رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحيى خليل: شعرت بالخطر على مصر عندما رأيت "العسكرى" يحمى الكنيسة

الفنان يحيى خليل
الفنان يحيى خليل

يعتبر الفنان الكبير يحيى خليل من المحطات المهمة فى التاريخ الموسيقى المصرية للعديد من الأسباب أهمها على الإطلاق أنه رائد موسيقى الجاز فى مصر واستطاع أن يبتكر لها محتوى جديداً يجمع بين الشرقية المصرية وبين جذور هذا الفن فقدم الجاز المصرى بعد رحلة موسيقية فى أمريكا بدأها قبل عام 67 من القرن الماضى.

وعاد من هناك محملاً بأحلام كثيرة مع أواخر السبعينيات، وبمجرد عودته لجأت إليه شركات الإنتاج المصرية لكى يكون صانع النجوم، خاصة أن سمعته كانت قد وصلت إلى مصر قبل حضوره عبر أسماء كبيرة مثل عمر خورشيد وهانى شنودة وغيرهما، وبالفعل كان «خليل» فى الفترة الأخيرة من السبعينيات هو قبلة شباب المطربين، وبالفعل قدم منها أسماء نجوم كبار فى عالم الغناء الآن، ولم يكن «يحيى» هو طابع البوستة فقط لنجاح أى مطرب لكن قدم شكلاً جديداً للحفلات الغنائية المصرية البعيدة عن الشكل الكلاسيكى الذى كانت عليه قبل حضوره.
يحيى خليل كان بمثابة الجسر الذى وصل بين جيل العمالقة الذى كان يمثله بليغ حمدى والموجى والطويل ومحمد سلطان وبين أجيال أخرى جاء بعدهم. يحيى خليل حمل لواء التطوير فى وقت كانت مصر غارقة فى دولة عبدالحليم حافظ ورفاقه، فجاء مثل النغمة الجديدة ليفتح نافذة أخرى لأجيال وأجيال، هذه الأيام يدخل يحيى تجربة جديدة مع الغناء عبر فرقته الموسيقية من خلال تسجيل ثلاثة أعمال موسيقية الأولى «بحلم» كلمات عبدالرحيم منصور وألحانه والثانية «بنادى على كل واحد فى مصر» كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام ورؤية يحيى خليل والثالثة يعيش أهل بلدى.. كلمات نجم وألحان يحيى خليل وكان معه هذا الحوار:
> فى البداية ما حكاية هذه الأغاني؟
- الأولى وهى «بحلم وفى الحلم راحة بحلم فى عالم غريب.. بحلم ومش لاقى راحة..لا م القريب ولا م الغريب».
هذه الرباعية كان قد كتبها لى الراحل عبدالرحيم منصور وهى تجسد شخص يحيى خليل، كما رآه «منصور»، وخلال وجودى فى أمريكا لإجراء جراحة بالعمود الفقرى قبل ثمانية أشهر وجدت نفسى أغنيها بهذا الشكل وبالفعل جئت راغباً فى تقديمها للناس ولأنها رباعية فكرت فى إضافة رباعية أخرى أيضاً لعبدالرحيم منصور، وهى على كل لون الحياة على كل لون يا بشر.. بشر بتخلق حياة وبشر بتقتل بشر.
أما الثانية فهى فى ذهنى منذ سنوات والثالثة كتبها لى «نجم» وهى تقول يعيش أهل بلدى وبينهم مافيش.. تعاطف يخلى التالف يعيش.. تعيش كل طايفة من التانية خايفة وتنزل ستاير بداير وشيش.
> هذه الأغانى رغم أنها كتبت فى أوقات لم يكن النظام الحالى يحكم مصر لكنها تبدو مواكبة لما نعيشه؟
- صحيح وهذا هو الإبداع وهذه الأغانى لا تتناسب مع المرحلة الراهنة فقط لكنها تناسب كل دول العالم الثالث التى تكمم أفواه مواطنيها وشعوبها مازالت تبحث عن الحرية.
> هل كنت تتخيل غناء هذه الأعمال بعد ثورة يناير باعتبارك أحد المشاركين فيها؟
- بصراحة لم أكن أتوقع هذا، كان تصورى أن الدنيا هتنور لذلك كنت أعد شكلاً آخر من الغناء.
> ما الذى دفعك لتسجيلها خاصة أنك قدمتها على المسرح؟
- المسرح مهما كان عدد جماهيره فهو ليس كل الناس لذلك فكرت فى تسجيلها على أسطوانات ثم عرضها على اليوتيوب وعلى الفضائيات حتى تصل إلى كل الناس.
> استمعت للأعمال ووجدتك تعتمد على أصوات فرقتك لماذا لم تعتمد على مطرب شاب؟
- أغلقت منذ فترة الجمعية الخيرية لنشر المطربين، عملت هذه الحكاية عندما عدت من أمريكا وبالفعل قدمنا مطربين لكن خلاص أغلقت هذه الصفحة من حياتى.
> من خلال الأعمال الثلاثة التى تقدمها واضح أنك مهموم كثيراً بما يحدث؟
- أكيد لأن مصر دولة كبيرة جداً وما يحدث فيها كثير عليها، وبالمناسبة ما حدث مع فيلم يهود مصر هو صفعة جديدة ضد الحريات وقتل للإبداع، هذا العمل السينمائى حضرته أثناء العرض الأول فى سينما جالاكسى وبكيت عندما شاهدته لأن الشباب عامل فكرة جميلة.
> ربما يكون المنع لأنه عن اليهود؟
- هم مصريون فى الأساس وديانتهم يهودية، وكثير منهم كان وطنياً ومنهم أيضاً من لم يكن وطنياً لكنهم فى النهاية مصريون، وهنا لابد أن أشير إلى أن الدين لله والوطن للجميع، نحن عشنا فى مصر نحترم كل الأديان جارى وزميلى وصديقى قد يكون مسيحياً فما هو

