عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ينفصل‮ "الفاجومي‮" ‬عن‮ "نجم‮".. ‬ويتوه وعي‮ ‬الجمهور


ملامح كثيرة رسمها فيلم‮ »‬الفاجومي‮« ‬لشخصية الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم،‮ ‬فرغم أنه تناول حياته السياسية ومراحل اعتقاله ومعارضته لنظام الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر والسادات وحسني‮ ‬مبارك،‮ ‬إلا أنه رسم حياته الشخصية كرجل مدمن للحشيش،‮ ‬وزير نساء،‮ ‬وسيئ الخلق‮.. ‬اختلف النقاد مع الفيلم فالبعض أكد أنه فشل لأن المخرج تعمد اقحام الثورة في‮ ‬نهاية الأحداث والبعض أكد أنه فيلم تاريخي‮ ‬لأنه ضم لحظات مهمة في‮ ‬تاريخ مصر منذ تولي‮ ‬جمال عبدالناصر،‮ ‬وحتي‮ ‬تنحي‮ ‬مبارك،‮ ‬لكنه لن‮ ‬يجمع إيرادات لأنه لا‮ ‬يملك وسائل الجذب التي‮ ‬يبحث عنها الجمهور أسئلة عديدة سألناها للنقاد أهمها‮: ‬هل خالد الصاوي هو الأفضل للشخصية وهل الثورة كانت سبباً‮ ‬في خروج هذا العمل للنور،‮ ‬وهل تناول الحياة الشخصية لنجم ستغير من حب الجمهور له،‮ ‬وهل سيكون الفيلم بداية لموسم سينمائي‮ ‬قوي‮ ‬أم سيؤثر علي‮ ‬الأفلام التي‮ ‬تعرض بعده؟‮!.. ‬فقالوا‮:‬

الفاجومي‮ ‬تاجر بنجاح الثورة لذلك فشل

الناقد مصطفي‮ ‬درويش‮ ‬يري‮ ‬أن المخرج عصام الشماع ليس الشخصية التي‮ ‬من الممكن أن تخرج فيلماً‮ ‬ويستطيع أن‮ ‬يبدع في‮ ‬سيرة ذاتية لشخصية معقدة لـ»نجم‮« ‬وهو لم‮ ‬يكتف بالإخراج بل كتب سيرة ذاتية فأظهر الفاجومي شخصية مستهترة واختار فريق عمل لا‮ ‬يليق بشخصية نجم من حيث الكيان الجسماني‮ ‬ولا الأداء ولا حتي‮ ‬الأسلوب سيئ فكان الأولي‮ ‬أن‮ ‬يختار شخصاً‮ ‬هزيلاً‮ ‬جسمانياً‮ ‬ليظهر عليه الذل والاعتقالات التي‮ ‬عاشها نجم،‮ ‬بالإضافة لتناوله شخصية كندة علوش البعيدة تماماً‮ ‬عن صافيناز كاظم لذلك هاجمتها الزوجة ووصفتها بأنها بعيدة عن شكلها،‮ ‬الأزمة التي‮ ‬واجهها المخرج أنه أظهر شخصية مركبة بشكل مستفز في أجواء ثورة‮ ‬يناير والاحتفاء بنجاحها فكان من الأولي‮ ‬أن‮ ‬يخرج بشخصية إيجابية لشخص كان له تأثير كبير في‮ ‬قيام هذه الثورة فكان الأولي‮ ‬ألا‮ ‬يكون في‮ ‬الشخصية سلبيات لأنها ستكون محبطة للجمهور الذي‮ ‬يتعامل مع نجم علي‮ ‬أنه شخصية مثالية بحكم أنه معارض وخضع للاضطهاد والتشرد،‮ ‬ولم‮ ‬يكون ثروة وعاش مثل الغلابة المعذبين في الأرض،‮ ‬ففي الفترات الثورية لابد أن نقدم الشخصيات مثل الأنبياء،‮ ‬وذلك لتلبية رغبة المشاهدين التي‮ ‬تريد شخصيات دون عيوب فإن‮ ‬يخرج مدمناً‮ ‬للحشيش هذا وزير نساء مضر بالفيلم،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬أن جمهور نجم سيكون من الشباب الذين لا‮ ‬يعرفون عن حياته سوي‮ ‬أنه شاعر لأن المثقفين الذين‮ ‬يعرفونه لن‮ ‬يدخلوا إلي‮ ‬الفيلم من الأساس فشخصية نجم واضحة للجميع،‮ ‬وأعتقد أن أصدقاءه لن‮ ‬يهتموا بأن‮ ‬يدخلوا فيلماً‮ ‬عن قصة حياته في‮ ‬الظروف الحالية التي تشغل بال الجميع بالثورة وليس بالسير الذاتية لشخصيات علي‮ ‬قيد الحياة،‮ ‬لذلك فأنا أعتقد أن الفيلم تاجر بنجم وبالثورة وعادة هذه الأفلام التي‮ ‬تعتمد علي‮ ‬المناسبات لا تحقق نجاحاً‮ ‬لأنها تتناول الشخصيات بشكل مباشر‮.‬

