أفلام 2011 بين الثورة والرئيس والهانم
ماسورة أفلام انفجرت في الصحف المصرية لا علي شاشات السينما بعد إعلان الكثير من المخرجين عن استلهام ثورة 25 يناير في أفلامهم القادمة
وأكد العديد من التصريحات أن الأفلام التي تكتب سيناريوهاتها حالياً تتعرض لكواليس الأيام الأخيرة للرئيس المخلوع، كما أكد البعض الآخر أنه حصل علي معلومات موثوقة من داخل قصر العروبة توضح الانقسام الذي حدث بين شخصيات النظام السابق خلال الدقائق الأخيرة.
ويبدو أن شهوة المبدعين المستعرة لتقديم شخصية الرئيس التي اعتبرها النظام السابق من المحرمات وقامت الرقابة علي المصنفات الفنية بوضعها تحت لافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير هي السبب في توارد الخواطر الذي جمع شمل عدد من مخرجي السينما المصرية علي فكرة واحدة.
والغريب أننا لا نستفيد من تجاربنا السابقة لنعلم تمام العلم أن استغلال الاحداث الكبيرة ليس شرطاً لتحقيق النجاح في شباك التذاكر لأن المصريين اذكياء للغاية ولا يمكن لشخص أياً كان أن يخدعهم بمجرد تلميحات براقة بلا مضمون.
وهذا ليس اتهاما لاصحاب هذه الأفلام بأنهم لا يقدمون مضموناً أو شكلاً فنياً لأننا لسنا ممن يحكم علي الأفلام قبل مشاهدتها ولكن المؤكد أن رصد الاحداث التي جرت في قصر العروبة قبيل تنحي الرئيس أو خلعه أمر مستحيل مع حرص القوات المسلحة علي السرية التامة لأنها تهتم بالنتائج أكثر من اهتمامها بالمقدمات كما أن شرف البدلة العسكرية التي ارتداها الرئيس السابق جعل الجيش المصري منحازاً للرئيس في الحفاظ علي هيبته وهو ما جاء في البيان الأول بعد إزاحة الرئيس وقدم وجه القوات المسلحة الذي لن ينساه المصريون أبداً تحية للرئيس قبل أن يقدم تحية عسكرية للشهداء الذين ماتوا دفاعاً عن الحرية.
والمؤكد أن كواليس قصر العروبة لا يمكن أن تقدم في فيلم سينمائي إلا بعد الافراج عن أسرار ثورة 25 يناير من قبل القوات المسلحة التي كانت القوة المسيطرة علي مجريات الأمور في قصر العروبة وغيره من ربوع مصر العامرة ومن يدعي أنه يمتلك أسرار الغرف المغلقة في القصر الرئاسي كمن يدعي مسئوليته عن ثورة 25 يناير فلا فرق كبير بينهما ولأن الانطباعات الأولي تدوم فقد يقوم بعض المؤلفين بترك انطباعات خاطئة عند جمهور السينما في حالة تقديم معلومات مغلوطة عن ثورة يناير التي كان الرئيس السابق جزءاً لا يمكن إغفاله في التعبير عن احداثها التي كانت تسير بفعل ورد فعل طوال ايامها الثمانية عشر.
وما يمكن أن نثق فيه أن القوات المسلحة لن تسمح
وبعيداً عن القوائم السوداء والبيضاء يمكن أن نلاحظ في أفلام الرئيس المخلوع أن معظم صناعها لم يكونوا ضمن ثوار 25 يناير في حين أن اسماء مثل المخرج يسري نصر الله وشريف عرفة ومروان حامد وكاملة أبو زكري اكتفوا بالاشتراك في صنع مجموعة من الأفلام القصيرة تحت عنوان »18 يوم« الذي من المقرر أن يعرض علي هامش مهرجان »كان« السينمائي ولم يفكر أحد منهم في سلق فيلم تجاري عن الثورة والرئيس والهانم كما اعلن نجوم شاركوا في الثورة مثل عمرو واكد وبسمه وآسر ياسين وخالد أبو النجا أنهم غير متعجلين لتقديم أفلام عن ثورة 25 يناير، كما رفض بعضهم تغيير سيناريوهات الأفلام التي شاركوا في تصويرها أثناء أو قبيل الثورة لإقحام ما يمكن اعتباره استغلالاً لثورة يناير وشهدائها.
وكل ما نتمناه أن تبدأ السينما المصرية عهداً جديداً تختلف فيه المعايير المتعارف عليها في تقديم الأفلام لشباك التذاكر فهجر المصريين للسينما الآن ليس بسبب حظر التجول ولكن لإيمانهم بعدم جدواها أو اهميتها لأنها اشبه بعلبة الفيشار التي لا تسمن ولا تغني من جوع.