رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهروب الكبير للمشاهد المصرى

صلاح عبد المقصود
صلاح عبد المقصود وزير الإعلام

يمتلك التليفزيون المصري أرشيفاً ضخماً من الأغاني والأفلام والبرامج، لا يوجد مثيل لها في أي قناة عربية، بل إن هناك محطات كبيرة عربية قامت ببناء مجدها علي هذا التراث، لكن الفارق كبير بين جهات تجيد استخدامها، وأخري تتجاهلها، والنتيجة هروب المشاهد المصري وقبله العربي إلي القنوات الخاصة سواء اللبنانية أو الخليجية.

هل يتصور أهل ماسبيرو أن الفلاح في الريف المصري والبدو في الصحراء الغربية، والشرقية أصبحت قبلتهم الفضائية أي قناة لا تتبع التليفزيون المصري، لسبب بسيط أن هذه القنوات لديها متخصصون في معرفة متطلبات المشاهد العربي، لدرجة أن كل المحطات التي خصصت قناة لمصر أرسلت بعض كبار موظفيها وجلسوا مع صحفيين ومسئولين ومواطنين من عامة الناس لمعرفة ما البرامج التي تستحوذ علي اهتمام الشارع المصري، وما نوع الدراما التي تحظي بنسبة مشاهدة، أي أن المشاهد هو الذي وضع خريطة هذه القنوات.. أما ماسبيرو فلا تعرف من الذي يضع خريطته.. هل هو رئيس القناة أم أحد موظفيه؟.. أم أن الوزير يتدخل؟.. كما كان يحدث خلال عصر مبارك، حيث كان معالي الوزراء يتدخلون حتي في عرض المسلسلات لصالح نجوم معينة، وعلي حساب آخرين غير مرضي عنهم من النظام، الآن وبما أن صلاح عبدالمقصود أعلن منذ توليه الوزارة أن الإعلام أصبح ملكاً للشعب، وهو الذي يواجهه وأن الحكومة لن تتدخل، فلماذا ظلت الشاشة المصرية معتمة، ومقبضة، رغم أنه علي رأس المنظومة الإعلامية منذ ثلاثة أشهر وربما تزيد قليلاً.
والكثير منا تصور أن الخريطة سوف ينصلح حالها، وإذا كنا قد استعرضنا في تقرير سابق أحوال برامج ماسبيرو في ظل غياب مجموعة كبيرة من أبرز الوجوه التي صنعها الإعلام المصري، وذكرنا منهم: تامر أمين ومريم أمين وحافظ المرازي ومعتز الدمرداش وغيرهم، فالخريطة ليست برامج فقط، وبالتالي هناك سقطات أخري في الخريطة منها: أين الغناء؟.. وفي أي وقت من الممكن أن نذهب للشاشة المصرية بكل قنواتها لكي نشاهد ونستمع ونستمتع بأغنية للسيدة أم كلثوم من إحدي حفلاتها التي تعرض ليل نهار علي الشاشة العربية، وقائمة المطربين تضم عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وكارم محمود وصباح وفايزة أحمد ووردة وهاني شاكر وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير، وفرق الموسيقي العربية بدار الأوبرا.. نريد مسئولاً يخرج علينا ليقول لنا موعداً محدداً لكي نستمع للغناء الأصيل غير الحادش للحياء العام.. وأتصور أن معالي الوزير صلاح عبدالمقصود أيضاً ليس لديه معلومة عن هذا الأمر، ولذلك نسأله هل

يعلم أن عدد عشاق سيدة الغناء العربي في عالمنا العربي يتجاوز الـ 90٪ من عدد سكانه من المحيط للخليج، وإن آذان وأعين المشاهد تتجه صوب قنوات مثل: روتانا وغيرها التي تعرض أعمالها في توقيتات محددة للمشاهد يومياً.
هذا هو الفارق بيننا وبين القائمين علي القنوات العربية، وأتصور أن غناء أم كلثوم وبعض الأسماء التي ذكرتها يمثل قمة الاحترام.. إذاً فالتليفزيون المصري بكل قنواته خسر جمهور الغناء العربي.
في مجال السينما هل هناك يوم محدد لعرض الأفلام الكلاسيكية التي صنعت تاريخ السينما المصرية؟.. أتصور أن المعروض لا يتعدي فيلماً في الأسبوع، ويأتي بشكل عشوائي.
وهنا نطلب من الوزير صلاح عبدالمقصود أن يعود لخريطة التليفزيون قبل أن ندخل عالم النايل سات - أي خلال الثمانينيات وبداية التسعينيات - سوف يجد أن الخريطة كانت منتظمة، الأولي في سهرة السبت تعرض برنامج «نادي السينما»، والثانية برنامج «سهرة السبت»، والأحد كان اليوم المفتوح، والاثنين كان «كنوز مسرحية»، والثلاثاء فيلم عربي حديث، وبانوراما فرنسية، والأربعاء «اخترنا لك»، والخميس مسرحية، وبرنامج «أوسكار» وسهرة مع أم كلثوم»، والجمعة فيلم عربي، وآخر أجنبي.
كان المشاهد في المنزل لا يحتاج إلي الجريدة لكي يعلم ما هي الخريطة، كان يحفظها عن ظهر قلب، الآن نحن في عصر «سمك.. لبن.. تمر هندي» وكل قناة تضع خريطتها حسب هوي المسئول، ومرجعيته هل مدنية أم دينية؟.. ففي عصر المدنية خلال وجود أنس الفقي أغلق القنوات في وجه القمم وفتح الباب علي مصراعيه لأصوات هز الوسط.
وجاء «عبدالمقصود» وهو الممثل للدولة ذات المرجعية الدينية ليغلق الباب تماماً أمام الإبداع الذي صنعه المصريون.. والنتيجة واحدة هي هروب المشاهد.