عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أفلام مظاهرات 1968 صورة فرنسية من 25 يناير

بوابة الوفد الإلكترونية

أحياناً عديدة يكون الملاذ في ظل ما يحدث من تجاوزات خارج إطار العقل والمنطق بالبحث في التاريخ الإنساني لعل وعسي تجد تفسيراً لهذا التخلف والجحود الإنساني الذي نحياه الآن مع نظام فاشي يتسلي بموت شعبه باسم الديمقراطية التي جاء بها الصندوق

ولأن السينما هي ذاكرة الشعوب فهذا يقربك ويفسر لك بعضاً مما يحدث الآن, وفي الحقيقة أن مظاهرات الطلاب في فرنسا بها أبعاد كثيرة مع ثورتنا والأفلام التي قدمت عنها كانت ذات أبعاد مؤثرة علي المجتمع بأكمله واستطاعت رصد ما حدث بشكل يقربك من واقع الأحداث ومع المخرج الفرنسي باتريك روتمان وفيلمه «68» المعتمد علي كم هائل من الوثائق المصورة، النادرة التي نراها للمرة الأولي، منها لقطات بالألوان لانتفاضة مايو 1968 في باريس.
والذي كان مشاركاً فيها وشاهداً عليها لكونه طالبا في السوربون في ذلك الوقت من 1968 عام الثورة والغضب والتمرد والاحتجاج ضد الفقر والظلم والتفرقة العنصرية، والأهم مقدماً الثورة من أجل الفكر الجديد والنظام التعليمي المتقدم  والاعتراف بالحقوق المدنية، مستعرضاً الأغاني السياسية الغاضبة لجيمي هندركس وبوب ديلان وجيم موريسون وجانيس جوبلن، فنري تدخل الشرطة العنيف الذي يقابله التحام واتحاد العمال مع الطلاب والمثقفين، الذي أدي بنا إلي الإضراب العام متنقلاً بين باريس وبراغ وواشنطن والمكسيك، لنري انتفاضة «ربيع براغ» في تشيكوسلوفاكيا ضد البيروقراطية السوفيتية، وزعيم الحركة وزعيم الحزب الشيوعي ألكسندر دوبتشك، منتهياً بمصرع الثائر العظيم جيفارا.
الطريف أن الفيلم أظهر أن ما يحدث الآن هو ما حدث بالأمس، فما يفعله الإخوان من قلب للحقائق هو ما فعله مبارك، هو ما فعله ديجول، فالجميع عندما يكونون في السلطة يستطيعون تقليب الجماهير ضد الثورات واستغلال الموقف وإعلان تدخل قوات الجيش والتأكيد أن كل مايفعلونه هو لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي التام.
ينقل الفيلم لك دخول القوات السوفيتية وقوات حلف وارسو براغ، وكيف واجهها السكان، واستعان الفيلم بالمقابلات المصورة من الفترة نفسها، والبرامج التليفزيونية والإذاعية والأغاني، إنه أحد الأفلام الوثائقية المعبرة عن الواقع والثورة في كل مكان، التي تبدأ دائماً بالطبقة المخملية، فمثلما حدث في مصر في 25 يناير كانت المظاهرات الباريسية انطلقت من مركز الفيلم الفرنسي La Cinémathèque française، بعد أن قام وزير الثقافة أندريه مالرو بإلغاء الدعم للمركز، مما أدي إلي خروج فنانين ومثقفين كبار إلي الشوارع للتظاهر.. وكان من بين المتظاهرين الخمسة آلاف، رواد حركة الموجة الجديدة Nouvelle

Vague «فرانسوا تروفو، وآلان رينيه، وجون لوك جودار، وجون بيير لود، وكلود جيد كانت»، وكان جان بول سارتر في صفوف المتظاهرين الذين تعرضوا للضرب علي أيدي رجال الشرطة، يشهد بالتضامن بين السينمائيين والمثقفين، الذين لم يعودوا ينظرون إلي السينما باعتبارها وسيلة لإيهام الجماهير والسيطرة عليهم، بل وسيلة للتعبير ومؤيد للثورة الاجتماعية.
المخرج الفرنسي الشهير أوليفييه أسايس له فيلمapres mai  «بعد مايو» أو something in the air والفيلم يدور في أوساط مجموعات الطلاب الفوضويين واليساريين في باريس بعد فشل انتفاضة مايو 1968 في محاولة يائسة لاستعادة «الثورة» الطلابية الفوضوية الموجهة ضد الدولة، وفي خضم تلك الأحداث العنيفة، التي تشمل الحرق والتدمير والتفجيرات، تنشأ قصص حب، تنتهي نهايات متفاوتة.
يأخذنا أوليفييه الي السبعينات، وما حملت معها من أحلام في مرحلة ما بعد «آيار 68» أحلام تحطمت تدريجاً أمام النظام المفروض وذابت في شدة الأحداث معتمدا علي تفاصيل من سيرته الشخصية، عائداً إلي خصوصية مستنداً إلي تاريخ بلاده بنظرة نقدية، بعد سنوات من حدوثها وبالتالي تكون النظرة موضوعية بعيدة عن تأثير الأهواء الشخصية.
وهناك أفلام أخري اقتربت من تلك المظاهرات وعرضت في مصر مؤخرا ضمن احتفالية الفيلم الأوروبي ومنها الفيلم الفرنسي «الموت في الثلاثين»، إخراج رومان جوبيل، وتدور أحداثه حول إحدي الشهادات الفارقة المتعلقة بما أطلق عليه «ثورة الطلاب» في فرنسا عام 1968، وفيلم فرنسي آخر بعنوان «الهواء الأحمر»، من إخراج كريس ماركر، ويضم مقابلات مع عدد من القادة الشيوعيين، والطلاب، وعلماء الاجتماع، عما يطلق عليه «ربيع براغ» في العام ذاته، ويلقي الضوء علي الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا.