رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة والنخبة.. يوميات الحلم وكوابيس الانكسار

بوابة الوفد الإلكترونية

أحاسيس متباينة ومشاعر قلق يشوبها أمل وتطلعات إلى يوم يجيء على أهالى المحروسة يعيشون فيه بحرية وكرامة إنسانية هكذا عبر المثقفون عن ما يجيش فى الصدور بعد عامين كاملين على ثورة 25 يناير والتى فى عين الشعب المصرى هى الحلم بالتغيير.

كما قام الزعيم الوطنى «أحمد عرابي» بثورة ضد الظلم والتعسف بالمصريين يشهد الحفيد الدكتور والخبير الاقتصادى «على إبراهيم أحمد عرابى» على ثورة 25 يناير بعد مرور عامين على اندلاعها.
ويقول: إن الثورة قامت على أكتاف الشباب وكان هدفهم هو تغيير النظام القائم وكان يجب أن يساندهم من الرجال الوطنين فى إنجاح الثورة ولكن للأسف لم يجد هؤلاء الشباب حزبا أو جماعة وطنية تساند هذه الثورة ومع تدهور الوضع الاقتصادى والقائم أيضاً منذ سنوات وانتشار طبقة محدودى الدخل والعشوائيات وزيادة نسبة البطالة كل هذه الأمور أدت إلى زيادة حجم الدين الداخلى وزيادة مديونات الدولة لدى الدول الأخرى وعجز فى ميزان المدفوعات مع النظر بعين القلق إلى حجم الاحتياطى من النقد الأجنبى والذى وصل إلى 15 مليار دولار من أصل 35 مليار دولار وبالتالى أجد أن طرح أى أذون أو سندات سيزيد من عبء الدولة وأنا لا أؤيد طرح أذون سندات فى الوقت الحالي.
وللخروج من هذا النفق الاقتصادى المظلم يرى الدكتور «على إبراهيم أحمد عرابى « أنه يجب استرداد كافة الأموال التى حصل عليها رجال النظام السابق ومقايضتهم بتقليل سنوات محبسهم فى مقابل رد المليارات التى بحوزتهم، فضلاً عن إعادة تقييم الأراضى التى حصل عليها محاسيب النظام السابق بأسعار زهيدة لا تتناسب مع قيمتها الشرائية وقت بيعها وتحصيل الفارق مع سرعة طرح أراض فى المدن الجديدة بأسعار اليوم للمستثمرين العرب والأجانب والمصريين لجذب الاستثمار المباشر.
فى البداية تجد الدكتورة «نيللى حنا» أستاذ التاريخ العثمانى بالجامعة الأمريكية أن ما نعيشه الآن ليس ما حلمنا به عندما ثورنا منذ عامين فى ميدان التحرير طالبين بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ولكن منطق التاريخ يقول إنه لا تأتى ثورة فى زمان ومكان ما وتحقق أهدافها بين يوم وليلة فلابد من قلائل وغياب رؤية وتخبط فى البداية ومن وجهة نظرى كمؤرخة أستطيع أن أميز بين القلق الذى يعيشه المصريون الآن وبين ثمار الثورة فأقول على المدى القصير الصورة تبدو قاتمة خاصة فى ظل أداء متواضع يفتقر الخبرة والكفاءة من جانب الإخوان المسلمين على الرغم من إعلانهم عدة مرات أنهم سيأتون بحكومة تكنوقراط أى حكومة انتقالية وهو ما لم يحدث بل دخلنا فى دهاليز مظلمة لعل أكثرها ظلاماً هى الدعوة إلى طرح صكوك للاستثمار وطرحها على الأجانب وهى ببساطة تعنى ببيع مصر وأصولها بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو تنفيذ لطلبات صندوق النقد الدولى كما حدث فى اليونان التى تم بيع جزر بأكملها ومنجم نحاس ومطارات وطرق والسؤال الذى يفرض نفسه علينا: هل سنبيع أصول مصر؟ وماذا سيتبقى للأجيال القادمة؟ أقول وأنا متخصصة فى التاريخ أن الشعب المصرى لم يعد يقيناً كما كان قبل ثورة 25 يناير فالشعب المصرى يريد أن يمارس حقوقه السياسية وهو شيء إيجابى ولدى أمل على المدى الطويل والمهم ألا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك فأنا أستشعر أن الإخوان المسلمين هم الخائفون أكثر من الشعب المصرى ففى أكثر من تصريح لمسئول إخوانى يشير إلى أنهم مستعدون لتقديم شهداء أيضاً هناك من تحدث عن وجود فرق عسكرية مثل الفرق 95 للإخوان فهم لن يتركوا الحكم بسهولة ولكن مع ذلك أنا على يقين أن الشعب المصرى لا يستطيع العيش تحت نظرية ضيقة فى الحياة.
يرى الدكتور «حامد أبو حامد» أستاذ الأدب الإسبانى بجامعة الأزهر أن عمليات التحول السياسى من أنظمة ديكتاتورية متسلطة إلى أنظمة ديمقراطية حقيقية تأخذ وقتاً ولقد عشت هذه التجربة فى إسبانيا بعد وفاة الطاغية «فرانكو» عندما كنت أدرس لنيل درجة الدكتوراه وذلك فى نهاية عام 1975 حيث استمرت الاضطرابات فى إسبانيا لمدة سبع سنوات لدرجة أنه فى العام السادس كان هناك محاولة للانقلاب العسكرى فدخل العسكر البرلمان وطالبوا من النواب بأن ينبطحوا تحت مقاعدهم واحد فقط رفض الانبطاح وهو رئيس الوزراء «أدلفوسواريس» وكنت أتابع الحدث حياً على شاشة التليفزيون والحقيقة لم يفشل هذا الانقلاب العسكرى إلا وقوف الملك «خوان كارلوس» إلى جانب التحول الديمقراطي، ماأريد قوله إن ما يحدث لدينا فى مصر الآن من انقسامات هو شيء

