رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنغام تفقد شنطة سفر في مهرجان الموسيقى العربية

أنغام
أنغام

عودة أنغام مرة أخرى بعد غياب إلي مهرجان الموسيقي العربية من خلال الحفل الذي أقيم في الليلة قبل الأخيرة من فعاليات المهرجان بالقاهرة، يعد نجاحاً للطرفين.

فأنغام كانت بحاجة شديدة إلي المكان الذي يعيدها للجماهير في مصر، خاصة أن حفلاتها قليلة جداً، لعدم وجود الجهة التي تنظم حفلات لهذه النوعية من المطربين الجادين، كما أن وجود أنغام يعد أيضاً نجاحاً للمهرجان باعتبارها تعد نجمة مصر الأولى في الغناء، وبالتالى لا يجب أن يخرج بدونها، وكان غيابها في السابق مصدر نقد للمهرجان، وأيضاً لها. وبما أن ليالي التليفزيون لم تعد تنظم، فالمكان الوحيد الذي يمكن للمطربين والمطربات من نوعية أنغام وعلي الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو وأصالة أن يتواجدوا فيه هو الأوبرا.
أنغام ظهرت في حفلها الأخير بحالة نفسية جيدة، ظهرت في كلامها مع الجمهور، واستقبالها لهتافه لها بابتسامة رضا، وتبادل لكلمات الحب والثناء. أنغام في هذه الليلة ظهرت بمصاحبة فرقة هاني فرحات الذي يلازمها في أغلب حفلاتها الخارجية، وهو ما منحها قدراً كبيراً من الثقة، والراحة النفسية، وهو الشىء الأهم الذي يحتاجه المطرب في أي حفل له. والفرقة بالفعل أداؤها رفيع، اللهم إلا بعض الهفوات وهذا أمر وارد، ويحدث، لكن يبقي السؤال هل قدمت أنغام في برنامجها هذه الليلة كل ما يريده الجمهور. بالقطع هناك ملاحظات علي نوعية الأغاني التي قدمتها، حيث اهتمت أنغام بتقديم أغلب أغانيها الحديثة علي حساب قديمها، رغم أن المسرح الكبير بدار الأوبرا له طبيعة خاصة من حيث جماهيره، ونوعية الغناء التي يجب أن تقدم عليها.
ولو تذكر الأغاني التي قدمتها أنغام، وهي «قلبك ما عدش ملكك» و«مهزومة» و«مش في بالك» و«يا ريت يا ناس» أغنية مسلسل «غمضة عين»، و«بحبك قولها للعالم»، و«وحدانية» و«عمرى معاك»، و«نفسي أحبك» و«عايشة حالة»، و«لو أعيش معاك»، و«الله حلوة»، و«عرفها بيا» و«اتقابلنا» و«ماجبش سيرتي»، أغلبها تنتمي إلي فكر موسيقي واحد تغلب عليه روح أغاني الكاسيت وأتصور أن المكان ليس مكان نوعية هذه الأغاني، وأنغام لديها رصيد من الأغاني الكلاسيكية التي تليق بالأوبرا، وهذا ليس تقليلاً من الأغاني التي قدمتها بالعكس أغلبها كلماتها راقية، وبها أفكار جيدة، لكن الألحان أغفلت الشرقية والدفء الذي اشتهر به صوت أنغام، خاصة أنها تمتلك مدرسة فريدة في الغناء، في هذا اليوم جاءت أنغام بشكل آخر في الغناء فغابت أنغام المدرسة التي اشتهرت

بها، نعم كان هناك تفاعل من بعض الجماهير، لكن هناك شرائح أخرى انتظرت من أنغام، «في الركن البعيد الهادى» و«يا طيب» و«إلا أنا» و«شنطة سفر». وأتصور أن جملة مثل «لسه ناوى ع الرحيل» التي جاءت في هذه الأغنية كانت من الممكن أن تحدث حالة سلطنة داخل القاعة لا مثيل لها، لذلك شعرت بعض الجماهير أن برنامج أنغام ينقصه شيء ما. أغاني أنغام التي قدمتها في هذه الليلة ربما تصلح لكل الحفلات، والمهرجانات التي تشارك فيها، لكن مهرجان الموسيقي العربية تحديداً له فلسفته، وفكره، وطبيعته. وكان من الممكن أن تمسك أنغام العصا من المنتصف، تعطينا جرعة دافئة من أعمالها وأعمال كبار المطربين التي اكتفت في هذه الحفلة بتقديم عملين هما «ع اليادى» لنجاة، و«كنت فين» لعبدالحليم حافظ، والأغنيتان من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكلمات حسين السيد، لكن أنغام في هذه الليلة انحازت لحديثها علي حساب جزء آخر كبير من مشوارها.
أنغام هي الصوت النسائى المصرى الأهم الذي ظهر خلال الربع قرن الأخير، لذلك فهي مطالبة دائماً بأن تكون مطربة كل الناس، وليس شريحة معينة. ما تقدمه أنغام من أعمال في السنوات الأخيرة من الممكن أن تسمعه بصوت أي مطربة أخرى، ولن نشعر بغربة معه لو استمعنا مثلاً «قلبك ما عدش ملكك» أو «مهزومة» أو «مش في بالك» بصوت إليسا أو نانسي عجرم، لكن في المقابل هناك أعمال لا يمكن أن تقدم إلا بصوت أنغام، وهي السمعة التي يتمتع بها الكبار، يقدمون ما يعجز عن تقديمه الآخرون ممن يعملون في نفس المهنة.