رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السينما تقدم صورة العامل مع "ابن الحداد"و"الورشة"

مشهد من فيلم الأيدي
مشهد من فيلم الأيدي الناعمة

فى كل عام يأتي عيد العمال ويمضي وكل ما يربطنا به أنه أجازة رسمية إلي جانب المتابعة النمطية لفيلم «الأيادى الناعمة»..

في هذا العام أردت البحث بين جنبات السينما عن أعمال تناولت حياة العامل، خاصة أن ثمة أفلاماً كثيرة اقتربت من مشاكلهم الرئيسية خاصة في فترة الأربعينيات والخمسينيات كانت الخلفية الأساسية للأفكار السينمائية تقترب من حياة العمال، خاصة فيلم «العامل» الذي شاهده الملك فاروق في دور العرض متخفياً وأصدر أمراً بمنعه من منطلق أنه يحدث ثورة بين العمال للمطالبة بحقوقهم.. وأتساءل: لماذا لا نبحث عن هذا الفيلم ونعرضه، خاصة أنه يستعرض ما كان يعانيه العامل من تلك الفترة وبسببه تم تعديل القوانين الخاصة بالعمل. الفيلم من إنتاج 1943، بطولة: حسين صدقي وفاطمة رشدى، وإخراج أحمد كامل مرسى. وتم إيقاف عرضه بناء على أمر الداخلية وقتها، المؤلف محمد عبدالجواد بخط يده.
وهناك أيضاً فيلم «ابن الحداد» بطولة: يوسف وهبى ومديحة يسرى وفؤاد شفيق وعلوية جميل ومحمود المليجى، قصة وإخراج يوسف وهبى: عن المهندس طه ابن عامل بسيط وصارت له مصانع عديدة، وتزوج من ابنة أحد الباشاوات، فأغدق عليهم المال بغير حساب لكنهم لم يبادلوه الإخلاص. وفوجئ الناس ذات يوم بإشهار إفلاسه وكانت نتيجة ذلك أن واجهت عائلة الزوجة الإفلاس واضطرت الزوجة لأن تعيش معه في غرفة متواضعة، وعندما أيقن أن الزوجة فهمت الحياة فإذا بالزوج يفاجئها بأنه مازال ثرياً.
وفيلم «العزيمة» الذي تم إنتاجه عام 1939 يتعرض إلي مشاكل الحياة الاجتماعية للطبقة المتوسطة المصرية، مثالاً حياً لقصة كفاح مليئة بالإرادة والعزيمة، مقدماً تجسيداً لحالة البطالة التي كانت متفشية في ذلك الوقت.
ويظهر الفيلم أن هناك الكثيرين حتى في الأحياء الشعبية لا يحترمون العامل الشريف والبدلة الصفراء.
وهناك فيلم «الورشة» إخراج استيفان روستى يسافر الأسطى «علي عبدالرحمن» صاحب ورشة في رحلة صيد وتهب عاصفة يختفي بعدها فيعتقد الجميع أنه مات، ويتولى «حسن» شقيق الأسطى «على» أمور الورشة فلا يستطيع إدارتها، فتحاول الزوجة «زينب» إدارة الورشة، يأتي الشاب «أحمد» لإصلاح عربته في الورشة وترتدى ملابس العمال، تتوطد علاقته بالزوجة معتقداً أنها رجل، ثم يكتشف الحقيقة، فيعرض عليها الزواج وفي ميعاد عقد قرانهما يظهر «على» فتعود الأمور إلي ما كانت عليه، ويقرر أحمد أن يوهب حياته للعمل الوطنى بأن ينضم إلي الجيش. وهذا الفيلم لعب علي وتر دور المرأة في العمل.
«النظارة السوداء» ركز على مشكلة

إصابة العامل التي لم يكن العامل يعوض عنها، وكان الفيلم مشجعاً علي المطالبة بها.
أما فيلم «الحقيقة العارية» فإنه ينقل تجربة العمل في السد العالى الذي يعد مشروعاً نموذجياً لفهم قيمة العمل في صناعة تاريخ الشعوب.
وفيلم «باب الحديد»، الذي يقدم صورة لفكرة النقابات العمالية، وهناك فيلم «الناس والنيل» (1968 - 1978)، وهو فيلم وثائقى عن بناء سد أسوان، لمدة أربع سنوات بسبب الرعاة المصريين والسوفييت.. الأعمال الفنية التي اقتربت من العمال كثيرة ولكنها كانت مجرد خلفيات درامية لا تحمل رؤى حقيقية لما يعيشه هؤلاء. ولكنني أرى أن فيلم «الأزمنة الحديثة» عام 1936 بعد أزمة «الـ«وول ستريت» عام 1929، وما سببته من ركود تبعه كساد اقتصادى.
وفي زمن الحداثة وما سبقته من ثورة صناعية، يري شابلن أنها دمرت الإنسانية وسحقت وجوده، وحولته إلي كائن كثير التفكير بمشاكله، وقليل الإحساس بمشاعره، ويبدأ الفيلم بمشهد تتحرك فيه عقارب الساعة دون هوادة، في إشارة لطغيان الوقت، بعد أن صار الوقت يعني «المال» في هجوم علي الرأسمالية.. يعمل شابلن، في مصنع للتجميع، وهو مكان يقوم علي تحويل الإنسان إلى آلة، لا يختلف فيها عن بقية آلات المصنع التي تدور لتطحن العمال، فتحول أجسادهم إلي قطع تابعة وملحقة بالآلات.
لا يسمح لهم بممارسة أبسط الأمور الطبيعية، فلا وقت للحديث مع زملائهم وكاميرات المراقبة ستلاحقه من قبل مدير المصنع، ويقترحون شراء آلة تعمل علي تغذية العمال ذاتياً، لكسب مزيد من الوقت، في مشهد مؤلم وكوميدى، يتم اختيار شابلن لتجربة تلك الآلة.
شابلن طرح به هنرى فورد، مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات في العشرينييات.