طبيعى فى هذه المرحلة نعم هناك تضارب فى المواقف والأفكار والآراء وكل هذا أدى إلى ما نعيشه الآن.
ويتمنى الدكتور «حامد أبو أحمد» أن نتكاتف جميعاً من أجل هدف واحد وهو مصلحة الوطن مصر ورغم قتامة المشهد السياسى فأنا أرى أن ثورة 25 يناير حققت الكثير يأتى فى مقدمتها سقوط نظام مبارك وسقوط حاجز الخوف فعندما كنا ننظم مظاهرة احتجاج كانت قوات الأمن المركزى أكبر من المتظاهرين!! الآن لم نعد نرهب من شيء والشعب المصرى رغم بساطته لديه حصافة وقدرة على الفرز وأتمنى فى النهاية أن تنزل المعارضة بقوة إلى الشارع لتكسب الانتخابات القادمة بحيث تكون الحكومة ائتلافية لا يسيطر عليها حزب واحد فقط.
الروائى الكبير «محمد جبريل» يجد أن هناك خطأ ما حدث خلال العامين الماضيين منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن أثر بصورة مباشرة على الذين قامت الثورة من أجلها موضحاً: عندما يكون الاحتياطى النقدى منذ عامين 35 مليار دولار لينتقص المبلغ إلى 15 مليار دولار فهذا أمر مقلق وهنا أنا لا أدين أحدا بعينه ولكن أعيب على كل الذين يتولون أمورنا سواء فى السلطة أو المعارضة لأننى أرى أن سعيهم إلى السلطة هو الذى يحركهم وليس خدمة الوطن والمواطنين فمصر تحتاج الآن إلى شعور حقيقى بالانتماء للوطن مصر ولا شأن بذلك بديانة أو أيديولوجية ولكن إنقاذ الوطن من منحدر سريع وعلينا كمصريين أن نحاول إيقاف العربة أو تبديل مسارها لإنقاذ الوطن وإلا سيدفع الجميع الثمن بلا استثناء وربما يقلب المواطن المصرى المائدة على الجميع الذين انشغلوا بقذف بعضهم البعض بالخيانة والعمالة وستكون له كلمته وسيفرض كلمته على الجميع وسينال من يتلاعب بحياة هذا الشعب عقابه وسيكون جزاؤه عسيراً ويكفى الإشارة إلى قادة كثيرين كانوا يتصورون أنهم فى مأمن وبعيد عن عقاب الجماهير وقول مرة ثانية لا يهمنى نوعية هذا القيادى سواء كان فى السلطة أو خارجها فحسابى معه على أدائه.
الدكتورة «زينب العسال» أستاذة النقد الأدبى توصف المرحلة الحالية التى يعيشها الشعب المصرى بأنها مرحلة قاسية وصعبة والبعض يتخذها تكأة لتحقيق أهداف شخصية ضيقة الأفق ولكنها تؤثر على كل المصريين وأرى من وجهة نظرى أننا شعب لديه بذرة الاستمرار والمقاومة على الرغم من أن الإنسان المصرى يعانى الغلاء وعدم الإحساس بالأمان فى الشارع المصرى حتى المصريين بالخارج لديهم شعور بالخوف والشفقة على ما يحدث داخل مصر وهو ناتج من الإعلام المصرى صدر صورة أن مصر فى حالة إفلاس تام وهو ليس فى صالح البلد.
وتتفاءل الدكتورة «زينب العسال» بما سيحدث غداً شريطة التزام المواطن المصرى بالعمل وإرجاء كافة المظاهرات والمطالب الفئوية مع استجابة الجهاز الحكومى لمطالب المواطنين مع طرح الحقائق بمنتهى الشفافية الاقتصادية والسياسية والمالية ولكن للأسف الإملاءات فوقية ومن تيار واحد ولكننى على يقين أن أجمل ما فى الشعب المصرى والذى سيجعله يتجاوز المحن التى تمر به هو تعدديته الثقافية والدينية.