رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"البليغ" حدوتة الغناء العربي

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن بليغ حمدي مجرد ملحن عادي مثل الملحنين الذين مروا علي تاريخ الغناء العربي. بليغ كان حدوتة متفردة في كل شىء، هو درما إن جاز التعبير، رغم أن مسلسله هو المشروع الوحيد الذي لم يخرج للنور رغم الانتهاء من كل تفاصيله - حياة بليغ الفنية بها الكثير من المحطات والمحاور التي يجب أن نتوقف عندها كثيراً.

أول هذه المحاور هو حالة الغزارة الإنتاجية التي كان عليها، فهذا الفنان كان يستطيع أن يقدم عشرات الألحان خلال الشهر الواحد. وما يدل علي نبوغه، وبلاغته في التلحين أنه قدم كل الأشكال الغنائية، الكلاسيكي بكل أشكاله والشعبي بكل ألوانه، وهو الذي جعل حليم بكل نبوغه في الغناء الكلاسيكي يبدع في الغناء الشعبي عندما قدم له «التوبة»، و«سواح» وغيرهم. كما قدم الوطني بشكل جعل الناس تغنيه في الشارع وكأنه أغنية عاطفية.
المحور الثاني الذي يؤكد نبوغ وبلاغة هذا الفنان الكبير.. أن رحيله كان أزمة حقيقية للعديد من الأصوات الغنائية أبرزها رفيقة عمره وردة الجزائرية التي فقدت الكثير من بريقها الغنائي برحيله، وكانت آخر تجاربه معها «بودعك». وهي أغنية كانت تجسيداً حقيقياً لمشوار العمر معها. فهو كتب هذه الأغنية ولحنها وهذه رواية المنتج الكبير محسن جابر لي - عندما أيقن أن وردة لم تعد تحبه. وان عيد ميلاده قدم دون ان تتصل به كعادتها منذ ان التقيا، في هذه الليلة التي غنت وردة «بودعك» بكي بليغ خلال الحفل العام، ورصدت الكاميرات بكائه الهستيري. وكأنه يقول إنها قصة حبي.
ليست وردة فقط التي فقدت «بليغ» هناك أسماء أخري أبرزها ميادة الحناوي الذي قدم معها روائع منها «الحب اللي كان» «وأنا بعشقك» وهذه الأغاني كانت رسائل أيضا من بليغ لوردة بصوت ميادة الحناوي.
أيضا عفاف راضي برحيل بليغ لم تعد فيروز مصر التي كانت تعد لكي تحمل لواء الغناء المصري بعد رحيل كبار المطربات أو تراجع بعضهن.
وهناك أسماء أخري كثيرة تعثرت بعد رحيل بليغ، ولا نبالغ لو قلنا ان الساحة الغنائية بعد رحيل بليغ تأثرت

بشكل كبير هناك شيء افتقدنا؟
المحور الثالث الذي يجب أن نتطرق إليه هو ان رحيل بليغ كما كان نقمة علي البعض، كان نعمة في نفس الوقت لآخرين سرقوا ألحانه وجمله الموسيقية بشكل صريح، أجيال كاملة من الشباب سرقوه، ونهبوه وأبرزهم جيل الثمانينيات والتسعينيات وحتي الآن هناك ملحن معروف للجميع أستاذ في سرقة نغم بليغ حمدي.
المحور الرابع منزل بليغ حمدي، هذا المكان كان يشع كرماً ونغماً وبهجة، الكل كان يتجمع في هذا المنزل، وهو ما يعكس مشاعر هذا الفنان الكبير تجاه زملائه الفنانين الذين كانوا يقصدون منزله كلما ضاقت بهم الدنيا.
المحور الخامس: عشق الوطن.. كان بليغ يعشق تراب مصر بدرجة لا يتخيلها أحد، فالمقربون منه يؤكدون أن رحيل بليغ عن الدنيا بدأ عندما اضطر للسفر إلي خارج مصر حيث عاش بين باريس وأثينا.
هذه الفترة أثرت فيه بشكل كبير، صحيح أنه استغلها في وضع الكثير من الأغاني الوطنية منها «وحشتيني يا مصر»، لكنها علي المستوي الصحي والبدني انهكته تماماً بسبب حالة اللوعة التي كان عليها. بليغ كان يعتبر مصر هي الحبيبة والمعشوقة. لذلك لم يكن غريباً ان يقال إن رحيله عن عالمنا بدأ عندما غادر مصر رغماً عنه ليعيش في أوروبا، لذلك ليس بالغريب ان نقول ان بليغ حدوتة درامية يعجز أي سيناريست علي نسج خيوطها مهما كانت براعته.