رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"سنة واحدة كفاية" إنذار لقطع لسان الإعلاميين

بوابة الوفد الإلكترونية

«سنة واحدة كفاية» شعار رفعه الرئيس محمد مرسى في وجه الإعلام، خلال خطابه مساء الأربعاء الماضى، ومنذ هذا اليوم وهناك من يتبرعون من أعضاء حكومته لتنفيذ شعاره،

ففى ظهر الخميس أي قبل مرور 24 ساعة علي الخطاب تمت إعادة تحريك دعاوى قضائية كانت أقيمت ضد بعض الإعلاميين منهم توفيق عكاشة وخيرى رمضان ومحمود سعد ولميس الحديدى وغيرهم، وبالفعل استعد كل منهم لهذا الأمر، وفي نفس اليوم تمت إعادة تشكيل مجلس إدارة المنطقة الحرة وخرج منها قنوات الـcbc والنهار ودريم، وقبل مرور 48 ساعة من عمر الخطاب وبالتحديد بعد ظهر الجمعة، وهو بالمناسبة يوم عطلة رسمية في مصر وكل العالم العربي، تم إرسال إنذارات إلي قنوات الحياة ودريم والـ cbc والنهار بقطع الإرسال عنها ما لم تلتزم الحيادية، وتضمن الإنذار كلام «كتير» كفايته أو خلاصته «احترموا أنفسكم وإلا».
«سنة واحدة كفاية» شعار هلل له كل المحيطين بالرئيس، وكأن الإعلام هو الذي يحرك الشارع، رغم أن الحقيقة أن القنوات والتوك شو هو الذي يجري خلف ما يحدث في الشارع. والحقيقة التي يعرفها الجميع أن سوء مستوي الخدمات الذي اعترف به الرئيس في خطابه، والأداء الهزيل للحكومة هو الذي يدفع المواطنين للخروج والاعتراض علي سياسة الرئيس. وبالتالى فالإعلام في كل الأحوال تابع ويتابع، والذي يزيد من غرابة الأمر هو أن نفس القنوات التي وصلها الإنذار، ونفس الإعلاميين الذين علقت لهم المشانق في رابعة العدوية، وقبلها عند جامعة القاهرة هم أنفسهم الذين استضافوا السيد مرسى خلال حملته الانتخابية ومنهم محمود سعد الذي خرج عن حيادته بتأييده المطلق لمرسى، والثانى خيري رمضان الذي استضاف الرئيس طوال 6 ساعات كاملة. وهذا معناه أن الرئيس كان يستطيع أن يختصر كل الطرق لو أعاد مرة أخرى لقاء هذه الأسماء، وطرحوا عليه مشاكل الناس، وقام من جانبه بالرد بدلاً من عملية التهديد والوعيد التي نعيشها، كإعلاميين وصحفيين، ومحاولات تشويه الكل رغم أنه من بين الإعلاميين والصحفيين من كانوا يعارضون النظام السابق بشراسة، لكنه في الحقيقة وطبقاً للكلام الذي قاله الأستاذ وحيد حامد مع خيري رمضان في حوار عرض قبل أسبوعين أن النظام السابق كان يغضب ولا يؤذى.. أما النظام الحالي يغضب ويؤذى، وهذه قمة الخطورة.
كل الأمور التي تحدث تؤكد شيئاً واحداً أن النظام يريد قطع لسان الإعلاميين، وهو أمر لا يحدث في دولة قامت بثورة من أجل الحرية، الرئيس وجماعته ضاق صدره لهذه الدرجة من عام واحد مع حرية الإعلام، فماذا لو استمر حتي 2020 كما يقول الشعار المرفوع أمام رابعة العدوية.
والشواهد تؤكد أن النظام لم يلجأ فقط للإنذارات لكنه قبلها لجأ إلي أصحاب القنوات للضغط عليهم لمنع ما أسموه بتطاول الإعلاميين.
وكاد أن يكون محمود سعد أول الضحايا، عندما حدث جدل بينه وبين مالك قناة النهار علي الهواء في إحدى حلقات خالد صلاح. وأغلق سعد السماعة فى  وجههما. ثم عاد فى اليوم التالى بعد مصالحة تمت بينهما وأتصور أن عودة محمود كان سببها الرئيسى المعلنين، والرعاة لبرنامجه لأنهم جاءوا من أجله وبالتالى تفقد القناة كل هذه الإعلانات لو لم يخرج سعد علي الهواء ببرنامجه.
القنوات الأخرى التي لم تستجب للضغوط مثل الـ cbc منع مالكها من السفر بحجة تهربه الضريبى، والرجل خرج في نفس ليلة خطاب الرئيس مرسى، ونفي تماماً أن يكون هناك مخالفة واحدة ضده.
ولو حدث أمر إغلاق أي قناة من القنوات المهددة ستكون تلك هي الكارثة الأولى من نوعها

