عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حوار الأحذية‮ .. ‬يطيح "الشريف" من ماسبيرو‮!‬


هل كان من الضروري أن‮ ‬يصل الامر الي حد التراشق بالاحذية حتي‮ ‬يدرك اصحاب القرار أن‮ " ‬البعيد‮ "‬مش مرغوب فيه؟ شهرين وزياده تعالت خلالهما اصوات المعارضين في مبني التليفزيون المصري‮ ‬يطالبون بإقصاء سامي الشريف عن موقع رئاسه الاتحاد،لأسباب مختلفة ولكنها وجيهة،‮ ‬ومع ذلك تعامل اصحاب القرار ولا اعرف من هم بالضبط فالأمور اصبحت‮ ‬غامضة وملتبسة،‮ ‬ولكن دعونا نعتقد ان الحكاية كانت بيد رئيس الوزراء عصام شرف،لان المتحدث الإعلامي التابع لوزارته هو من اعلن نبأ استقالة سامي الشريف علي الهواء امس من خلال برنامج في الميدان،‮ ‬بعدها انتشر الخبر عبر كل برامج التوك شو المسائية،‮ ‬وبدأت التعليقات الساخنة علي المواقع الالكترونية‮ "‬تويتر والفيس بوك‮"!‬بداية لا اعتقد ان سامي الشريف قدم استقالته،ولكنه اقيل،فمثله ماكان‮ ‬يترك موقعه إلا كارها أومضطراً،وخاصة وأنه تعرض لأزمات كثيرة أثناء رئاسته للاتحاد وهي أزمات وصلت الي حد الاهانة الشخصية ولكنه‮ "‬عداها‮" ‬ولم‮ ‬يكترث وقال لنفسه هي الشتيمة بتلزق؟ عشرات المقالات النقدية الهجومية والتهكمية تناولت الاداء المتدني لشاشة التليفزيون الحكومي‮ ‬،والراجل ولا كأنه هنا،هاجم المتظاهرون مكتبه اكثر من مرة،ووصل الامر الي الصدام بين أمن الدور الذي‮ ‬يقع فيه مكتبه،‮ ‬وبين المتظاهرين وإستخدمت طفايات الحريق،لاجبارة علي الخروج من مكتبه للتفاهم ولكن كأن الامر لايعنيه،‮ ‬مئات الشكاوي تزاحمت علي مكتبه دون جدوي،‮ ‬توقف طاقم‮ ‬مكتبه عن الرد التليفوني أو استلام الفاكسات التي تحمل شكاوي وطلبات المتظاهرين،‮ ‬ولكن الرجل كان قد انتوي من اول‮ ‬يوم أن‮ ‬يصم أذنيه،عن كل ذلك فهو‮ ‬يتقاضي مرتبه كاملاً‮ ‬بلا نقصان،‮ ‬ويبدو وكأنه قد أخذ عهدا ممن عينه،‮ ‬ان‮ ‬يتركة علي كرسيه حتي‮ ‬يقضي الله أمراً‮ ‬كان مفعولا،ولكنه لم‮ ‬يضع في حسبانه أن الامور سوف تفلت وتصل الي حد التراشق بالاحذية،ومع ذلك فمازلت اعتقد انه لم‮ ‬يفكر في الاستقالة مثله لايفعلها ابداً،وربما قال لنفسه‮ "‬وماله ما هو بوش انضرب بالاحذية،ولم‮ ‬يترك موقعه في البيت الابيض الا بعد أن انتهت مدته‮"‬،ويبدو ان موضوع الاحذية سبب إزعاجاً‮ ‬لرئيس الوزراء والسادة الذين‮ ‬يديرون أمورنا بالوكالة،‮ ‬وخشية ان‮ ‬يتحول حوار الأحذية الي لغة سائدة،‮ ‬فقرروا التخلص من سامي شرف علي ان‮ ‬يمنحوه فرصة تقديم استقالته للحفاظ علي آخر قطرة ماء في جبينه،كما فعلوا مع المخلوع‮!‬

