رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السينما تفضح المخطط الأمريكى بأفلام حرب فيتنام

مشهد من فيلم نهاية
مشهد من فيلم نهاية العالم الآن

ما أشبه اليوم بالبارحة، فما يحدث من صراع خفي بين أمريكا والاتحاد السوفيتي علي الاستحواذ علي البلاد العربية.

الذي بات تلوح نتائجه من خلال إعلان الحرب علي سوريا وإثارة القلاقل في مصر، صورة طبق الأصل مما فعلته الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايلاند واستراليا ونيوزيلندا والفلبين متحالفة مع فيتنام الجنوبية، بينما تحالف الاتحاد السوفيتي والصين مع فيتنام الشمالية، التي أدت إلي حرب فيتنام الشهيرة.. ولقد كانت السينما العالمية راصدة لتلك المأساة التي يبدو أن سوريا تسير نحوها بخطي استعمارية وبمساعدة الجيش الحر، وفي الواقع نحن أمام رؤيتين لتقديم تلك الحرب، الأولي أعطت البعد الإنساني لمرارة ما عاشه الجندي الأمريكي نفسه عندما اكتشف كذب الحكومة الأمريكية في «صائد الغزلان» و«نهاية العالم الآن» و«الفصيل» و«العودة إلي الوطن» و«مأساة الجندي ريان»، وهناك أعمال كان هدفها الأول هو تمجيد السياسة الأمريكية مثل «رامبو» و«مفقود في الحركة».
ففيلم الدم الأول أو رامبو «first blood» بطولة سيلفستر ستالون، يحكي قصة المجند «رامبو» الذي عاد إلي بلاده بعد حرب فيتنام ليجد الرفض من المجتمع فيقرر الانتقام والثأر لكل من قلل من ولاء الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب، جون رامبو «سيلفستر ستالون» هو عضو سابق في صفوف نخبة جيش الولايات المتحدة وحدة القوات الخاصة، وحصل علي جائزة وسام الشرف لخدمته في حرب فيتنام، الفيلم يبدأ بعد الحرب في أمريكا، أما فيلم «نهاية العالم الآن» رؤيا يوحنا الآن apocalypse now تدور أحداثه خلال حرب فيتنام، يروي الفيلم حكاية بنجامين ويلارد النقيب في الجيش الأمريكي الذي يرسل في مهمة خاصة إلي الأدغال ليغتال العقيد في القوات الخاصة للجيش الأمريكي والتر إي كرتز، الذي ادعي أنه مجنون، ويعرض الفيلم رحلة إلي ظلمة النفس البشرية.. الطريف أنه صدرت نسخة جديدة من الفيلم تحتوي علي أكثر من خمسين دقيقة من المشاهد لم تكن موجودة في النسخة السابقة منه.
والفيلم من إخراج فرانسيس فورد كوبولا عن رواية جوزيف كونراد، قلب الظلام وكذلك عن يوميات حربية لكاتب أمريكي آخر عن حرب فيتنام.
أما فيلم صائد الغزلان «the deer hunter» الحائز علي أوسكار أفضل فيلم، من إخراج وكتابة مايكل كيمينو، فقد تحدث الفيلم عن ثلاثي أمريكي روسي عمال في صناعة الصلب الذين خدموا في حرب فيتنام، الفيلم مستوحي من رواية ألمانية صدرت عام 1936 بعنوان «ثلاثة رفاق» للكاتب إيريك ماريا ريماك، الذي كتبها من تجربته خلال الحرب العالمية الأولي، والفيلم كما الرواية، يتناول النتائج الأخلاقية والعقلية بعد المعارك والمشاكل الناتجة عنه من انتحار واكتئاب ومشاكل نفسية.
وفي الحقيقة أن فيلمي «مأساة الجندي ريان» و«الفصيلة» من أكثر الأفلام التي تحرك مشاعرك ضد أكذوبة الحرب ضد فيتنام من خلال التجربة الشخصية لهؤلاء الجنود الذين عارضوا تلك الحرب، وفيلم «الفصيلة» كتبه وأخرجه المخرج أوليفر ستون، من بطولة توم بيرينجر، وتشارلي شين، ووليام دافو.. أول أفلام أوليفر ستون من ثلاثية أفلام حرب فيتنام، حيث كان ثاني فيلم عام 1989 بعنوان «ولد في الرابع من يوليو» والثالث عام 1993 «الجنة والأرض».. الفيلم جاء من تجربة المخرج الشخصية خلال فترة الحرب، ويلخص أسباب هزيمة أمريكا في فيتنام وخيانة الجنود بعضهم البعض ومشهد النهاية للجندي الأمريكي «الممثل وليام دافو» وهو يخرج من بين الأحراش يطارده عدد من جنوب فيتنام لقتله في النهاية، بعد أن اعتقد زملاؤه بأنه فقد في العمليات وأقلعوا بطائراتهم العمودية «الهليوكوبتر» دون أن يبحثوا عنه بعد أن خانه زميله الذي يكرهه وتركه وحده في الغابات دون أن يبلغ باقي الفصيلة بمكانه.
أما «مولود في الرابع من يوليو» الذي اقتبس من السيرة الذاتية للجندي الذي اشترك في حرب فيتنام رون كوفيك، قام بدوره توم كروز في أداء استحق عليه أول ترشيح له لجائزة الأوسكار، أما أوليفر ستون الذي اشترك في حرب فيتنام وقام بكتابة الفيلم مع كوفيك، بالإضافة إلي أنه أنتج وأخرج الفيلم، وكان

