رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخطاء قاتلة..تجمع "فون ترير"و"طلعت زكريا"


بين المخرج الدانمركي الكبير لارس فون ترير،‮ ‬والممثل المصري طلعت زكريا فروق شاسعة،‮ ‬ومع ذلك فإنهما‮ ‬يشتركان في جرم واحد،‮ ‬رغم ان أحدهما لا‮ ‬يعرف شيئا عن الآخر ولم‮ ‬يقابله في حياته،‮ ‬فالأول أحد اهم مخرجي اوروبا في العشرين عاما الاخيرة،‮ ‬ورائد من رواد مدرسة الدوجما وحصل علي عدة جوائز من مهرجانات عالمية منها مهرجان‮ »‬كان‮« ‬السينمائي الدولي،‮ ‬ومن أشهر افلامه‮: »‬راقصة في الظلام‮«‬،‮ ‬و»تكسير الامواج‮«‬،‮ ‬و»ضد المسيح‮«‬،‮ ‬و»ميلانكوليا‮« ‬وهو آخر أفلامه التي عرضت في الدوره‮ ‬64‮ ‬التي انتهت مساء الاحد الماضي‮.‬

أما الثاني فهو ممثل هزلي مصري الجنسية محدود الموهبة ومن اشهر افلامه‮ »‬حاحا وتفاحة‮«‬،‮ ‬و»قصة الحي الشعبي‮«‬،‮ ‬و»طباخ الريس‮«! ‬ورغم هذا التفاوت المرعب في حجم موهبة وقيمة كل من المخرج الدانمركي والممثل المصري إلا أن الخطيئة التي ارتكبها كل منهما كلفته ثمنا فادحا،‮ ‬سوف تتزايد توابعه مع مرور الزمن،‮ ‬لارس فون ترير المخرج الدانمركي كان‮ ‬يعرض له ضمن برنامج مسابقة مهرجان كان فيلم‮ "‬ميلانكوليا‮" ‬بطوله كريستين دانتست،‮ ‬وفي المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض الفيلم،‮ ‬أخذت المخرج حالة من النشوة والغرور وزودها حبتين في المزاح الذي اشتهر به،‮ ‬ويصل احيانا الي حد الفجاجة،‮ ‬وكانت الامور بتعدي مرات كثيرة،‮ ‬والناس تبتلع السخافات نظرا لقيمة المخرج الفنية،‮ ‬ولكن هذا المرة‮ "‬خدته الجلالة‮"‬،‮ ‬وقال إنه متعاطف مع هتلر،‮ ‬خاصة أنه‮ ‬يراه محقا في موقفه من اليهود،‮ ‬لأنهم ألم دائم في الظهر‮ "‬هو مش الضهر بالظبط ولكن منطقة أسفل الظهر‮"‬،‮ ‬ويبدو أن هذه الكلمات لم تمر مرور الكرام،‮ ‬لأن ادارة مهرجان‮ "‬كان‮" ‬اعتبرت ما قاله المخرج الدانمركي‮ ‬يفضح عنصريته،‮ ‬وبعد أقل من ساعة كان قد صدر قرار من إدارة المهرجان باعتبار‮ "‬لارس فون ترير‮" ‬شخصا‮ ‬غير مرغوب فيه،‮ ‬وعليه ان‮ ‬يختفي تماماً‮ ‬من قصر المهرجان ومن المدينة كلها،‮ ‬وحاول لارس فون ترير الذي ادرك فداحة ما قاله ولكن بعد فوات الأوان،‮ ‬أن‮ ‬يعتذر ويبرر ما نطق به بأنه مزاح،‮ ‬ولكن كان السهم قد نفذ،‮ ‬ومن باب الموضوعية والحياد أكد مدير مهرجان‮ »‬كان‮«‬،‮ ‬أن فيلم‮ »‬ميلانكوليا‮« ‬الذي أخرجه لارس فون ترير سوف‮ ‬يستمر في التسابق،‮ ‬ولكن حتي لو نال جائزة عن الإخراج فعلي المخرج ان‮ ‬يرسل شخصا آخر ليستلمها بدلاً‮ ‬منه‮! ‬وعلي رأي المثل لسانك حصانك،‮ ‬وكلمة ممكن تودي الواحد في داهية أو تسبب له السعادة والهناء،‮ ‬ويعلق بعض السفهاء من"بني وطني‮"‬،‮ ‬أن إدارة مهرجان‮ »‬كان‮« ‬زودتها قوي،في رد فعلها علي تصريحات المخرج لارس فون ترير،وتساءلوا بغباء وجهل‮ "‬أُمَّال فين الديمقراطية وحرية الرأي؟‮"‬،‮ ‬والحقيقة ان ما قام به فون ترير لا‮ ‬يعتبر خارج اللياقة،‮ ‬ولكنه‮ ‬يدخل في حيز قلة الادب،‮ ‬لأن هتلر الذي أبدي تعاطفه معه.

