رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صافيناز تُعيد الجمهور للمسرح على واحدة ونص

صافيناز
صافيناز

وصل مسرح الدولة إلى حالة من التدني الفني والثقافي بالتفكير للسماح للراقصات فاقدي الموهبة لتقديم عروضهن على مسارحه بعد أن تم ترشيح الراقصة صافينار للمشاركة في أحداث العرض المسرحي "مايجيبها إلا حريمها" للمخرج حسام الدين صلاح.

فبعد أن كان المسرح المصري يشهد رواج غير مسبوق عبر كوكبة من الكتاب والمخرجين والفنانين المسرحيين المبدعين الذين أثروا المسرح والفن وتركوا علامة بارزة في تاريخه خلال الخمسينات والستينات، مثل يوسف إدريس، ونعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، وألفريد فرج، ولطفي الخولي، وعبدالرحيم الزرقاني، وسعد أردش، ونبيل الألفي، وكرم مطاوع، وأمينة رزق وسميحة أيوب وعبد الله غيث وحمدي غيث وشفيق نور الدين وحمدي أحمد ونور الشريف ويحى الفخراني وغيرهم الكثير، أتى اليوم الذي تُصبح فيه راقصة هي الأمل في عودة الجمهور من جديد وسط حالة الإفلاس الفكرى والفني التي يشهدها المسرح المصري منذ سنوات والتي أدت إلى عزوف الجمهور عن مشاهدة المسرح بعد أن أصبحت الأعمال المقدمة مجرد روتين يقدم خلاله أعمال مستهلكة .
المدهش أن ترشيح صافيناز وجد تجاوب وقبول من بعض مسئولي المسرح الذي ينفق عليه من ضرائب الدولة التي تجمع من المواطن المصري، بدعوى عودة الجمهور للمسرح من جديد بعد الإقبال والشهرة التي حققتها برقصتها في فيلم القشاش.
ورغم أن السبب الرئيسي لانهيار المسرح وعزوف الجمهور عن الحضور يرجع في المقام الأول لعدم إيمان مسئولي المسرح ووزارة الثقافة بأهمية المسرح وقيمته في التأثير وتوجيه الرأي العام، ووصل الأمر إلي تجاهل تجديد المسارح مما أدى لعدم وجود مسرح مجهز لأي عرض مسرحي، وهو ما يظهر جلياً في المسرح القومي الذي احترق منذ ما يقرب من 6 سنوات ولم يعد لبريقه إلى الآن رغم أنه أهم وأعرق المسارح المصرية التي تألق خلاله العديد من نجوم الفن.
كما أن البيروقراطية الإدارية في الدولة دفعت العديد من الكتاب والمخرجين المرموقين يعزفون عن تقديم تجاربهم في مسرح الدولة وأصبح الأمر قاصر

على مجموعة من الموظفين وهو ما جعل العملية المسرحية تتحول إلى "سبوبة" للموظفين بعد تهميش دور المبدعين وإقصائهم عن العملية الفنية، وبدلاً من أن تتيح الدولة الفرصة لشباب المبدعين لتقديم تجاربهم اقتصر الأمر على المعارف وموظفي مسرح الدولة، فبعد أن كان مسرح الدولة نبراس للمواهب الجديدة أصبح طارد لهم، رغم أن فترة النهضة المسرحية في الستينات بدأت على يد شباب الكتاب الذين أصبحوا أسماء لامعة في تاريخ المسرح فيما بعد مثل ميخائيل رومان وعلى سالم وصلاح عبد الصبور وغيرهم الكثير.
وبعد أن عقد الأمل على المسرح الجامعي ومسرح الهواة في النهوض بالمسرح وإعادته لسابق عهده أصبح هو الآخر في حالة يرثي له في ظل البيروقراطية وغلق المسارح لعدم الإيمان بقدرته المسرح على إنارة العقول وإحداث التغيير في ظل ندرة الموارد المالية، وضعف إمكانيات مسارح الجامعة والهواة رغم توافر المواهب الشابة في كافة فنون المسرح.
ويمر المسرح المصري الآن بحالة حرجة تهدده بالتواقف خلال السنوات القادمة بعد أن تحول إلى سبوبة، بعدما توقف عن تقديم المواهب ومسايرة المجتمع وطرح مشكلاته وتقديم تصورات لحلولها، وهو ما يتطلب وقفة حقيقية من وزير الثقافة ومسئولي الدولة للوقوف على أسباب المشاكل وطرق الحلول الجذرية وعدم الاكتفاء بالمسكنات التي تمنحه قبلة الحياة من وقت لآخر.