في العالم تكون ليبيا قد سبقتنا لها في عهد القذافي.. تهديد الإعلاميين يتنافي تماما مع قول الرئيس في حواراته قبل وصوله لكرسي الحكم عندما سألوه عن الإعلام.. حيث قال: لن نغلق قناة ولن نقصف قلما، وها هي البشائر كما نراها، الإعلاميون مهددون ليل نهار بداية من السماح بحصار مدينة الإنتاج أكثر من مرة ثم محاولات التشهير بهم بحصولهم علي مبالغ خيالية لتحريض الناس ضدهم. وكأن الإعلاميين تقاضوا هذه المبالغ فجأة، فهذه الأرقام كانوا يحصلون عليها أيضا عندما استضافوا الرئيس مرسي خلال مرحلة الترشح للانتخابات الرئاسية حيث جلس في حوار امتد لـ6 ساعات مع خيري رمضان وكان ضيفا شبه دائم علي برنامج محمود سعد وكان أعضاء حزب الحرية والعدالة ضيوفا دائمين علي كثير من القنوات التي طالتها الاتهامات.
المضايقات طالت أيضا أسماء كثيرة في قنوات أخري مثل أعضاء فريق عمل برامج O. TV ريم ماجد ويسري فودة ويوسف الحسيني وجابر القرموطي وتنوعت بين التعرض لهم جسديا أو الشتائم، وهناك إعلاميون آخرون تعرضوا لدعاوي قضائية من نوعية العمل علي قلب نظام الحكم مثل عمرو أديب ومحمد مصطفي شردي وفي المنتصف سوف تجد اتهامات من نوعية الفساد وتلقي أموال ورشاوي وهي اتهامات سابقة التجهيز وهذه توزع علي كل الإعلاميين والصحفيين من أجل التشويه وإبعادهم عن قضيتهم الأساسية، وهي الدفاع عن كل ما يهم المواطن والوطن.
الغريب أيضا أن نفس هؤلاء الإعلاميين هم الذين قادوا الثورة ضد مبارك وهم أنفسهم الذين استضافوا التيار المؤيد للرئيس مرسي مثل صفوت حجازي ومحمد البلتاجي والعريان والبرنس وغيرهم وجعلوا منهم نجوم فضائيات، هذه الفضائيات والإعلاميون الذين يحاربون الآن هم الذين ساهموا في تتويج الإخوان علي عرش مصر، ولأن الجماعة تعي أن أحد أسباب رحيل مبارك هي تلك القنوات وهم ذات الإعلاميين لذلك يخشون أن يكون من قام بإزاحة مبارك هم أنفسهم الذين سوف يساهمون في إزاحة النظام الحالي.
لغة القوة لم تعد تصلح لا مع الإعلام ولا الشعب، وبالمناسبة نعيد ونذكركم أن الفضاء مفتوح للجميع فإذا منعتم أديب وريم ولميس وسعد من الظهور من مصر، فهناك مدن كثيرة للإعلام أنتم تعلمون أماكنها وفي هذه الحالة ربما تكون لهجة الإعلام أشد شراسة.. في النهاية الرئيس قال في خطابه؟! سنة واحدة كفاية يقصد بها الإعلاميين فقط!!