‮ ‬تسبب في حرب عالمية استمرت قرابة الست اعوام‮ ‬1939‮- ‬1945‮ ‬مات خلالها أكثر من خمسين مليون شخص،‮ ‬وتهدمت مدن بالكامل ومنها باريس،‮ ‬وهذا‮ ‬غير الخراب الاقتصادي الذي ضرب دولا بأكملها وشتت عائلات،‮ ‬ورغم انقضاء ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬الستين عاما علي نهاية الحرب،‮ ‬إلا أن بعض من عاصروها لا‮ ‬يزالون علي قيد الحياه،‮ ‬وقد حكوا لأبنائهم وأحفادهم عما لاقوه من كوارث علي‮ ‬يد جيوش هتلر الديكتاتور الذي دمر اوروبا نتيجة اهوائه وطموحاته،‮ ‬وشراهته للانتصار‮! ‬وعندما‮ ‬يصرح

شخصا ما ولو علي سبيل المزاح انه متعاطف مع السفاح الذي تسبب في مقتل خمسين مليون شخص،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن ان نعتبر ما قاله حرية رأي،‮ ‬ولا‮ ‬يدخل تحت بند الديمقراطية بحال‮! ‬وطبعا من حقك أن تسأل وما علاقة طلعت زكريا بما حدث مع المخرج الدانمركي لارس فون ترير،‮ ‬لكن لو تأملت الموقف جيدا فسوف تدرك انهما اقترفا نفس الجرم،‮ ‬وهو عدم احترام مشاعر الملايين والانحياز الي سفاح قاتل وفاسد.

‮ ‬وفي عز ايام ثورة‮ ‬يناير خرج علينا طلعت زكريا من خلال بعض البرامج التليفزيونية،‮ ‬ليستعدي الناس علي شباب الثورة،‮ ‬ويتهمهم زورا وبهتانا بممارسة الجنس الجماعي في قلب ميدان التحرير،‭ ‬ومش كده وبس،‮ ‬بل زاد الطين بلة وطالب الجيش بضرب المتظاهرين بدانات الدبابات،‮ ‬لتفريقهم او قتلهم،‮ ‬وقال في كليبات موجودة علي اليوتيوب علي شباب الثورة الجبناء الخونة،‮ ‬يعني الشباب كانوا في ذلك الوقت‮ ‬يتعرضون لرصاص القناصة ويسقطون قتلي بالعشرات وجرحي بالمئات،‮ ‬وطلعت زكريا‮ "‬مهرج الرئيس‮" ‬وبهلول القصر،‮ ‬يمطرهم بقذائف من الشتائم وعبارات التخوين والتحريض‮! ‬وينحاز للقاتل الفاسد الذي سرق اموال الشعب،‮ ‬وأمر بقتل خيرة شبابه،‮ ‬ومع ذلك فلا‮ ‬يزال طلعت زكريا مندهشا،‮ ‬من رد فعل الناس،‮ ‬ومنزعجا من وضعه في قائمة سوداء،‮ ‬تطالب بمقاطعة افلامه،‮ ‬وهو موقف مشابه لطرد لارس فون ترير من مهرجان كان‮! ‬هل‮ ‬يعتقد طلعت زكريا ان الشباب‮ ‬يمكن ان‮ ‬ينسوا إساءته لهم؟ وهل‮ ‬يمكن لأي عائلة مصرية أن تسامح من ادعي زورا علي ابنائها وبناتها؟ وإذا كان المخرج الدانمركي قد ادرك علي الفور فداحة ما قاله عن تعاطفه مع هتلر،‮ ‬وقرر الاعتذار بشكل علني،‮ ‬فلا‮ ‬يزال طلعت زكريا‮ ‬يكابر وفي كل لقاء معه‮ ‬يؤكد إصراره علي أنه شاهد بعينيه اللي حايأكلهم الدود شباب الثورة‮ ‬يمارسون الجنس الجماعي في ايام‮ ‬25‮ ‬و28‮ ‬يناير وهي الايام السودة اللي كان فيها الضرب علي ودنه‮! ‬ومستغرب ان الناس مش طايقاه وزعلان عشان اسمه في القائمه السودة؟؟ طب احمد ربنا إنك في مصر،‮ ‬وماحدش حا‮ ‬يطالب بطردك منها‮! ‬ولكن عليك ان تفهم ان بين قلة الحيا وحرية التعبير عن الرأي خيط رفيع حذار أن تقطعه‮!‬