عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"كان‮" ‬بطعم الثورة والسياسة ومزاعم العداء للسامية


عادت السياسة هذا العام لتخيم علي‮ ‬اجواء مهرجان كان السينمائي،‮ ‬حيث وجه الايطالي‮ ‬برناردو بيرتولوتشي‮ ‬نقداً‮ ‬لاذعاً‮ ‬لـ»البرلوسكونية‮« ‬مهديا سعفته الفخرية الي‮ »‬كل من لا‮ ‬يزالون‮ ‬يمتلكون القدرة في‮ ‬ايطاليا علي‮ ‬مقاومة البرلوسكونية‮«.‬

منصة‮ »‬كان‮« ‬أيضاً‮ ‬كانت مسرحاً‮ ‬لقادة فرنسا لمحاولة اصلاح ما افسده موقف ساركوزي‮ ‬في‮ ‬تعامله مع الثورة التونسية حيث ظهر وزير الثقافة الفرنسي‮ ‬فريدريك ميتران،‮ ‬خلال الافتتاح وهو‮ ‬يسير علي‮ ‬البساط الاحمر محاطاً‮ ‬بكوكبة من الفنانين التونسيين الشباب،‮ ‬بصحبة النجمة كلوديا كاردينالي‮ ‬التونسية الاصل،‮ ‬وهو الامر الذي‮ ‬اثار ضده موجة نقد حادة في‮ ‬الصحافة الفرنسية التي‮ ‬وجدت في‮ ‬الخطوة فرصة للوزير الفرنسي‮ ‬ليقوم بإصلاح او تغيير تعاطيه مع النظام التونسي‮ ‬المخلوع،‮ ‬حيث سبق لبن علي‮ ‬ان كرمه ومنحه الجنسية التونسية وقلده وسام الاستحقاق الثقافي‮! ‬ربما لهذا ايضاً‮ ‬حرص الوزير الفرنسي‮ ‬تكريم المخرج التونسي‮ ‬نوري‮ ‬بوزيد،‮ ‬بوسام الشرق وليس من الصدف ان تختار ادارة المهرجان تكريم بوزيد بالذات،‮ ‬وهو المعروف بالتزامه ونضاله الشرس ضد نظام بن علي‮. ‬وفي‮ ‬سياق متصل اختار المهرجان مصر لتكون ضيف شرف دورته الرابعة والستين احتفاء بثورة‮ »‬25‮ ‬يناير‮«‬،‮ ‬وتم تحديد‮ ‬يوم خاص‮ »‬ليكون‮ ‬يوم مصر في‮ ‬كان‮« ‬بتنظيم عشاء رسمي‮ ‬كان من المتوقع ان‮ ‬يلقي‮ ‬فيه سفير مصر في‮ ‬باريس كلمة‮ ‬يشكر فيها ادارة المهرجان باسم الثورة،‮ ‬والذي‮ ‬استفز شباب الثورة الذين اعتبروا أن السفير المحسوب علي‮ ‬النظام البائد لا‮ ‬يحق له الحديث باسم الثورة،‮ ‬مما دفع الدكتور خالد عبد الجليل الي‮ ‬إلغاء هذه الكلمة والاكتفاء بنجوم الفيلم المصري‮ ‬18‮ ‬يوماً‮.‬

الجدل السياسي‮ ‬في‮ »‬كان‮« ‬لم‮ ‬يقتصر فقط علي‮ ‬علاقة فرنسا بمحيطها الدولي،‮ ‬حيث اعتادت باريس ان تصفي‮ ‬حساباتها التاريخية من خلال المهرجان،‮ ‬كما حدث العام الماضي‮ ‬مع فيلم‮ »‬خارجون عن القانون‮« ‬لبوشارب و»بشر وآلهة‮« ‬الذي‮ ‬عاد الي‮ ‬قضية رهبان تبحريين،‮ ‬لكن عاد هذا العام الشأن الداخلي‮ ‬الفرنسي‮ ‬ليظهر بشكل واضح في‮ ‬المهرجان من خلال عرض فيلم‮ »‬لا كونكيت‮« ‬الذي‮ ‬تدور احداثه حول انتخاب الرئيس الفرنسي‮ ‬ساركوزي‮ ‬للرئاسة عام‮ ‬2007‮ ‬وانتهاء زواجه الاول من سيسيليا‮. ‬والذي‮ ‬اثار عاصفة من الجدل في‮ ‬عاصمة الجن والملائكة اضافة الي‮ ‬فيلم‮ »‬منتصف الليل في‮ ‬باريس‮« ‬للمخرج والممثل الامريكي‮ ‬الشهير ودي‮ ‬الان والذي‮ ‬شاركت في‮ ‬تمثيله سيدة فرنسا الأولي‮ ‬كالارا بروني‮ ‬التي‮ ‬غابت عن وقائع ليلة الافتتاح لأسباب قيل انها عائلية،‮ ‬مما فتح الباب علي‮ ‬مصراعية لتأويلات الصحافة الفرنسية التي‮ ‬ارجعت‮ ‬غياب سيدة فرنسا الاولي‮ ‬عن المهرجان لكونها حاملاً‮.‬