ولأننا شعب ابن نكته،وسلاحه الأول السخرية والتهكم علي الخصوم،‮ ‬فقد انتشرت التعليقات علي الفيس بوك والتويتر،في شبه إعلانات للبحث عن رئيس جديد لاتحاد الاذاعة والتليفزيون،‮ ‬تحت عنوان البحث عن طرطور،لأن الذين‮ ‬يجلسون خارج المبني‮ ‬يعرفون أكثر ممن‮ ‬يجلسون داخله أو من‮ ‬يديرون شؤونه،وللاسف ان اللجنة التي تم تشكيلها تحت مسمي مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون والتي تضم بعض شخصيات لاتعرف شيئا عن طبيعة الصراعات داخل مبني التليفزيون،‮ ‬لم تفعل شيئا ويبدو ايضا أنها لم تحاول،‮ ‬لاختلاف توجهات أصحابها وعدم وضوح الرؤية،والبعض تصور ان الامر‮ ‬يدخل تحت بند الوجاهة الاجتماعية وكانهم انضموا الي نادي الليونز مثلا وليس مجلس امناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي‮ ‬يجلس فوق صفيح ساخن‮!‬

واعتقد ان أمام الرئيس القادم لاتحاد الاذاعة والتليفزيون مهمة معقدة فهو لن‮ ‬يجد الطريق ممهدا،‮ ‬بل مليئا بالمطبات والحفر،‮ ‬والالغام،‮ ‬والقنابل المسيلة للدموع كمان،‮ ‬فالصراعات علي اشدها داخل المبني الذي‮ ‬يضم اكثر من اربعين الف موظف،‮ ‬يمكن تقسيمهم الي ثلاث فرق‮ ‬غير متجانسة الفريق الاول صاحب مظالم مشروعة،‮ ‬وله استحقاقات مالية متأخرة من عدة اشهر،وهؤلاء بحت اصواتهم من الشكوي،‮ ‬وكانوا لايتلقون الا إجابة واحدة،‮ ‬هي ان خزينة التليفزيون فارغة‮ "‬مافيهاش مليم‮"!‬وهي حجة واهية لاتقنع طفلا،‮ ‬وخاصة وان المسئولين ولا اعرف من هم علي وجه التحديد،قد تركوا بعض رؤساء القنوات والإدارات في مواقعهم رغم ارتباطهم الوثيق بالنظام الفاسد والبائد،وهم احد اسباب تدني مستوي الاداء علي شاشة التليفزيون المصري بالاضافة لان اقلهم‮ ‬يتقاضي مرتبات ومكافآت تصل الي خمسين ألف جنيه شهريا"علي الاقل‮"‬،وكان من المنطقي التخلص من هؤلاء بدلا من تركهم لتكملة مهمتهم في الافساد،

والتدمير،والفريق الثاني هو الاكثر شراسة واعضاؤه من فئة عديمي الموهبة الذين دخلوا المبني من باب الوساطة والمحسوبية،‮ ‬ولأنهم‮ ‬يعلمون أنهم‮ ‬غير أكفاء ولن‮ ‬يجدوا سبيلا للتواجد خارج مبني ماسبيرو وفرصتهم الوحيده في الاستمرار والنهب‮ ‬فهم‮ ‬يلجئون للابتزاز وترتفع اصواتهم الرافضة لكل قادم‮ ‬او ساع لإصلاح حال التليفزيون المايل ويرفعون شعار‮ "‬فيها‮ ‬يا أخفيها‮" ‬وهم من‮ ‬يحاربون اصحاب المواهب الحقيقية الذين كانوا‮ ‬يتعاملون مع المبني من الخارج،لان وجود هؤلاء‮ ‬يكشف ضحالتهم وعدم خبرتهم المهنية،‮ ‬ويتعاملون وكأنهم‮ ‬يملكون التليفزيون رغم ان هذا الجهاز من المفترض ان‮ ‬يكون ملكا للشعب المصري بأكمله وليس حكرا علي موظفيه فقط،لانه‮ ‬يختلف في تكوينه عن دواوين الحكومة والشهر العقاري أو مصلحة البريد‮!! ‬ومن حق الشعب المصري ان‮ ‬يحترم مايقدم علي شاشة تليفزيون وطني سواء كانت المادة المقدمة من خلال موظفي المبني أو من خارجه‮! ‬اما الفريق الاخير فهو الفريق الصامت الذي لايتخذ موقفا من نفسه وينساق الي تحركات الآخرين ويدخل في الهوجة دون هدف واضح وينتظر ما‮ ‬يمكن ان تنتهي إليه الامور‮ !‬