الفيلم بعيد عن‮ »‬نجم‮« ‬لذلك لن‮ ‬يؤثر علي‮ ‬جماهيرته

أما الناقدة خيرية البشلاوي فأكدت أن الفيلم لم‮ ‬يضر بصورة نجم لأنه لم‮ ‬يتناول شخصيته من الأساس لكنه عرض قصة لشخص آخر اسمه أدهم ولم‮ ‬يتعرض لنجم سوي‮ ‬بالشعر،‮ ‬وعلي‮ ‬مستوي‮ ‬القصة أنا خرجت من الفيلم أكره خالد الصاوي‮ ‬الذي‮ ‬يجسد شخصية أدهم لأن المخرج لم‮ ‬يقدم حتي‮ ‬أداء لنجم،‮ ‬واستفزني‮ ‬للغاية أن المخرج اختار اسماء‮ ‬غير حقيقية للفيلم بعيدة عن الأداء والأسلوب وكل شيء فهو قدم شخصية مزورة ومدمنة للحشيش‮ ‬يهتم بالسيدات ويجري‮ ‬وراءهن وأغفل الجانب السياسي‮ ‬وأظهره في‮ ‬شكل شعري‮ ‬لكنني أعتقد أن الجمهور الذي‮ ‬يحب نجم ويقتنع به سيظل‮ ‬يحبه‮.‬

وأضافت أن الفيلم ليس جماهيرياً‮ ‬ولن‮ ‬يجمع إيرادات لأن المخرج لم‮ ‬يتناول وسائل الجذب التي‮ ‬تجعل الجمهور‮ ‬يدخل إلي‮ ‬السينما فهو حاول أن‮ ‬يستخدم المشاهد النمطية الجنسية بين البطل وجيهان فاضل وحاول أن‮ ‬يتناول شخصيتي إمام ونجم لكنه لم‮ ‬يقدم حميمية في العلاقة

بينهما فهو فيلم‮ ‬غير مريح ولم‮ ‬يندمج مع الشخصية المقدم عنها بالإضافة إلي‮ ‬أنني‮ ‬لم أتعاطف مع الفيلم لأنه لم‮ ‬يقدم مشاهد مدمجة فالمخرج تعمد أن‮ ‬يقدم بطلاً‮ ‬وطنياً‮ ‬جماهيرياً‮ ‬يستحق الاعجاب لكنه فشل في‮ ‬أن‮ ‬يجذب المشاهد له‮.‬