ستون يريد تصوير الفيلم في فيتنام ولكن بسبب اضطراب العلاقات الأمريكية الفيتنامية حينها، تم تصوير الفيلم في الفلبين، والفيلم هو جزء من ثلاثية أفلام أوليفر ستون عن حرب فيتنام، وهذا الفيلم بمثابة اعتذار لفيتنام من قبل ستون، الذي حارب هناك، ورون كوفيك الذي شلت حركته أثناء حرب فيتنام، الاثنان كانا وطنيين ومتحمسين وحريصين علي تلبية نداء وطنهما، وعندما عادا لوطنهما عانيا من الألم والإساءة، التي أتتهما من الحركة المناهضة للحرب، ويقول أيضاً إن هذا الفيلم يحتوي علي الكثير من الألم وإراقة الدم والمعاناة في المنزل وساحات القتال وأجنحة المستشفي، والفيلم ينطلق من نواة فلسفية، أنه ليس فيلم عن المعركة والجروح أو الشفاء، ولكنه فيلم عن أمريكي يغير وجهة نظره عن الحرب والفيلم عن الهزيمة العسكرية والنفسية والجسدية الشاملة، لكن الإيجابي والمهم في الفيلم هو التركيز علي الحركات المناوئة للحرب والفعاليات الشعبية والمظاهرات الناشطة ضد استمرار الحرب، يتحول البطل المهزوم كلياً إلي بطل إيجابي من خلال مساهمته في العمل السياسي ضد الحرب والسياسات الأمريكية العدوانية.
أما فيلم «السماء والأرض» فيقترب من فيتنام وشعبها كثيراً، من خلال زواج الفتاة الفيتنامية بالجندي الأمريكي وانتقالها للعيش معه في أمريكا، وعندما يموت الزوج تعود البطلة مع أولادها إلي فيتنام الموحدة الخارجة من الحرب، لتعيد اكتشاف وطنها المتألم والممزق بسبب الحرب والفقر وتصفية الحسابات بين أبنائه، ليؤكد الفيلم أن وضع المنتصر في الحرب ليس أفضل كثيراً من وضع المهزوم.
وفيلم full metal jacke «سترة معدنية كاملة» من إخراج ستانلي كوبريك، وبطولة ماثيو موديني وفينسنت دونوفريو، الفيلم مقتبس من رواية the short-timers للكاتب جوستاف هاسفورد تحدث فيها عن تجربته كجندي سابق في حرب فيتنام حيث تصل دفعة جديدة من قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة إلي جزيرة بريس الأمريكية.
أما فيلم «فورست جامب» فقد عالج الحرب بشكل إنساني رومانسي كوميدي معتمداً، علي رواية حملت نفس الاسم للكاتب ونستون جرووم عام 1986.
أما فيلم «مفقود في الحركة» بجزئيه missing in action فيدور حول شاب يذهب إلي فيتنام.
وهناك فيلم «ضباب الحرب» the fog of war الذي يبحث فيه كيف توسع الدور الأمريكي في فيتنام ووصل إلي انغماس كامل في عمليات حربية موسعة استغرقت سنوات وتركت تأثيراً هائلاً علي الحياة الأمريكية، ويقارن بطريقة ما، بين الدور الأمريكي في فيتنام وما يجري في العراق، وكانت شخصية وزير الدفاع الأمريكي إبان حرب فيتنام روبرت ماكنمارا حاضرة بقوة في هذا الفيلم، واستطاع إيرول موريس أن يستخلص منه الكثير من المعلومات التي جاءت بمثابة «كشف» عند ظهور الفيلم في 2003.