رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هرج ومرج في برامج التوك شو!


ثمة مسئولية كبيرة يتحملها الإعلام المكتوب والمرئي،‮ ‬والأخص برامج التوك شو التي صنعت من شباب الثورة أشباه آلهة،‮ ‬وللأسف أن البعض منهم أصيب بفوبيا العظمة وتحولوا إلي أداة هدم أكثر منها بناء،‮ ‬فالطبيعي أن يكون هناك تواجد لهؤلاء الشباب في البرامج ولكن أن يتحول السادة المذيعين إلي تلاميذ أو مطيبتية لهم! ‬فهذا هو التهريج بعينه،‮ ‬خاصة أن الإعلام لم ينتبه حتي الآن إلي أن عليه دوراً‮ ‬رئيسياً‮ ‬في التأكيد علي أن تلك الثورة دعا إليها شباب وبدأ في إشعال فتيل الثورة ولكن من قادها وحققها هو الشعب وأيدها الجيش ولكن يبدو أن الإعلاميين أنفسهم أرادوا التعامل مع هؤلاء الشباب من منطلق الإثارة التي هي الهدف الأول حتي الآن للأسف لبرامج التوك شو بل إن بعض المذيعين هم أنفسهم أصبحوا يدلون بدلوهم في العديد من القضايا رغم أنه في كثير من الأوقات لا يملكون مقومات وأبعاد القضايا التي يتكلمون فيها ولكنهم التقطوا أسلوب هؤلاء الشباب في استخدام الصوت العالي وتخوين كل من يختلف معهم والتأكيد علي أن كل من كان علي رأس المزمرين والمطبلين لهذا النظام‮.‬

بل والأغرب أن البعض منهم بدأ في الكلام عن الاضطهاد الذي كان يعانيه إبان النظام السابق رغم أنه‮ »‬كان متسيط وفل الفل في هذا الوقت‮« ‬ولكن في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل فلا مانع أن يتحول مذيعو التوك شو جميعهم إلي أبطال‮.‬

إننا في حاجة الآن إلي من يتعامل مع ما يقدمه علي الفضائيات بمسئولية أكبر من ذلك،‮ ‬فليس منطقياً‮ ‬أن تكون كل قضية مطروحة للمناقشة يتعامل معها مقدموها بأسلوب التوك شو،‮ ‬فتبدأ وتنتهي دون أن يكون هناك عدة حلول مطروحة لتجاوز تلك الأزمة ويحدث هذا كثيراً‮ ‬إذا كان الإعداد معتمداً‮ ‬علي استضافة بعض الأسماء

من شباب الثورة الذين لا يفعلون شيئاً‮ ‬سوي الاعتراض وهم أسماء محددة معروفة للجميع ولكننا نتعامل معها من منطلق أنها الأسماء الأكثر شهرة الآن،‮ ‬ولا يعني هذا أنه لا يوجد من يملك رؤية واضحة ويحترم الآراء الأخري المطروحة ومنهم د‮. ‬عمرو حمزاوي،‮ ‬فقد تختلف مع بعض أفكاره ولكن تستمع إليها لأن بها رؤي مدروسة لما يريد أن يقوله،‮ ‬بالإضافة إلي كونه يحترم الرأي الآخر علي النقيض من ذلك أصاب بحالة من الاكتئاب عند استضافة د‮. ‬شادي الغزالي حرب لأنه دائماً‮ ‬عبوس ولا يري سوي ما يقوله،‮ ‬وأشعر بأننا قاب قوسين أو أدني من الانهيار،‮ ‬إذا لم نقل لكل ما يقوله آمين،‮ ‬لقد حضر الإعلام عفريت شباب الثورة الذين نسبنا إليهم كل شيء فتحول البعض منهم إلي سكين في ظهور حلم الاستقرار إذا كان هذا مخالفاً‮ ‬لرأيهم لذلك فإن علينا صرف هذا العفريت الآن بالتعامل في برامج التوك شو مع الذين لديهم أفكار وآراء ويحترمون الآخر،‮ ‬وكفانا من نظام التربيطات الإعلامية التي عانينا فيها من قبل،‮ ‬والابتعاد عن فكرة الفلفل والشطة والتحبيشة والخلطة الحارة عند التفكير في اختيار الضيوف أو طرح الأفكار لمناقشتها‮.