شرائط ماسبيرو مهددة بالتلف والسرقة
ملف التراث المرئي يحمل كثيرا من الأسرار والخبايا حذر زميلنا أمجد مصطفي من خطورة تهريب التراث وفتح ملفات كثيرة في هذا الصدد ولم يتحرك أحد للسعي لعودته إلي التليفزيون وقد فرط فيها من قبل صفوت الشريف الذي أهدي هدي عبدالناصر شرائط لوالدها ولا توجد عليها،
بل تعدت آلاف الشرائط وهو ما يؤكد تهريبها مع اختفاء تام لشرائط المباريات القديمة.. ووجود مخطط لتولية بعض المشكوك فيهم لإدارة المكتبات خلال المرحلة المقبلة.لاسيما بعد اكتشاف اختفاء مباريات نادرة لفرق الأهلي والزمالك والمحلة والإسماعيلي والاتحاد ومنتخب مصر ومباريات أخري حضرها الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك وهو ما يمثل إهدار الثروات لا تقدر بمال كما يهدد الإهمال شرائط أخري نادرة توجد خارج ماسبيرو في شقتين بمدينة السادس من أكتوبر بهما قرابة 60 ألف شريط (واحد بوصة و2 بوصة) ويوجد عليهما مواد نادرة جداً لمباريات وجلسات مجلس الشعب وخطب لرؤساء الجمهورية وأفلام وثائقية قد تفسد في أي لحظة لكونها مهملة ومعرضة للمياه والتلف جراء سوء التخزين والحفظ، وفي سبيل ذلك اقترح حاتم هيكل رئيس الإدارة المركزية للمكتبات واللواء نبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن عدة أفكار مهمة من شأنها الحفاظ علي ما تبقي من تراث التليفزيون.
فحسب حاتم هيكل فإنه يرغب في مكتبة خاصة يتم تجميع جميع شرائط التراث فيها سواء تراث (فني - سياسي - اقتصادي - رياضي) باعتبار أن فكرة التراث فكرة متجددة ودائمة، فالذي تراه الآن مجرد مادة عادية هي في الغد مادة تراثية، فالشخصيات والأحداث إذا مر عليها فترة من الزمن أصبحت تراثاً.
لكن المشكلة التي ستواجه مشروعات حفظ التراث تلك تكمن في رفض القطاع الاقتصادي في التليفزيون تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لتنفيذ مشروع الأرشفة الإلكترونية الذي سيوفر للتليفزيون ملايين الجنيهات باعتبار أنه يوفر لكل برنامج 1000 شريط يتم تداولها بين المخرجين والبرامج في اليوم بمعدل شهري 30 ألفاً لكل برنامج، وذلك علي الرغم من أن دراسة كهذه قدمت إلي اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحت عنوان (نظام الأرشيف الإلكتروني) وطالبت بسرعة البدء في تنفيذ مشروعات الحفظ وتقول الدراسة: إن التراث لا يمكن تقديره مالياً وحمايته من الهلاك أو الفقد أو التسرب حيث تتم الاستعاضة عن تبادل الشرائط يدوياً بتبادل المواد من خلال الشبكة كما يجب تعريف هذا التراث وتوثيقه وتفعيل حسن وسرعة البحث والاستفادة من هذا التراث، كذلك ضرورة نسخ للمادة التليفزيونية علي شرائط رقمية تتميز بصغر الحجم وسعة كبيرة وقلة في التكاليف للحفاظ علي المادة المسجلة وإعداد نسخة إلكترونية للمادة التليفزيونية لتتم الاستعاضة عن تبادل الشرائط يدوياً بتبادل (المواد - الأفلام - مسلسلات - مباريات - أغاني).
كما كشفت الدراسة أن النظام الحالي للمكتبات لا يفيد لتعددها فهناك خمس مكتبات منفصلة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهي (تليفزيون - متخصصة - إنتاج -
الدراسة أكدت أن الموجود في المكتبات التليفزيونية الخمس من شرائط يقدر بنحو 433758 وعدد الساعات المسجلة 64324 فقط. يذكر أن ما جري أخيراً بين النادي الأهلي والتليفزيون بشأن تراث مبارياته هو من دق ناقوس الخطر، ففي 2008 طالب النادي الأهلي من التليفزيون رسمياً الحصول علي نسخة من جميع مبارياته سواء قديمة أو حديثة ولكن النقاش الفعلي فيه لم يتم إلا في يناير 2010 بعدما أهمل التليفزيون الرد علي النادي طوال تلك المدة وبعدها عرف أن في مكتبات التليفزيون حوالي 200 مباراة للنادي الأهلي بين قديم وحديث وحاول النادي الأهلي أن يصل إلي أي سعر للشراء لكن التليفزيون لم يمنحه رداً مناسباً بعدما اختلفت إداراته حول طريقة البيع هل يبيع المباراة نفسها بالنيجاتيف أم يبيع حقوق العرض فقط ومن وقتها والشرائط مهملة وتراث لا يقدر بثمن مهدد بالضياع.
وهناك أيضاً صفقة بيع التراث الفني التليفزيوني إلي عام 2004 عندما كانت نادية صبحي، رئيس القطاع الاقتصادي الذي كان منوطاً به عملية البيع والتسويق، حيث تم وقتها بيع ما يزيد علي 11000 دقيقة من الحفلات الغنائية لكبار المطربين المصريين تتضمن حفلات أم كلثوم وعبدالوهاب وشادية وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وعبدالمطلب وفريد الأطرش، وحفلات ليالي التليفزيون لمشاهير المطربين المصريين والعرب المملوكة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وذلك بسعر 10 دولارات فقط للدقيقة بما يخالف الأسعار المعتمدة باللوائح، والتي تتراوح بين 500 و1000 دولار للدقيقة كما أن العقد لم تتحدد فيه مدة زمنية لحق الاستغلال مما يجعل العقد بمثابة عقد بيع وليس حق استغلال. وهذا ما حدث بهيئة الرقابة الإدارية في ماسبيرو، التقدم بتقرير يفيد بوجود مخالفات جسيمة للوائح في الصفقة التي تمت عام 2004.