ويعود العرب مرة اخري‮ ‬الي‮ ‬المشهد العام بكان بعد ترحيل ممثلتين مغربيتين كانتا مدعوتين بحضور مهرجان كان السينمائي‮ ‬الدولي‮. ‬فمن جهة اعتبر الحادث انتهاكاً‮ ‬لحقوق الانسان ما دامت الممثلتان شاركتا في‮ ‬فيلم‮ »‬الحافة‮« ‬المغربي‮ ‬الذي‮ ‬اخرجته المخرجة المغربية ليلي‮ ‬الكيلاني،‮ ‬وهو الفيلم الذي‮ ‬اختير للمشاركة في‮ ‬فقرة‮ »‬أسبوعي‮ ‬المخرجين‮«‬،‮ ‬في‮ ‬حين فسر آخرون ان الممثلتين‮ ‬غير محترفتين،‮ ‬وان مخرجة الفيلم اختارتهما من خارج الوسط السينمائي‮ ‬المغربي‮. ‬في‮ ‬نفس الوقت شن النقاد المغاربة حملة تهدف للتبرؤ من الفيلم الذي‮ ‬اختارته ادارة مهرجان كان للمشاركة كفيلم مغربي‮ ‬والفيلم هو‮ »‬عين النساء‮« ‬للمخرج الاسرائيلي‮ ‬الاصل ميها ليليانو والذي‮ ‬استقر في‮ ‬فرنسا وحاول الانتفاع من الدعم القوي‮ ‬للافلام الاسرائيلية‮.‬

وقال النقاد ان تصوير الفيلم في‮ ‬المغرب والمساعدات المالية والفنية التي‮ ‬قدمها المغرب كل هذا لا‮ ‬يجعل الفيلم جديراً‮ ‬بتمثيل المغرب في‮ ‬المهرجان كما اثار فيلم‮ »‬المصدر‮« ‬آخر الافلام التي‮ ‬عرضت في‮ ‬المسابقة الرسمية في‮ ‬مهرجان كان،‮ ‬قبل اعلان توزيع الجوائز،‮ ‬جدالاً‮ ‬بعدما ربط مخرجه بين الثورات العربية ودعوة الي‮ ‬المساواة بين الرجال والنساء قادتها امرأة عربية رفضت اقامة علاقة حميمة مع زوجها‮.‬

اختلف النقاد في‮ ‬تقييم الفيلم،‮ ‬ففيما استقبله البعض بصيحات إعجاب،‮ ‬وتأثر مشاهدون بتعبيره عن روح انتفاضات‮ »‬الربيع العربي‮« ‬اطلق نقاد اخرون قلة صيحات استهجان ضد مخرجه رادو ميهايلينو،‮ ‬معتبرين أن تصويره للحياة العربية مفرط البساطة‮. ‬لكن الغالبية أثنت علي‮ ‬واقعيته‮.‬

يفتتح‮ »‬المصدر‮« ‬بالتعريف أنه حكاية تعلن فيها ليلي،‮ ‬وهي‮ ‬زوجة

جميلة ومشاكسة للأستاذ سامي،‮ »‬إضراباً‮ ‬عن الحب‮«‬،‮ ‬وتمتنع عن ممارسة العلاقة الجنسية معه كي‮ ‬يوافق الرجال في‮ ‬قريتها علي‮ ‬حمل الماء من نبع عال في‮ ‬الجبال‮. ‬حصل موقف ليلي‮ ‬هذا بعدما سقطت صديقتها وفقدت رضيعها وكانت بين نساء‮ ‬يحملن أثقالاً،‮ ‬فيما‮ ‬يجلس الرجال في‮ ‬زمن الصعوبات الاقتصادية والبطالة‮ ‬يرتشفون الشاي‮ ‬طوال اليوم‮. ‬ومن جراء هذا الموقف،‮ ‬دب الخلاف بين الرجال والنساء وكانت العواقب عنيفة،‮ ‬فيما تتزعم ليلي‮ ‬المعركة في‮ ‬القرية وتواجه إمام القرية وتستشهد بالقرآن الكريم في‮ ‬الدفاع عن قضيتها‮.‬

