رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لطفى بوشناق: الفنان دوره أكبر من السياسى

لطفي بوشناق
لطفي بوشناق

«طبعى السلام وليس من طبعى الشماتة.. سرقوا سمائى والتراب مع البلد ولم يتركوا فى يدى سلاحا سوى الجسد».

كلمات وصف بها الفنان التونسى الكبير لطفى بوشناق اغتصاب أرض الوطن، فنان متعصب لعروبته، كلماته «خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولى الوطن» أبكت كل عربى حزناً على وطنه الذى ضاع من بين يديه، وبغنائه «الله أكبر نحن شعباً واحداً» أبكى المصريين على الانقسام الذى يعيشوه، أغنياته الرنانة تخطت الحواجز وجعلته صوتاً لكل مقهور فى بلده.. يشارك هذا العام فى مهرجان الموسيقى العربية، وينتظره جمهوره رافعاً شعار«أنا مواطن».
> كيف ترى مشاركتك فى مهرجان الموسيقى العربية هذا العام فى ظل غياب الدكتورة رتيبه الحفنى؟
- شرف كبير لى أن أقدم حفلاً غنائياً للجمهور المصرى العريق، فأنا من عشاق هذه البلد، وأتمنى أن ألتقى جمهورها كثيراً، وجاءت المناسبة من خلال مهرجان الموسيقى العربية الذى شهد أول حضور لى فى مصر تحت رعاية الدكتورة رتيبة الحفنى التى نفتقدها كثيراً هذا العام، فهى صاحبة فضل كبير علىّ فى شهرتى داخل مصر وهذا العام جئت لكى احتفى بها.
> تحتفى بمصر هذا العام بأغنية «شعب واحد» فلماذا اخترت الفتنة الطائفية رغم عدم وجودها بين المصريين؟
أنا أغنى لمصر والعالم العربى، وفى كل دولة أقدم لها أغنية مناسبة للأحداث الموجودة فيها فغنيت للعدوان فى فلسطين والحرية فى لبنان، والثورة فى الجزائر، وبالطبع لتونس فأنا جزء من هذا الوطن العربى من محيطه الى خليجه، والشعب المصرى يعانى أزمة حقيقية الآن وهى الفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين ولذا أقدم له أغنية تناقش الأزمة تقول «مصر الكنيسة مع الجامع»، فأنا فنان شاهد على الحقبة التى أعيش فيها.
> كيف ترى الدورة الـ22 للمهرجان؟
مهرجان الموسيقى العربية لديه فلسفة معينة، فى تقديم أغانى التراث والحفاظ على القوالب اللحنية مثل الموشحات والطقاطيق والدور فى جو الموسيقى العربية الكلاسيكية، لكن هناك ثورة فى الغناء، وأنا أتيت لأقدم أغنياتى حتى لا يعرفنى الجمهور المصرى الصورة التى اخترتها، لذلك أتمنى أن تكون هناك ثقافات أخرى فى الدورات القادمة.
> رغم حب الشعب المصرى لك إلا أنك مقل فى حفلاتك؟
- عرفنى الجمهور من مهرجان الموسيقى العربية، لكن للأسف لا يوجد نشاط ثقافى فى مصر التقى فيه الجمهور، فلا توجد مهرجانات أخرى وهناك إهمال من وسائل الإعلام للحركة الثقافية وهذا ليس فى مصر فقط لكن فى كل البلدان ولكل الفنانين الذين لا يطرحون ألبومات ولا يصورون كليبات، هناك أكثر من 2000 قناة فضائية عربية لا توجد قناة تهتم بالثقافة، الجميع يهتم بأشياء أخرى، للأسف الثقافة هى التى تعبر عن التاريخ والحضارة والمستقبل، وهذا لا يعنى عدم وجود مبدعين فى شتى المجالات ولكنى اخترت طريقى، ولا أسمح لجهة معينة أن تفرض علىّ نوعية معينة من الغناء.
> لماذا تتعمد عدم طرح ألبومات وكليبات وتعتمد فقط على الحفلات؟
- بالعكس يدى مفتوحة لأى شركة إنتاج، لكن شركة الإنتاج التى تتعامل معى لابد أن تعى قيمة هذا العمل وتؤمن بهذا الاتجاه وهذه الروح وتؤمن بالاختلاف، للأسف نحن نعيش أزمة استنساخ فى الدول العربية إذا قدم فناناً أغنية فى نمط معين وحققت نجاحاً نرى أن العالم العربى كله يسير خلفه وهذا غير مقبول بالنسبة لى فأنا لا أكذب على نفسى أو على جمهورى، أنا فنان أعيش لأغنى ولا أغنى لأعيش، أبحث أن أعيش بعد وفاتى بفنى وفى كل يوم أعتبر أن هذه بدايتى.
> هل الفن يخدم السياسة أم العكس؟
- الفن لا يخدم السياسة لكنه يخدم الإبداع بصدق، ولذلك اختيارى للأغانى يكون بإحساسى بكلماتها، فالفنان دوره أكبر من السياسى، فهو من يحمل الرسالة سواء كان ملحناً أو شاعراً أو ممثلاً، فإذا غابت السياسة فهذا دور الفنان ثقلت عليه المسئولية ولذا أتمنى على الله أن أحمل عن جداره لقب فنان، أخاطب الناس بما يفهموه، فطبعى السلام وليس من طبعى الشماتة، أقدم رسالة إنسانية أخاطب بها المسيحى والبوذى حتى الملحد، الإرهابى لديه قناعة بأشياء ما لكن لو خاطبته بأغنية مترجمة ومصورة سيجلس ليسمعنى، لكن لا سياسى يمكنه أن يفعل ذلك.
> «خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولى الوطن» كلمات جرحت قلب الوطن العربى، بما تفسر كل هذا النجاح لأغنيه أنا مواطن؟
- الصدق هو سر النجاح الذى أقدمه فى كل أغنياتى، كلمات الأغنية وجعت العالم العربى، لأنها مناسبة للوضع السياسى الذى اكتشفه الجميع وبالمناسبة هى ليست أقوى الأغانى التى قدمتها فى حياتى لكن لأنها الأغنية الوحيدة التى وصلت بالصورة، وانفعلت بها، فأنا أغنى على موسيقى تشايكوفسكى وموتسارت وبيتهوفن وشتراوس وشوبان بالعربى، وقدمت 600 بيت شعر لأبى مسلم البهلانى، فى أسماء الله الحسنى وأغنى مع الأطفال

