رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سقوط الإخوان بدأ من الشارع الفني

من مسيرات الفنانين
من مسيرات الفنانين للتحرير

منذ اليوم الأول لحكم الإخوان المسلمين، وهم في حالة حرب مع كل أطياف الشعب المصري، لم يتركوا فئة من الفئات إلا ودخلوا معها في معركة، ويبدو أن الاخوان وحلفاءهم من أصحاب التيار السياسي اعتقدوا أن البداية لابد أن تكون مع فئتين وهما الأكثر شهرة بين الناس من أجل وصول اسهل وأسرع إلى الناس..

وهما فئتي الاعلام والفنانين، وبالفعل الحديث مبكراً عن بعض الفنانات بما لا يليق عن الفن، والفنانين أنفسهم وبدأوا بالفنانة الهام شاهين وقاموا بفبركة صور خليعة لها، والحمد لله أن القضاء انصفها، وهنا تجب الاشارة الى أن إلهام يجب أن تمنح شهادة الشجاعة من الدرجة الأولى لأنها تحملت ما لا يتحمله بشر طوال معركتها مع هذه الفئة، وكانت ردودها تؤكد أنها رجل في صورة أنثى خاصة أنها كانت من الممكن أن تتقي شر هؤلاء وتسافر الى احدى الدول العربية للجلوس هناك، وأتصور أن هناك دولا كثيرة كانت ستمنح لها حق الإقامة، كما تريد. وهناك بعض الفنانين الرجال حملوا شنطة السفر الى بعض الدول العربية، وهناك مطربون وممثلون كبار التزموا الصمت تماماً، وكأن ما يحدث في مصر لا يعنيهم واكتفوا بدور ربات البيوت يتحدثون الى بعضهم البعض في الخفاء، ولو تحدثوا الى الصحافة تجدهم يزينون الكلام بجملة واحدة وهى «دا كلام بيني وبينك» في اشارة ورغبة الى عدم النشر، لذلك تستحق إلهام وسام الشجاعة.
وفي نفس الإطار دخل عادل إمام في مواجهة مبكرة معهم عندما اقيمت ضده أكثر من دعوي قضائية بتهمة ازدراء الأديان وخرج إمام من هذا الأمر عن طريق قضاء مصر العادل.
ومن أبرز الأسماء التي واجهت الإخوان على كافة الأصعدة السيناريست وحيد حامد في شتى الحوارات التي قام بها مع الفضائيات المختلفة، وكانت أفلام وحيد حامد، ومسلسلات التي وقف بها ضد خفافيش الظلام، وضد الارهاب بكل أنواعه هى السبب الرئيسي للحرب ضده من قبل أصحاب تيار الاسلام السياسي، وهناك فنانون دخلوا على نفس الخط أبرزهم خالد يوسف الذي أسس مع مجموعة من الفنانين أبرزهم المنتج محمد والسيناريست مدحت العدل وفنانون كبار آخرون ما يسمى «جبهة الإبداع» بعد ان استشعروا أن هناك هجمات متتالية سوف تشن على الفن، والفنانين، وبالفعل كان لهذه الجبهة دور كبير في الحياة الفنية طوال فترة حكم الجماعة.
ثم دخلوا في مواجهة مباشرة مع الدولة بعد تعيين وزير الثقافة الأخير ووصل الأمر الى اعتصامهم طوال شهر يونية داخل الوزارة، حتى أن البعض يرى أن الثورة بدأت من داخل هذا الكيان، وانطلقت الى ميادين مصر الأخرى خاصة أن الاعتصام تزامن مع مرور عام على حكم مرسي.
الإخوان وأعضاء تيار الاسلام السياسي تصوروا أن الاعلام والفن لقمة سائغة يستطيعون من خلالها توجيه رسالة إرهاب الى الشعب، وإذا بنهاية تهاوي النظام تبدأ من الوسط الفني، حيث اتحدوا وقرروا المواجهة بكل الطرق المشروعة، رفضوا أن يطلق عليهم مجتمع الانحلال والفجور والشذوذ، واثبتوا أنهم أصحاب فكر، وأن أي رحلة تنوير تبدأ من السينما، والغناء والمسرح، والدراما.
أيضاً كان للمطرب الكبير على الحجار دور كبير في العديد من الأغاني

والآراء التي قدمها وضرب بها مثلا في الوطنية والشجاعة في زمن كما قلنا دخل البعض فيه الجحور.
الإخوان تعاملوا مع الفن بشكل مهين، ولم يعطوا للقوة الناعمة التي استغلها عبد الناصر والسادات، وحتى مبارك، وقبلهم الملك فاروق للتوغل في الوطن العربي، حيث كانت سيدة الغناء العربي هى موحدة الاقطار العربية، الخميس الأول من كل شهر كانت الأقطار العربية تجتمع حول الراديو من أجلها.
وكان حليم رمزا للغناء العربي الجديد الذي جمع الشباب والكبار حوله وقبله عبد الوهاب الذي أعطى الوطن العربي إبداعا ما بعده إبداع، كل هؤلاء كانوا يعاملون معاملة الملوك والرؤساء عندما يحلون على أي وطن عربي، هؤلاء ايضاً كان لهم دور في جمع الأموال لصالح المجهود الحربي، هؤلاء ايضاً ناضلوا ضد الاحتلال، وقبلهم كان سيد درويش.
مصر أصبحت دولة صاحبة ريادة ليس بحضارتها الفرعونية فقط، ولكن بالسينما عن طريق فاطمة رشدي وشكري سرحان ويوسف شاهين، وصلاح أبو سيف، وعمر الشريف وفاتن حمامة، وسعاد حسني، وسناء جميل، ومريم فخر الدين، وشادية، ونادية لطفي، وماجدة، ولبنى عبد العزيز وكمال الشناوي ومحمود مرسي، وفريد شوقي، ورشدي أباظة، والمليجي، ويحيى شاهين أسماء وأسماء، لم يع الاخوان قيمة ما قدموه لهذا الوطن من أعمال رسمت خريطة الإبداع العربي على مر العصور، تصور الإخوان أن التقرب من قطر وحدها سوف تصنع المعجزات.
الاخوان لم يفطنوا أن الفن هو الشىء الوحيد الذي كان معدا سلفاً للتصدير، وتحقيق دخل قومي للدولة المصرية.
لم يكن في أجندتهم شىء اسمه الفن، وأتصور أن كثيرا منهم يجهل تاريخنا الفني، فهم لا يعلمون أن اللهجة المصرية انتشرت في عالمنا العربي من خلال الفن، وليس أي شىء آخر، ووضح هذا الأمر خلال مناقشات مجلس الشورى لميزانية وزارة الثقافة، فالباليه عندهم ابتذال و«قلة أدب» والموسيقى قدمت أم لم تقدم لا شىء يهم، وقطاع المسرح طالبوا بضمه لدار الأوبرا ومعه قطاع الفنون الشعبية، ما بنته مصر في قرون طويلة أرادوا هدمه في جلسة لذلك كان السقوط الكبير والمدوي في شتى المجالات وليس الفن فقط.