ضد إتاحة الرقابة لشرب الحشيش

الناقد أحمد الحضري‮ ‬قال إن الفيلم فشل لأنه لم‮ ‬يحمل الأسماء الأصلية للشخصيات التي‮ ‬يتناول سيرتها الذاتية فإذا كان المخرج خائفاً‮ ‬أن‮ ‬يتحدث عن زوجات نجم الأصليين فإما‮ ‬يستأذنهم أو لا‮ ‬يتناولهم لكن هذا التناول السطحي‮ ‬أضر بمستوي‮ ‬الفيلم بالإضافة إلي‮ ‬أنه أضر بشأن نجم وطالما أنه سيتناول أشعاره فكان الأولي‮ ‬أن‮ ‬يستخدم اسمه الأصلي،‮ ‬وأضاف الحضري‮ ‬أن كل الأفلام التي‮ ‬اقحمت الثورة بشكل مستفز ستفسد لأن حرب‮ ‬1973‮ ‬تم تقديم أفلام بعدها كانت تتناولها بأي‮ ‬شكل وأساءت لها فأنا مع تناول الثورة،‮ ‬ولكن بشكل أوضح،‮ ‬والأفضل أن أقدم موضوعاً‮ ‬محترماً‮ ‬يتناسب مع هذه المناسبة،‮ ‬وذلك عن طريق عرض أسباب قيامها ودور نجم فيها ولا مانع من ذلك لكن أن أحضر شخصية ليس لها علاقة بنجم بعيدة عن الشكل والأسلوب فكان أمامه أحمد حلمي‮ ‬أو أي‮ ‬نجم آخر نحيف الشكل بدلاً‮ ‬من تناول شخصية بدينة لتجسيد شخص بعيد عن الواقع تماماً،‮ ‬وأضاف أنه مع تقديم الشخصية بكل عيوبها لكن بشرط ألا‮ ‬يتناول الحشيش الذي ظهر بشكل زائد في‮ ‬الفيلم لأن المخرج‮ ‬يقدم نصيحة لكل شاب‮ ‬يريد أن‮ ‬يكون شاعراً‮ ‬فليتناول الحشيش‮. ‬وأضاف أن الفيلم كان به العديد من التجاوزات في‮ ‬الرقابة فأنا ضد ذلك أنا ضد إلغاء الرقابة وأن تجيز كل شيء لأن هذه الأفلام تشكل ثقافة شعب‮.‬

الفاجومي‮ ‬فيلم استعراضي‮ ‬مكون من عدة أغان

واختلفت معهم الناقدة إيريس نظمي،‮ ‬وقالت إن الفيلم عبارة عن مجموعة أغان في‮ ‬أزمنة مختلفة بداية من زمن عبدالناصر مروراً‮ ‬بعصر السادات ومبارك فالفاجومي‮ ‬يصف الحالة والتواصل بين الأزمنة وعرض الأزمنة بمسائها ومحاسنها ومستوي الفيلم جيد لكي‮ ‬يكون أرشيفاً‮ ‬للسينما فلا‮ ‬يصلح لأن‮ ‬يشاهده الجمهور لأنه توثيق لهذه الأزمنة والثورة خدمت عرض هذا الفيلم فالمثقفون فقط هم من سيتابعوه باعتباره توثيقاً،‮ ‬وأعتقد أن المخرج فشل عندما اقحم الثورة علي‮ ‬الفيلم وأظهرها بشكل سيئ واعتبرها شيئاً‮ ‬ملحاً‮ ‬باعتبار أن الثورة ستجعل الفيلم أكثر مشاهدة وعلي‮ ‬مستوي‮ ‬التمثيل خالد الصاوي‮ ‬قدم دوراً‮ ‬جيداً،‮ ‬لكن المخرج أغفل شخصية الشيخ إمام وهذه كانت سقطة أيضاً‮ ‬لأن علاقتهما معاً‮ ‬كانت قوية،‮ ‬لذلك سينجح الفيلم كمثقفين لكنه لن‮ ‬ينجح للجمهور‮.‬