أدواراً وموشحات ولدى 30 ابتهالة دينية، وأخرى خيالية، فقدمت أغنية لجنين فى بطن أمه، وأخرى اجتماعية للمهن للخباز والمحامى والطبيب ومنها «خباز طول النهار فى لمح نار والدنيا حر حتى الكلام مالهوش صدى حتى الهوى تحسه شوى أما الآتون الحيزبون أعرق أنا يزداد رضا»، وغيره من الأعمال.
> كيف تقرأ الموقف السياسى فى تونس الآن؟
- متفائل، بما يحدث وليعلم الجميع أن الثورات فى فرنسا ظلت سنوات لأن البناء أصعب كثيراً من الهدم، ونحن لم نقم بثورة لكننا نعيش حالة ثورة لم تكتمل وهذا هو الوضع فى جميع الدول العربية الآن، تتوالى عليها قيادات لكنها انتفاضات شعبية، لأن الثورة لابد أن يكون لها قائد وجهاز كامل، فالثورات لها وقتها وتحتاج عقل وصبر حتى يصير كل شىء بشكل صحيح.
> وفى رأيك متى نصل لمرحلة الثورة الحقيقية؟
- عندما تحقق أهدافها فى توفير الحق فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والتسامح والمساواة وعدم إقصاء الآخر والحوار والعدل والعمل قبل كل شىء، وكل يؤدى رسالته بما يرضى الله وبما يرضى ضميره، وكل حق يساوى واجب وكل واجب يساوى حق، لابد أن نقوم بواجبنا حتى نجد حقوقنا كل فى مكانه، وننقص من الكلام فنحن شعوب الكلام وشعوب الارتجال.
> كيف ترى الوضع فى مصر الآن؟
- كل ما أعرفه أن مصر ليست بحاجة لتدخل أجنبى بتاريخها وحضارة 7000 عام، وشعبها ومثقفيها وسياسيها ورجالها لا أحد يستطيع أن يحكم مصر دون إرادة الشعب، فهو من سيختار من سيحكمه ويحدد مصيره، ولم يعد هناك مجال للخطأ أو الكذب أو النصب فعلينا ضم الصفوف وإزالة الفتن والتضحية جميعا لأجل الوطن فلا تستهينوا بغدر الزمان، فليس بالكلام تحيا الأمم.
> كيف ترى موقف الوحدة العربية من ثورات الربيع العربى؟
- الدول العربية كلها تعيش الظروف نفسها ولها التاريخ نفسه، نحن ندعو للوحدة العربية الحقيقية ولا نعيش دونها نحن جميعاً جزء من وطن كبير وإذا لم يتكاتف الجميع بكل الطرق ستضيع الوحدة العربية، عندما أقدم أغنية عن وطنى تونس يسمعها المصرى والعراقى والفلسطينى ويتأثر بها فجراحنا واحدة.
> كيف ترى موقف التنظيم الدولى للإخوان الآن بعد الثورات العربية ضدهم؟
- «يا مسلمين توحودوا أمر النبى محمد، لا سُنَّة ولا شيعة فالله رب أوحد» أنا لا أقبل من أحداً أن يقول لى أنت مسلم أو غير مسلم أو يقومنى، أو يطلب منى أن أفهم الإسلام على طريقته ليس الإسلام هو الذبح والقتل تحت شعار التكفير وليس هو إطلاق اللحية، أنا أحترم كل الأديان الأخرى، لسنا بحاجة لمن يعلمنا الإسلام، جميعاً أخوات وسنظل أخوات وأدعو من الإخوان فى كل عصر، وكل مكان، تتخالف فينا الألوان، والمطامح والأديان لكن هذا لا يمنعنا من وحدة حب تجمعنا نحيا فى سلم وأمان ليس أمامهم حل غير ذاك.
> بعيداً عن السياسة والفن ما علاقتك بمصر؟
هى بلدى الثانى أعرفها أكثر من المصريين فكنت رئيساً لمحطة الخطوط الجوية الفرنسية منذ 1981 حتى 1986 وقضيت 5 سنوات فى مصر عشت فى السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة وعرفت أجمل مناطق مصر وأعشق ترابها.