‮ ‬تتمتع به بعض مذيعي‮ ‬ومذيعات القنوات الخاصة المصرية والعربية بمعني‮ ‬آخر‮ ‬يحتاج الكوادر الاعلامية إلي‮ ‬دورات تدريبية متنوعة في‮ ‬جميع المجالات لتطوير مهاراتهم وامكانياتهم لمواكبة الاعلام الحديث،‮ ‬ومن المنتظر أن تستولي‮ ‬البرامج الدينية الرمضانية علي‮ ‬30٪‮ ‬من مساحة البث التليفزيوني‮ ‬الخاص والعام نظراً‮ ‬لقلة الاعمال الدرامية ولزيادة المد الديني‮ ‬مع الظهور البارز لجماعة الاخوان المسلمين‮.‬