تغيير تاريخ موت عبدالوهاب حتي لا يتعارض مع ميلاد مبارك
لا أقصد من هذه اللقطة الهجوم علي الرئيس السابق حسني مبارك، والرجل حالياً يتعرض لهجوم يهد جبالاً، ولكني أرصد هنا
مدي حالة النفاق والكذب التي كانت سائدة في مصر طوال 30 عاماً ماضية، تحل غداً الذكري العشرين لرحيل موسيقار الأجيال الذي توفي تحديداً في الساعة الثانية عشرة و20 دقيقة يوم السبت 4 مايو 1991.
ووافق هذا اليوم عيد ميلاد الرئيس السابق، وفي العام التالي مباشرة قالت كل وسائل الإعلام إن عبدالوهاب رحل يوم 3 مايو، واستمر هذا الوضع طوال العشرين عاماً الماضية، مستغلين حالة أن عبدالوهاب مات في منتصف ليل الجمعة 3 مايو، ولكني عشت هذه اللحظة وأهوي الدقة الشديدة في هذه التواريخ المهمة.
لهذه الدرجة بلغت حدة النفاق والكذب وخصص يوم 4 مايو بالإذاعة والتليفزيون للاحتفال بعد ميلاد الرئيس السابق، بل وسجل التاريخ أن عبدالوهاب مات يوم 3 مايو.
والسؤال هل كان يضر الرئيس أن يكون عيد ميلاده هو يوم رحيل عبدالوهاب، أعظم من غني ولحن في تاريخ الأغنية؟ هل كانت ذكري رحيل عبدالوهاب تنغص علي أسرة مبارك لدرجة تزييف التاريخ، علي فكرة عبدالوهاب كان صديقاً حميماً لمبارك، كما كان صديقاً للسادات وعبدالناصر، بحكم مكانته الفنية الكبيرة، وألحانه وأغانيه التي عبرت عن الوطن في الانتصارات والانكسارات.
بعد ثورة 25 يناير كفانا تزييفاً ونفاقاً للحاكم.
محمد عبدالوهاب الذي نحتفل غداً بالذكري العشرين لرحيله يعجز القلم عن وصفه.. صوت رائع وملحن
أغانيه كانت عنواناً للمعاني الراقية يكفي الحبيب المجهول وعاشق الروح والجندول وكليوباترا، وحدث ولا حرج عن روائعه اللحنية لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ووردة ونجاة وغيرهم كثيرين ورحل رغم أنف الجميع يوم 4 مايو 1991 تاركاً كنزاً من أعذب الأغنيات والألحان.
لقاء السحاب
عمل عبدالوهاب مع كوكب الشرق أم كلثوم في العديد من الأعمال الفنية وكان أول عمل بينهما خلال أغنية أنت عمري ثم توالت الإبداعات الفنية وأنتجتها لهما صوت القاهرة ومنها (علي باب مصر ـ إنت الحب ـ أمل حياتي ـ فكروني ـ هذه ليلتي ـ ودارت الأيام ـ أغداً ألقاك ـ ليلة حب ـ ظلمنا الحب ـ اسأل روحك ـ ح اسيبك لزمن ـ حكم علينا الهوي ـ للصبر حدود ـ وحب إيه).
وتطرح الشركة كل هذا التراث الفني علي أسطوانات وكاسيت في أفرع البيع المنتشرة علي مستوي الجمهورية.