مهرجان كان السينمائي يقدم تحية للثورة المصرية
أخشي أن نكون قد فرحنا أكثر من اللازم قبل أن نتبين الحقيقة، طالعتنا بعض الصحف منذ أيام بخبر جعل الكثيرين منا يطيرون فرحاً
ويبتهجون لأننا وصلنا للعالمية من أوسع أبوابها دون أن نفعل شيئا، يقول الخبر إن مهرجان كان السينمائي الدولي قرر أن تكون مصر هي ضيفة شرف الدوره الـ64 التي سوف تقام في الفترة من 11- 22 مايو المقبل! ولم يذكر الخبر كيف ستكون السينما المصرية ضيف الشرف دون أن تعرض لها أفلام حديثة أو قديمة، ودون استضافة أي من رموزها، ولأنني احترم مقولة الفيلسوف "دي كانت" أنا أشك إذن أنا موجود، واحترم أيضاً مقولة الموسيقار عبدالوهاب "الشك يحيي الغرام"، فاسمحوا لي أن أمارس فضيلة الشك، وأعود إلي أصل الخبر، المترجم إلي الإنجليزية عن الكلمة التي ألقاها جيل جاكوب بالفرنسية في المؤتمر الصحفي الذي أقيم الأسبوع الماضي، وأعلن فيه برنامج المهرجان والأفلام التي سوف تشارك في أهم الاقسام وهي المسابقة الرسمية، وبرنامج "نظرة خاصة"، وقدم تحية إلي الشعب الياباني الذي ابتلي بكارثة طبيعية وتعامل معها بأسلوب متحضر، وصمم علي تجاوزها، كما وجه تحية للثوار في تونس ومصر، واختتم كلمته بأن مهرجان كان يسعده أن تكون تلك الشعوب ضيف شرف المهرجان! ولم يوضح الكيفية أو الوسيلة التي سوف يحول بها تلك الكلمات، إلي إجراءات عملية، فلو كان الأمر كما فهمناه وأعلناه، وأن مصر سوف تكون ضيف شرف الدورة القادمة لمهرجان كان، فمعني ذلك أن اليابان وتونس سوف تشاركان في هذا الشرف، ولكن كيف هل بعرض أفلام من كل دولة، يبقي كده وقعنا في "مطب بايخ"، لأن السينما اليابانية عندها بدل الفيلم مائة يمكن أن يعرض في هذه المناسبة، وتونس يمكن أن تكون مدكنة "فيلمين تلاتة" طب والسينما المصرية كيف يمكن أن تساهم في تشريف شعبها؟؟ وأكيد أنت فاهم وأنا فاهمة أن أفلامنا، خاصة تلك التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة، لا تسر عدواً ولا حبيباً، وموضوعاتها لا تهم أحدا غيرنا، والكام فيلم اللي إحنا بنبعتهم في كل مهرجان وهم "رسائل بحر" و"إحكي يا شهرزاد"، و»المسافر«، داخوا من اللف علي كل مهرجانات العالم! وأغلب الظن وليس كل الظن إثماً، أن الحكاية لن تخرج عن كلمة مجاملة قالها جيل جاكوب رئيس مهرجان كان، لتحية الشعب الياباني والتونسي والمصري، يعني مفيش داعي نشيط قوي ونتشعلق في الكلمة ونبني عليها آمالاً وأحلاماً، خاصة أن برنامج المهرجان قد تم إعداده، وإعلانه يعني افلامنا لو شاركت يبقي حاتتعرض علي الهامش، ثم ماذا نفعل في الجماعة بتوع التطبيع الذين يقومون الدنيا ولا يقعدونها عندما يشارك نجم مصري في أحد الأفلام العالمية ثم يتضح إن كان بالفيلم ممثلة ثانوية إسرائيلية، فهل نرفض التكريم لو حدث مراعاة لخاطر هؤلاء خاصة أن السينما الإسرائيلية تشارك بفيلم في المسابقة الرسمية وفيلم آخر في قسم نظرة خاصة؟ أظن دول شكلهم حايبقي وحش قوي السنة دي؟ أما الخبر الجيد المضمون فهو أن المخرج يسري نصرالله ومعه تسعة من المخرجين المصريين قد انتهوا من عمل فيلم، يضم عشر حكايات عن ثورة يناير، وشارك في تقديم تلك الحكايات السينمائية مروان حامد، كاملة أبوذكري، هالة خليل، ويستغرق زمن كل فيلم خمس دقائق، وهي تجربة تشابه ما تم تقديمه في فيلم »باريس أحبك«، وهو فيلم شارك في إخراجه عشرة من أهم مخرجي السينما العالمية، كل منهم يقدم رؤيته السينمائية عن باريس! وأعتقد أن الفيلم المصري الذي لم يتحدد اسمه حتي الآن يمكن أن يعرض في الجناح المصري في المهرجان، وهذا أمر جيد، ومساهمة إيجابية! نتمني أن تلقي ما تستحقه من اهتمام النقاد وجمهور المهرجان!
