عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سوق الغناء يودع الصيف مبكراً‮ ‬


يبدو أن سوق الكاسيت سوف يظل يلاحق بالعوامل التي تعمق من جراحه،‮ ‬وخسائره،‮ ‬والتي شهدها خلال السنوات العشر الأخيرة،‮ ‬وكان أبرزها القرصنة عبر الانترنت حيث كانت جميع الألبومات لمشاهير نجوم الغناء تطرح عبر المواقع الغنائية بمجرد طرحها في الأسواق،‮ ‬احيانا كانت تسبق عملية الطرح نفسها،‮ ‬وبالتالي كانت الخسائر تلاحق شركات الانتاج وقبل هذه الطريقة كان الرائج هو عملية طرح الألبومات المزورة‮ "‬المضروبة‮" ‬وهذه الطريقة استخدمتها ايضا بعض الشركات المنتجة لتقليص خسائرها ومزاحمة من يقومون بالتزوير،‮ ‬لكن في النهاية كانت هذه الوسيلة أحد العوامل التي أدت الي تدهور المبيعات‮.‬

الصيف القادم،‮ ‬الذي أصبح علي الأبواب سوف تدخل عوامل سياسية لزيادة أوجاع سوق الغناء في مصر،‮ ‬أهمها الانتخابات الرئاسية القادمة التي سوف تكون خلال شهر سبتمبر القادم،‮ ‬والتي سوف يسبقها الدعاية الانتخابية للمرشحين،‮ ‬وبالتالي انشغال الناس بها خاصة الشباب وهم أصحاب ثورة التصحيح الحالية التي تشهدها مصر،وهم ايضا الفئة الأكثر ارتباطا بسوق البيع والشراء في عالم الأغنية،‮ ‬وبالتالي لهذا الأمر سوف يدفع كل نجوم الغناء والشركات الي التفكير مليون مرة قبل طرح أي ألبوم‮.‬

رغم أن هناك نجوماً‮ ‬كانوا بالفعل قد بدأوا الإعداد لطرح البوماتهم خلال الصيف،‮ ‬ومنهم عمرو دياب البعيد عن المنافسة منذ عامين تقريبا حيث اكتفي خلال الصيف الماضي بطرح ميني ألبوم املاً‮ ‬في ان يقدم جديداً‮ ‬خلال الشتاء الماضي،‮ ‬ولكن الشتاء شهد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وبالتالي تأجل كل شيء،‮ ‬وهناك شرين عبد الوهاب التي كانت قد بدأت بالفعل في تسجيل ألبومها لكي تطرحه في الصيف ولكن مع هذه الاحداث سوف يدخل الالبوم الي النفق المظلم،‮ ‬أيضا آمال ماهر كانت كل الدلائل تشير الي طرح ألبومها خلال الربيع،‮ ‬ومعها ميادة الحناوي ولكن حتي كتابة هذه السطور لم تكن الشركة المنتجة قد اتخذت قرار طرحهما،‮ ‬وكل المؤشرات تؤكد ان التأجيل للشتاء القادم خاصة ان منتجهما محسن جابر أعلن عن تأجيل مشاريع شركته لحين استقرار الأوضاع في المنطقة العربية،‮ ‬اما تامر حسني فقرر ان يكون ألبومه القادم في حب مصر،‮ ‬وثورة التغيير املاً‮ ‬في ان يجد مكاناً‮ ‬ومقعداً‮ ‬خلال الصيف،‮ ‬لكن المؤشرات تؤكد ان هذا القرار ربما يكون مغامرة بالنسبة له كفنان قريب من الشباب وبالنسبة للشركة نفسها‮.‬

المطرب الكبير علي الحجار الذي انتهي من ألبومه تماماً‮ ‬والذي كان من المقرر طرحه نهاية يناير الماضي قام بتأجيله الي أجل‮ ‬غير مسمي،‮ ‬وهو الآن يحاول تقديم ألبوم بديل يطرح خلاله مجموعة من أغانيه التي تم منعها في الماضي مثل‮ "‬هنا القاهرة‮" ‬وغيرها من الأعمال التي قدمها للثورة المصرية،‮ ‬لأن المزاج المصري الآن‮ ‬غير مهيأ لسماع اعمال عاطفية أو رومانسية او حتي اغانٍ‮ ‬إيقاعية خفيفة،‮ ‬وبالتالي كان هذا القرار الذي اتخذه الحجار‮.‬

ليست انتخابات الرئاسة فقط التي سوف تتدخل لحدوث مشاكل داخل سوق الاغنية خلال الصيف القادم،‮ ‬لكن قدوم شهر رمضان المبارك هذا العام مع بداية شهر اغسطس القادم سوف‮ ‬يقضي‮

‬تماما علي آمال الشركات،‮ ‬والمطربين في استغلال أي فراغ‮ ‬زمني لطرح انتاجهم،‮ ‬وبالتالي اتحدت كل الظروف من انتخابات برلمانية ورئاسية وقبلهما رمضان لتقف حائلا ضد اهم سوق للاغنية طوال العام‮.‬

خسائر الشركات والمطربين لن تكون في التأجيل فقط،‮ ‬لكن قد يصل الأمر الي نوعية الاغاني التي تم اختيارها،‮ ‬لأن ما يصلح للصيف،‮ ‬قد لا يصلح للشتاء،‮ ‬والعكس كما ان الموسيقي المقدمة تتغير باستمرار كل فترة من حيث الارتام الموسيقية،‮ ‬وشكل التوزيع الموسيقي،‮ ‬وحتي استخدام الآلات الموسيقية قد يتغير حسب الشكل الموسيقي،‮ ‬والدليل ان التوزيع الموسيقي عندما اقترب من شكل الاغاني التركية وجدنا الاتجاه نحو الآلات التركية مثل الكلارينت التركي وكذلك طرق العزف علي القانون،‮ ‬والعود ذهب الي هذه المدرسة،‮ ‬وعندما استخدم الشكل اللاتيني كان الجيتار والاكورديون هو الأقرب الي الاستخدام في الصولوهات التي تم بناء اللحن عليها،‮ ‬لذلك فالموسيقي موضة شأنها شأن عالم الازياء،‮ ‬وكل ما له علاقة بالذوق العام‮.‬

وبالتالي أصبح علي كل المطربين خاصة فئة النجوم ان يغيروا من أعمالهم طبقاً‮ ‬للتغيرات التي تحدث في عالم الغناء ليس المحلي لكن علي المستوي العالمي لأن اي مغنٍ‮ ‬او مغنية عالمية قد تطرح عملاً‮ ‬يغير من شكل الموسيقي علي المستوي العالمي،‮ ‬وهناك اسماء صنعت موضات عالمية مثل شاكيرا،‮ ‬وبوينسيه وقبلهما مادونا،‮ ‬والراحل مايكل جاكسون،‮ ‬وقبله جورج مايكل اذن فهذه الموضة ليست مرتبطة بزمن معين لكنها تفرض نفسها علي كل العصور،‮ ‬مثلما حدث مع الثورة المصرية الاخيرة والتي‮ ‬غيرت من وجه الغناء وطرحت أعمالاً‮ ‬لم نكن نتخيل انتشارها مثل‮ "‬يا بلادي‮" ‬ألحان وغناء عزيز الشافعي ورامي‮ ‬جمال،‮ ‬حتي ان الاغنية انتشرت دون ان نعرف من هو مطربها،‮ ‬وهذه الموضة جرفت اسماء كثيرة لتقديم اعمال للثورة منهم محمد فؤاد وتامر حسني،‮ ‬وعمرو دياب والمطربان الكبيران هاني شاكر،‮ ‬وعلي الحجار،‮ ‬وكذلك محمد منير بأغنيته‮ "‬ازاي‮" ‬ونحن بانتظار موجة جديدة من الأغاني تلائم المزاج المصري والعربي خلال الفترة القادمة‮.‬