عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تُغني ضد الإرهاب

بوابة الوفد الإلكترونية

أفضل قرار اتخذته وزارة الداخلية خلال الفترة الأخيرة هو السماح لدار الأوبرا المصرية بإقامة مهرجان الموسيقي العربية الثاني والعشرين في موعده وعدم تأجيله، أهمية إقامة المهرجان ليس لأننا نريد الاستماع لأصالة أو مدحت صالح أو مي فاروق أو علي الحجار أو غادة رجب أو لطفي بوشناق أو أنغام أو هاني شاكر، لكن لأننا نريد أن نقول للعالم الغربي قبل العربي إن مصر مازالت تغني وأن ما يحدث من مظاهرات صغيرة الحجم تحاول قناة مثل «الجزيرة»

أن تضخمها لا تمثل شيئا بالنسبة للشعب المصري، وأن كل مواطن يعيش حياته بشكل طبيعي جدا، عشاق الموسيقي والغناء يلتقون يوميا في دار الأوبرا المصرية مع أحد كبار نجوم الغناء في العالم العربي.
والشيء الأجمل أن هناك نجوما شاركوا متبرعين في هذه الحفلات مثل أصالة وأنغام اللتين حصلتا فقط علي أجر لفرقتيهما حيث صاحب أصالة فرقة يحيي الموجي وصاحب أنغام فرقة هاني فرحات.
رغبة النجوم في المشاركة في حد ذاتها نوع من أنواع الجهاد ضد الإرهاب الأسود الذي تحاول بعض الدول تصديره لمصر بعد سقوط الإخوان، نجوم الغناء وجدوا في المشاركة متنفسا لكي يعلنوا صراحة أنهم ضد هذا التخلف وبالتالي تحمست أصالة رغم غيابها عن المهرجان لسنوات طويلة وقد قالتها بشكل صريح بأن نجاح ثورة 30 يونية وإزاحة الغمة جعلها تشارك كل المصريين الغناء وواصلت كلامها بأنها «فرحانة» لذلك قبلت المشاركة وفي هذه الليلة لم تنس أصالة وطنها سوريا وتمنت لثورته النجاح مشددة علي أنها لن تترك مصر لأنها وطنها الثاني ومحل إقامتها الاختياري.
أنغام أيضا التي تشارك اليوم الأربعاء حرصت علي المشاركة ولم تتهرب بل أكدت علي وجوده والرغبة في أن يكون مهرجان وطنها أهم عندها من أي حدث آخر. هكذا أكدت لإدارة المهرجان وكلها مشاعر تؤكد المواجهة، علي الحجار وغادة رجب مواقفهما معروفة للجميع فهما للحقيقة لم يتخلا عن المهرجان في عز أزماته التي واجهها.
ومن تونس جاء لطفي بوشناق حاملا العود لكي يساند مصر ضد الفتنة الطائفية بعدما شاهد علي الفضائيات حادث كنيسة الوراق رغم أن مصر الحمد لله لا تشهد فتنة لأن ما حدث أمام الكنيسة معروف من وراءه وماذا يريد، لكن الرجل تصور أن القضية وراءها الفتنة. أيضا جاء بوشناق بأغنيته التي حققت نجاحات كبيرة في عالمنا العربي «أنا مواطن»

والتي وضع فيها يده علي الداء داخل كل الدول العربية وكانت رسالته لهم: «خدوا المناصب والمكاسب لكن سيبولي الوطن»، إذاً الكل جاء يغرد من أجل أن يقول مصر في أحسن حال مهما نقلت «الجزيرة» صورا وأخبارا مفبركة ومهما استضافت من أشخاص يحملون الجنسية المصرية لكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونوا عن الوطنية.
أما جمهور الموسيقي العربية فهو البطل الحقيقي لهذا المهرجان، لأنه جاء في وقت يصعب الخروج فيه، فالحفلات تبدأ في المسرح الصغير في الخامسة مساء وعلي الكبير في السابعة أي أنهم يأتون في عز الزحمة وفي ظل التهديدات التي تخرج من الإخوان بحرق البلد كل يوم، كما أنهم يخرجون من الحفلات ما بين الحادية عشرة والثانية عشرة أي يفصلهم عن الخطر ساعة واحدة فقط، تذاكر المهرجان نفدت منذ فتح شباك التذاكر وهذا يؤكد أن الجمهور المصري يسجل للتاريخ أنه ألقي بتهديدات الإخوان تحت قدمه وإن صح التعبير تحت حذائه أو «جزمته» وأنه مصمم علي طي صفحة الإخوان وبداية عهد جديد لمصر يقوم علي الحرية، والاستمتاع بالإبداع، وأن كل ما كان يفعله الإخوان من تهميش للفن خاصة الغناء لا يعبر عن الشعب المصري وإنما يعبر عن تيارات الظلام، التي كانت تريد لمصر الخراب فهل يتخيل أحد أن مصر قبلة الغناء العربي، والتي تمتلك 90٪ من التراث الغنائي و90٪ من أهم مطربي العالم العربي عبر الحقب الزمنية المتعاقبة من الممكن أن تعيش دون غناء، الفنانون والجمهور قالوها في صوت واحد.. مصر تغني ونحن لبينا النداء والغناء.