- تم اختيار الفيلم الأمريكي منتصف الليل في باريس للمخرج "وودي في حفل الافتتاح وهو من بطولة أوين ويلسون، وراتشيل ما كآدامز والفرنسية الجميلة ماريون كوتيلار، وكارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي! وأعلنت إدراة المهرجان تكريم الممثل الفرنسي المخضرم جان بول بلموندو، الذي كان من أشهر نجوم سنوات الستينيات بعد تألقه في فيلم "علي آخر نفس" للمخرج "جان لوك جودار" أحد أقطاب الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، ويرأس لجنه تحكيم أفلام المسابقة الرسمية الممثل الامريكي روبرت دي نيرو، أما قسم "نظرة خاصة" فيرأس لجنة تحكيمه المخرج الصربي "إمير كوستاريسيا"، من الأفلام التي سوف تعرض خارج المسابقة، الجزء الرابع من سلسلة قراصنة الكاريبي إخراج روب مارشال، وبطولة جوني ديب وبينلوب كروز، وجيفري راش، كما يعرض أحدث فيلم من إخراج الممثلة الامريكية جودي فوستر"بيفر" وهو من بطولة ميل جيبسون.
- تضم المسابقة الرسمية 19 فيلماً، معظمها لمخرجين اعتادوا المشاركة في المهرجان مثل الإسباني بيدرو ألمودوفار،الذي يقدم فيلمه "الجلد الذي أعيش فيه"the skin I live in من بطولة انتونيو باندرايس وتدور أحداثه حول جراح تجميل يتعقب مجموعة من الشباب لينتقم منهم بعد اغتصابهم لابنته الوحيدة، وتشارك في البطولة "إلينا أنايا" و"بلانكا سوريز"، وبلغت تكلفة الفيلم 13 مليون دولار، أما المخرج والممثل الإيطالي "ناني مورتي" فيشارك بفيلم "قداسة البابا" وهو من بطولته مع "فرانشيسكو بيكولوا"، وتدور أحداث الفيلم حول بابا الفاتيكان الذي يعاني من توتر عصبي ومعالجه النفسي الذي يؤدي دورة "ناني موريتي"، ويقدم المخرج التركي "نوري بيلج جيلان" فيلم "حدث ذات يوم في الأناضول" بطولة نجم السينما التركية "يلمظ أردوجان" وتدور أحداثه التي يتكتم المخرج وفريق العمل تفاصيلها حول علاقة جدلية بين مفتش مباحث وطبيب! أما الإخوان "جان بيير ولوك داردين" فيقدمان فيلم "الطفل والدراجة"وكان عنوانه الأول "اطلق سراحي"، وتدور احداثه حول طفل في التاسعة من عمره يتخلي عنه والده، فيلجأ إلي امرأه تعيش في الجوار يصبح الطفل محور حياتها، الأخوان داردين حصلا مؤخرا علي السعفة الذهبية في عام 2009 عن فيلم "صمت لورنا"، وعن حياة الغواني في بداية القرن العشرين تدور أحداث فيلم "ذكريات منزل قريب"
أما المخرج الدنماركي لارس فون ترير فهو يشارك هذا العام بفيلم "ميلانكوليا" تدور قصته حول علاقه بين شقيقتين ترتبط بتصادم نيزك مع كوكب الأرض الفيلم خيال علمي تشارك في بطولته كريستين دانتست، وتشارلوت جانسبورج التي حصلت العام قبل الماضي علي جائزة أفضل ممثلة، وكان آخر فيلم يشارك به المخرج في عام 2009 باسم »anti Christ« وكان مرشحا للسعفة الذهبية، وسبق أن فاز بها في عام 2002 مع فيلم »راقصة في الظلام«، وتشارك السينما الإسرائيلية بفيلم للمخرج جوزيف سيدار باسم" موقع قدم" والمخرج سبق حصوله علي جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين الماضي!
وقد تم إختيار فيلم "بلا راحة"restless للمخرج جاس فان سانت لافتتاح قسم نظرة خاصة، ويدور في أجواء من العنف بين المراهقين، وكان أول فيلم يشارك به المخرج في مهرجان كان في عام 1995 باسم »أن تموت من أجل«" الذي لعبت بطولته نيكول كيدمان، كما حصل جاس فان سانت علي السعفة الذهبية في عام 2003 عن فيلم " الفيل" الذي تدور أحداثه حول واقعة حقيقية ومؤسفة دارت في إحدي المدارس الثانوية عندما استل أحد الطلبة سلاحاً نارياً وهاجم زملاءه وأساتذة المدرسة وأطلق عليهم النار فسقط منهم عشرات القتلي ومئات الجرحي، وتشارك المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي بأحدث أفلامها "والآن إلي أين نتجه" وتستعرض فيه تعقيدات القضية العربية بعد مؤتمر "أوسلو"، وكان فيلمها الأول الذي شاركت به في قسم نظرة خاصة منذ أربعة أعوام "سكر بنات" وأصبحت بعده من الوجوه المعروفة في مهرجان كان، والجدير بالذكر أن أفيش المهرجان هذا العام يحمل صورة النجمة الأمريكية فاي دونواي نجمة الستينيات، وقد اشتهرت بدورها في فيلم بوني وكلايد.