رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خالد يوسف ينقل لغة الإثارة من السينما للسياسة

المخرج خالد يوسف
المخرج خالد يوسف

ماذا يريد المخرج خالد يوسف من عمله في مجال السياسة؟.. هل يريد أن يكون مؤثراً، وله وجهة نظر تحترم وتؤثر في المواطن العادي، أم أنه يريد أن يتعامل مع السياسة مثلما يتعامل مع لغة السينما؟

كل هذه الأسئلة تطفو علي السطح كلما شاهدنا «يوسف» في أحد البرامج أو قرأنا له تصريحاً في إحدي الصحف حول أي قضية من القضايا التي يشهدها الشارع المصري.. خالد يوسف له مواقف لا يمكن أن ننكرها، خاصة ضد الإخوان، وما حدث خلال العام الأسود الذي جلس فيه «مرسى» علي كرسي حكم مصر، لكنه أحياناً لا يفصل بين عمله بالسياسة وعمله بالسينما.
سينما خالد يوسف مليئة بالمشهيات، والمشاهد الساخنة، وخلافه.. وربما هذه اللغة تصلح في «الريس عمر حرب» أو «حين ميسرة» أو «دكان شحاتة» و«كلمني شكراً»، علي اعتبار أننا نعيش عصراً لم تعد للسينما الجميلة دور فيه، ويبدو أن خالد يوسف دائماً يبحث عن الإثارة، فأراد أن يدخل من نفس الباب إلي عالم السياسة من خلال لغة الإثارة والتشويق التي نشاهدها في أفلامه، وبالتالي من وقت لآخر يفاجئنا بقرارات وتصريحات لا يجب أن تخرج من فنان اتجه للعمل السياسي خلال السنوات الأخيرة، آخرها انسحابه من لجنة الخمسين، تضامناً مع بعض الرافضين لقانون تنظيم التظاهر، والذين لا يتعدون الخمسمائة شخص.
خالد يوسف أمام الناس وهو عضو لجنة وضع الدستور سابقاً - علي اعتبار أنه اعتذر ولن يعود - انحاز للغة الفوضي التي يريدها ليس بعض المصريين فقط، ولكن بعض الدول التي لا تريد الخير لمصر، عضوية خالد يوسف للجنة الدستور كانت تحتم عليه أن يتعامل مع الأمر من منطق مصلحة الشعب، وليس فئة صغيرة، خاصة أن الشعب بأكمله استوعب الدرس، ويرفض تماماً من يتحدثون باسمه.. خالد يوسف عضو لجنة الدستور كان يجب أن يتعامل مع الموقف بمسئولية أكبر، لأن لجنة الخمسين هدفها وضع دستور يهدف إلي الاستقرار، وليس وطناً يعج بالمشاكل وحروب الشوارع وقتل الأطفال، وحرق المنشآت، وبما أنه أحد واضعي الدستور فكان لزاماً عليه أن يكون أكثر الناس حرصاً علي تنفيذ القوانين، حتي لو بها عيوب، علي أن يتم علاج العيب - إن وجد - بالطرق القانونية، لكن خالد يوسف اختار أن يعود سريعاً إلي قواعده في عالم السينما، وتعامل مع الأمر وكأنه مشهد «أكشن» لكنه هذه المرة لم يحسن اختيار المشهد الجماهيري، الذي

انحازت له الناس، لأن الجمهور في الشارع، وهو نفسه اعترف بذلك من قبل في العديد من البرامج «ملّ» من لغة الفوضي، والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات وإلقاء الحجارة.
أصحاب المحلات في وسط البلد أصبحوا يكرهون أي تجمع، الناس الغلابة ممن لهم مصالح مرتبطة بتواجدهم في العاصمة أصبحوا يكرهون كلمة «حرية» لأنها أصبحت تعني الفوضي، والكل يري أن كل من يطالب بالحرية كمن يطالب بحرق البلد.
لغة السياسة علي العكس تماماً من لغة السينما، فالأولي تقوم علي الواقع والمنطق ووضع الحلول التي تتناسب مع أمن وأمان المواطن، أما لغة السينما فهي دائماً غير منطقية أحياناً تظهر المجتمع علي أنه غارق في الشذوذ أو أوكار المخدرات لمجرد أن المؤلف وضع القاعدة هكذا.
كثير من الأفلام أهانت أحياء مصر الشعبية من أجل عيون ممثلة أو مخرج أو سيناريست، لكن السياسة دائماً أبداً تعمل من أجل الوطن.. خالد يوسف باعتباره رجل سياسة وفناناً سابقاً أو حالياً، هل سافر إلي أوروبا وأمريكا؟.. بالتأكيد نعم، هل يعلم أن هناك قوانين منظمة للتظاهر؟.. بالتأكيد نعم.. ولكنه مثل كثيرين يتحدثون عن أوروبا وجمالها وعيونها الخضراء، وجمال خطواتها، وعندما ننهج نفس السلوك تصبح الأمور والقوانين قبيحة و«وجهها عكر».
وهذا أيضاً لا يحدث إلا في لغة السينما والدراما، حيث تستطيع أن تشكل من شخصية البطل وجهين أحدهما حسن وطيب، والآخر قبيح وشرير.
لسنا في معركة مع خالد يوسف، الذي خرج علي كل الشاشات ليعلن انسحابه من لجنة الدستور، متصوراً أن الوقت يسمح بما يفعله، الوطن غارق في الهموم والمشاكل، لذلك حقه علينا أن نتعامل معه بحرص ومسئولية أكبر.