المانع إحنا تربينا فى مصر على كل الأديان، مصر كانت جنة بهذه المعاملة، أنا أرى أن التعصب جهل والجهل أخرنا، مصر كانت يجب أن تكون فى مكان آخر، انت قلت المنع علشان اليهود إليك هذه القصة وربما كثيرون يعرفونها أحد اليهود أعطى المخابرات المصرية خطة العدوان الثلاثى على مصر لكى نأخذ حذرنا وهو اسمه هنرى كوريل صاحب محلات شيكوريل، وعندما أبلغهم سخروا منه واعتبروه يضللهم وفوجئوا بالأمر، ووعدوه بإعادة الجنسية المصرية له ولم يفوا بالوعد وفى النهاية تم اغتياله على يد الحركات الصهيونية.
وبالمناسبة أنا شعرت بالحزن على الوطن واستشعرت بالخطورة منذ أن شاهدت عسكرى الشرطة لأول مرة يقف ليحمى الكنيسة هنا أيقنت أن هناك شيئاً خطأ ونتيجته ما وصلنا إليه من تخلف، وطبعاً مشهدالعسكرى هذا حدث منذ عقود.
وهذا الرجل هنرى كوريل كان يدعم الثورة الجزائرية بالمال، هل تريدأمثلة أخرى، كل ما أود قوله إننا يجب ألا نحاسب الناس على حسب خانة الديانة.
> كيف ترى عملية التحرش الدائم من الدولة بالفنانين والإعلاميين؟
- له دلالة واحدة أنهم يريدون تكميم الأفواه، إنهم يخشون الإبداع لأنه قائم على الصراحة، هم لا تشغلهم حرمانيته من عدمها لكن تشغلهم عملية تنوير الناس، فالفن والإعلام سوف يجعل مدارك الشعب تعمل لذلك هم يفعلون هذا.
> هل ترى فى رحيل الرئيس مرسى حلاً لأزمتنا الراهنة؟
- بالعكس رحيله قد يسبب أزمة أكبر، لكن من محاسن هذه المرحلة أننا اكتشفنا عيوبنا.
> قلت إن مصر دولة كبيرة لا تستحق ما هى فيه؟
- نعم وهذا لم ألاحظه من السنوات الأخيرة، لكننى عشته وأنا فى أمريكا عندما كانوا يعرفون عن ظهر قلب السادات وعمر الشريف، وكان علينا أن نستكمل هذا المشوار، لكن نقول إيه.
> بعد عودتك من أمريكا حدثت طفرة فى عالم صناعة الأغنية التى تعانى الركود.. هل من حل؟
- أرى أن الأزمة سوف تحل على يد الشباب الذين هم فى سن 16 و17 سنة الأمل فيهم لأنهم ينظرون نفس نظرتنا للأمور عندما كنا فى سنهم وأنا الحمد لله نجحت فى هذا وهم سيفعلونها.
> إذن الموجودون الآن غير قادرين على استعادة الصناعة لبريقها؟
- الفن يحب المغامرة وأتصور أن هذه الروح لدى الشباب أكثر ليس فى الغناء فقط لكن فى السياسة والاقتصاد وكل شىء.
> 50 سنة جاز هل لك أحلام لم تتحقق؟
- أنا أعيش بأحلامى وكلما تحقق حلم أسعى للآخر لذلك عشت 50 سنة كفنان.
> هناك اتجاهات كثيرة ظهرت فى عالم «الجاز» أنت أحد أركانها؟
- هذا صحيح هناك كلاسيكال جاز الذى يمزج بين الجاز وموسيقى باخ واشتهر به جاك لوسييه فى فرنسا وهناك الأفريكان جاز وهناك لاتين جاز والأورينتال الذى قدمته أنا فى مصر واعتمدت فيه على المزج بين الموسيقى الشرقية، وظهر فى أعمال أم كلثوم وفيروز وعبدالحليم التى قدمتها وكذلك بعض مؤلفاتى.