وتدافع عن ليلي‮ ‬واحدة من أبرز شخوص الفيلم‮: ‬الأم ريفلي،‮ ‬التي‮ ‬كانت كلمتها كـ‮ »‬الرصاص‮«‬،‮ ‬وأدّت دورها الممثلة الجزائرية بيونا‮.‬

من ناحيته،‮ ‬كشف ميهايلينو مخرج الفيلم وهو فرنسي‮ ‬روماني‮ ‬المولد في‮ ‬مؤتمر صحفي‮ ‬في‮ ‬كان أن فكرة الفيلم مستمدة من قصة حقيقية في‮ ‬تركيا‮. ‬وأكد أن الفيلم‮ ‬يعكس جزئيا الانتفاضات الأخيرة في‮ ‬تونس وفي‮ ‬أنحاء العالم العربي،‮ ‬قائلا‮: »‬كان هناك أمل عظيم منذ تشرين الثاني‮ ‬الماضي،‮ ‬وهناك أمل في‮ ‬الحرية ورغبة قوية في‮ ‬التخلص من أولئك الموجودين في‮ ‬السلطة،‮ ‬وثمة فكرة أن أشخاصاً‮ ‬يقررون مصيرهم‮«. ‬أضاف‮ »‬أن الثورة في‮ ‬الشوارع في‮ ‬مصر وتونس والبحرين لم‮ ‬يقابلها بعد تغيير في‮ ‬منازل الناس‮. ‬هناك ثورة ثانية ضرورية؛ ثورة في‮ ‬المنزل ومكانة المرأة في‮ ‬العائلة‮. ‬يجب أن تكون النساء متساويات في‮ ‬المنزل أيضاً‮«.‬

وسجل‮ ‬90‮ ‬فيلما قصيرا‮ ‬مشاركته في‮ ‬ركن الفيم القصير في‮ ‬سوق مهرجان كان السينمائي‮ ‬الدولي‮ ‬بحضور اعمال من المغرب العربي‮ ‬ولبنان ومصر والخليج العربي،‮ ‬وكان معظمها قد سبق أن شارك في‮ ‬مهرجانات عربية مثل دبي‮ ‬وابو ظبي‮ ‬وقرطاج فضلا عن مهرجان الخليج السينمائي‮.‬

وتضمنت لائحة الافلام المشاركة‮ ‬16‮ ‬فيلما من لبنان و‮ ‬15‮ ‬فيلما من الامارات العربية المتحدة و‮ ‬8‮ ‬من قطر و‮ ‬4‮ ‬من فلسطين و‮ ‬4‮ ‬من الاردن و‮ ‬3‮ ‬من مصر و‮ ‬2‮ ‬من كل من سوريا والمملكة العربية السعودية وفيلما واحدا من كل من البحرين والكويت والعراق‮. ‬وتم تمثيل المغرب والجزائر وتونس وتركيا أيضا،‮ ‬إما من خلال أفلام أخرجها مخرجون عرب أو من خلال أخري‮ ‬تدور حول مواضيع من العالم العربي‮.‬

ويدل هذا الحضور العربي‮ ‬في‮ ‬الفيلم القصير علي‮ ‬حيوية القطاع وعلي‮ ‬هامش التحرك الذي‮ ‬يملكه الشباب مع تطور صناعة الفيلم عبر الكاميرات الرقمية وسهولة انتاجه وغالبا عبر التمويل الذاتي‮ ‬بعكس الفيلم الطويل العربي‮.‬

ويعتبر ركن الأفلام القصيرة في‮ ‬المهرجان الذي‮ ‬اختتمت فعالياته السبت ملتقي‮ ‬هاما لمخرجي‮ ‬الأفلام القصيرة من كافة أنحاء العالم حيث‮ ‬يتحول الركن الي‮ ‬واجهة لعرض الاعمال القصيرة والتواصل مع رواد القطاع من موزعين ومنتجين ومبرمجين ومدراء مهرجانات من فرنسا والعالم‮.‬