رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ارتفاع المستوى الفكرى وراء تراجع إيرادات السينما

مشهد من فيلم فبراير
مشهد من فيلم "فبراير الأسود"

إيرادات غير متوقعة لأفلام موسم نصف العام، التي تواصل السينما عرضها حتي الآن، فرغم مستوي الأفلام التي طرحت والتي تتناول الأحداث السياسية الحالية، وإشادة النقاد بمستوي هذه الأفلام.

إلا أنها فشلت في جمع تكاليفها، من بين هذه الأفلام «فبراير الأسود» الذي لم تتخط إيراداته 2 مليون جنيه فى أسبوعه السادس من عرضه في 39 قاعة عرض ورغم أن الفيلم يتناول قضية مهمة في إطار فانتازي يقوم به خالد صالح وأمل رزق، إخراج وتأليف محمد أمين وهو مخرج له تميمة حظ معروفة بموضوعاته الجريئة، إلا أنه لم يحصد تكاليفه، وهو ما حدث أيضاً مع فيلم «الشتا اللي فات» الذي جمع نصف مليون جنيه في أسبوعه الثالث وهو بطولة عمرو واكد وفرح يوسف وإخراج إبراهيم البطوط واستطاع الفيلم أن يستحوذ على جائزة العديد من المهرجانات المصرية والدولية، إلا أنه فشل جماهيرياً، أيضاً فيلم «الحفلة» الذي تكلف أكثر من 15 مليون جنيه في إنتاجه لأنه يجمع النجمين أحمد عز ومحمد رجب لكنه جمع 9 ملايين جنيه في عرضه في 18 أسبوعاً، وهو ما لم يتوقعه الجمهور في لقاء النجمين وهو من إخراج أحمد علاء، وفيلم «هو في كده» أثيرت حوله المشاكل فور عرضه بين مخرجه حسني صالح وبطلة العمل رانيا يوسف إلا أنه فشل في جمع أي إيرادات وخلال 20 أسبوعاً جمع 2 مليون جنيه فقط، وهو نفسه ما حدث مع فيلم «سبوبة» الذي جمع نفس المبلغ منذ عرضه في عيد الأضحى، أما فيلم «علي جثتي» لأحمد حلمي، فحقق حتي الآن 15 مليون جنيه من عرضه في 37 دار عرض وتخطي أسبوعه الـ25 وهو رقم ضعيف لأفلام أحمد حلمي الذي جمع في آخر أفلامه إكس لارج 30 مليون جنيه في 16 أسبوعاً.
سألنا النقاد عن أسباب ضعف تلك الإيرادات، خاصة أن الأحداث السياسية التي تمر بها مصر كانت مؤثرة أيضاً علي فيلم «عبده موتة» ورغم ذلك جمع إيرادات خرافية، وسألناهم عن توقعاتهم لإيرادات أفلام الصيف التي تجمع العديد من نجوم الشباب من بينهم أحمد مكي بفيلم «سمير أبو النيل» للمخرج عمرو عرفة، وفيلم «الحرامى والعبيط» لخالد صالح وخالد الصاوي من إخراج محمد مصطفي، وفيلم «تتح» لمحمد سعد من إخراج سامح عبدالعزيز، و«نظرية عمتى» للمخرج أكرم فريد.
يري طارق الشناوي أن سبب ضعف تلك الإيرادات يرجع لضعف مستوي الأفلام ففي فيلمي «الحفلة» و«إكس لارج» كانت بهم مشاكل في السيناريو والإخراج أدوا إلي عدم تحقيقهم إيرادات ضخمة كما هو متوقع لأبطالهم، لأنهم نجوم شباك، أما فيلما «فبراير الأسود» و«الشتا اللي فات» لا يقوم ببطولتهما نجوم شباك، فعمرو واكد وخالد صالح نجمان كبيران لكنهما لا يجمعان إيرادات، كل فيلم فشل في جمع الإيرادات لأسباب خاصة به، فبالنظر لإيرادات فيلم «الشتا اللي فات» متوقعة لأن الفيلم من نوعية الأفلام المستقلة فهو يحوي العديد من الارتجال في الحوار والمخرج لا يفكر في تقديم مفردات جماهيرية ترضي الجمهور، أما فيلم «فبراير الأسود» فكانت

تجارب مخرجه السابقة بها حس جماهيري أعلي لكن في فيلمه هذا افتقد إلي براعة الخيال فهو خيال كسيح، والقالب الفانتازي الذي لجأ إليه المخرج لابد أن يذهب لآفاق أبعد بكثير مما يظهر في الفيلم، فالفيلم أسير الواقع ولم يحقق المطلوب منه.
وعن توقعاته للإيرادات في موسم الصيف القادم أكد الشناوى أن فيلم أحمد مكي «سمير أبو النيل» من الممكن أن يجمع إيرادات لأن الجمهور يعرف أنه سيدخل الفيلم ليضحك، أيضاً لقاء خالد صالح وخالد الصاوي في فيلم «الحرامى والعبيط» يخلق ترقباً للفيلم.
اعتبرت الناقدة خيرية البشلاوى أن الأحداث هى السبب في تراجع الإيرادات بهذا الشكل وهذا لا يتوقف فقط علي الحالة الاقتصادية للجمهور لكن مزاج الجمهور السياسي أصبح لا يتحمل مجموعة من الأفلام، لأنها لا تعطي وجبة الترفيه للجمهور، فهو ما يفسر سر نجاح فيلم «عبده موتة» في تحقيق إيرادات، وأيضاً فيلم «ساعة ونصف» لأنهما قدما نماذج تتناسب مع مذاق الجمهور، وتناولت شخصيات قريبة من الشارع، أما الأفلام التي لم تحقق نجاحاً هذا الموسم فكانت تسير علي هامش اهتمامات الناس، وجرعة الترفيه التي تناقشها ليست كافية لأن يدفع الجمهور التذكرة ويدخل لها، وهذا ما يفسر عدم تحقيق أفلام أخرى لإيرادات كبيرة بنجوم محبوبين مثل أحمد حلمي وأحمد عز لأنها لم تراع المتفرج صاحب المذاق المتقلب والذي يؤثر عليه الواقع اليومي سلباً.
وعن توقعها في إيرادات الموسم القادم قالت إن فيلم «تتح» لن يجمع إيرادات لأنه يقدم شخصية نمطية والجمهور يعلم تماماً ماذا سيقدم، فالفيلم سلعة تجارية وليس سلعة ثقافية، وهذا ما يفسر فشل فيلم مثل «فبراير الأسود» و«الشتا اللي فات»، فهي أفلام جادة ولكن ليس كل فيلم جاد قادراً أن يجمع إيرادات، واختتمت حديثها مؤكدة أن معايير الجمهور تغيرت في اختيار أفلامهم، فلم يعد اسم البطل يجمع إيرادات، ولم يعد الرقص البلدى أو المشاهد الجنسية تميمة نجاح، لكن كيفية صناعة شخصية من الشارع ومعالجتها بشكل محترم هو ما يجذب الجمهور الآن.