عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سينماتيك مصري فرنسي للحفاظ علي أرشيف السينما


تحولت ندوة الحفاظ علي تراث السينما التي عقدت علي هامش الدورة الـ34 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلي شجار بين المخرج يسري نصرالله ومحمد البهي مستشار شركة الصوت والضوء حيث دافع البهي عن أرشيف النيجاتيف الهام الموجود لدي شركة الصوت الضوء والذي لا يهتم به المنتجون المصريون رغم أنه به أرشيف لكل أصول الأفلام المصرية القديمة علي أعلي مستوي في حين رد يسري نصرالله بأنه يرفض هذه الشركة لأنه لا يعلم أهميتها ولا مصدرها إذا كانت شركة قابضة مصرية أو شركة خاصة ولا يهمه أن تهتم بأفلامه لذلك فهو يفضل المشروع الجديد الذي سيقام بالتعاون بين كل من وزارة الثقافة المصرية والمركز الثقافي الفرنسي الذي أقيمت من أجله ندوة علي هامش المهرجان والذي علي أساسه سيتم إنشاء مشروع سينماتيك مصري فرنسوي بقصر عمر طوسون وتنفيذه كمكان للحفاظ علي أصول ونيجاتيف الأفلام المصرية.

أدار الندة د. خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما، وحضرها دكتور محمد كامل القليوبي وبياتريس دي باستر مديرة الأرشيف في bois d arcv، وريجيس روبرت منسق السينماتيك الفرنسي وغاب جيان لوكا مدير عام مؤسسة cineteca di bologna بسبب وفاة صديقه.

أكد الدكتور خالد عبدالجليل ضرورة الحفاظ علي تراث السينما المصرية، والاهتمام بإقامة مركز للحفاظ علي نيجاتيف وكاميرات وأدوات التصوير والإضاءة والملابس وكل ما أثري السينما المصرية وكل أدواتها داخل مركز واحد يتم الاهتمام به وسيكون مقر المركز هو متحف عمر طوسون.

يعتمد المشروع علي وجود تعاون بين وزارتي الثقافة المصرية والفرنسية وذلك أسوة بمشروع السينماتيك الفرنسوي الذي حقق نجاحا علي مستوي الدول القريبة في الحفاظ علي أصول الأفلام لذلك تمت الاستعانة بخبرات فرنسية حيث حضر وفد فرنسي لعمل معاينات لبعض الأماكن في القاهرة من أجل إنشاء سينماتيك مصري علي الطريقة الفرنساوي وبالفعل استقروا علي قصر عمر طوسون بمنطقة شبرا والذي تبلغ مساحته 3200 متر ويحتوي علي 88 قبوا بارتفاع 13 مترا. كل قبو بمساحة 2 في 4 أو 3 في 6.

وعن اختيار المتحف أكد عبدالجليل أنه مكان أثري وواسع يمكن أن يتم اعداده خلال عامين ونصف العام علي أعلي مستوي إذا توافرت له جميع الامكانيات من وزارة الثقافة بالاضافة إلي أنه ذات موقع متميز في أن يقام له متحف داخلي لمعدات السينما ويسمح للجمهور بالتعرف عليها والتعلم منها، بالاضافة إلي أن ذلك سيكون وسيلة للحفاظ علي التراث المصري وعلي الأفلام الموجودة.

في حين عبر الدكتور محمد كامل القليوبي عن امتنانه تجاه هذا المشروع نظرا لأنه حقق نجاحا كبيرا في الخارج مثلا فيلم الناس والنيل الذي أخرجه الراحل يوسف شاهين عندما هربه إلي مركز الثقافة الفرنسي وتم منعه بعد ذلك لم نجد نسخة نشاهدها أو نتعرف علي الفيلم إلا من خلال هذا المركز لأنه حافظ عليه وهذا ما حدث مع فيلم شاهين والعديد من الأفلام العربية التي ضاعت هباء بسبب سوء الحفاظ عليها وهذا راجع لأن القائمين علي أرشيف السينما المصرية تعاملوا بشكل رديء معها كما لو كانت »كباريه« مما ساعد علي فقدان أفلامنا الطويلة بأكملها ونحن نحاول حاليا استعادة أفلامنا المسلوبة إلي الخارج وإلي العرب حتي يكون لمصر أرشيف سينمائي محترم، وأضاف أن هذه الفكرة جاءت متأخرة، فكان الأولي أن تأتي قبل حريق الضباط لاستوديو مصر وحرق

الأرشيف المصري كله لأنه لم يكن يعلم أحد بأهمية نيجاتيف الأفلام القديمة المحفوظة به اضافة إلي أن الأفلام المصرية كانت تباع بالكيلو أو الطن عام 1966، وهو ما جعلنا نملك نسخا متمكنة من الأفلام في مصر في حين ليس لدينا نسخ محترمة نشاهدها أو نعرضها علي قنواتنا ولذلك طالب القليوبي كل المهتمين بصناعة السينما، والحفاظ عليها باحضار أي أجهزة أو معدات خاصة بالسينما التي لديهم وتقديمها لدعم هذا المشروع حتي يكون أكبر مشروع في العالم لأن مصر لها الأسبقية دون دول العالم في الاهتمام بسينماتها.

أما بياتريس دي باستر مديرة الأرشيف في boisd arcy فتوجهت بالشكر إلي إدارة مهرجان القاهرة السينمائي علي استضافتها وقالت: الحفاظ علي تراث السينما المصرية له أهمية كبري لأنها تعرف الشعوب علي تاريخ وسياسة الدولة وهي خطوة غير سهلة بالمرة فقد عانينا منها الويلات في فرنسا، والحقيقة أن اختيارنا لقصر الأمير طوسون كان في محله نظرًا لكونه مبني تاريخيا يعود بناؤه للقرن الـ19 وهو ما يتفق مع مفهوم التراث اضافة إلي أنه يقع في إحدي المناطق الشعبية الموجودة داخل القاهرة مما يتيح فرصة تعرف الجمهور علي التراث.

وطالبت باستر بعرض الأفلام القديمة في ساحة الحديقة الخاصة بالمتحف مع العلم بأنه يمكن استخدام نهاية الحديقة في الاحتفاظ بنسخ الأفلام الملونة وغير الملونة مع ضرورة الفصل بينهما. وأكد باستر أيضا أن الأرشيف لن يكون مقتصرًا علي أرشيف الأفلام القديمة بل الحديثة أيضًا.

بينما عبر ريجيس روبرت منسق وموثق السينماتيك الفرنسي عن سعادته في المشاركة في إنشاء سينماتيك للسينما المصرية وقال: السينما الفرنسية استغرقت 70 عامًا للحفاظ علي تراثها وهو ما يعني أن هذه الخطوة غير سهلة وستأخذ وقتًا طويلاً لدينا في مصر لأن السينما صناعة لا تهم القائمين عليها فقط بل الجمهور أيضًا، وأنه سيتم ذلك بقصر عمر طوسون من أجل الحفاظ علي التراث الرقمي للأفلام.

وفي ختام المؤتمر أكد الدكتور خالد عبدالجليل أنه سيتم اختيار مجموعة من الكوادر الشابة من طلبة معهد السينما علي أن يتم إرسالهم في بعثات إلي باريس من أجل الوقوف علي أرشفة السينما المصرية بشكل منظم، وتدريبهم علي التعامل مع الأرشيف السينمائي الجديد.