رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السينما تنافس الدراما فى السطحية والألفاظ البذيئة

بدأ زكي بمنتهى التواضع
بدأ "زكي" بمنتهى التواضع ولم يصبه الغرور

عندما ظهر النجم الراحل أحمد زكي في السينما وكان هو «الغول» الذي يستطيع أن يكسب كل دور قيمة وطعماً.. ظهر بمنتهي التواضع ولم يصبه الغرور وإن كان أصابه جنون الفن والسينما ونجح علي مدار تاريخه أن يكون له عشرات الوجوه فهو الضابط ورجل الأعمال والبواب والسادات وعبدالناصر وطه حسين وتاجر المخدرات كان قيمة لكل دور وكل دور هو أحمد زكي..

ولكن عندما ظهر محمد رمضان الشهير بـ «عبده موتة» تجرأ وتلفظ وقارن نفسه بعملاق السينما والدراما أحمد زكي؛ قال عنه إنه مثل قطارات زمان «يعني راح زمانه» أما هو أي رمضان الذي يقصد نفسه فهو قطار سريع ابن العصر.. وكل عصر وله أوان.. نعم هذا صحيح ولكن هناك علامات مضيئة في تاريخ الشاشة الكبيرة السينما لا يمكن أن يمر عليهم الزمن إلا وزادهم بريقاً وتوهجاً وقيمة وتزداد قيمتهم ويكبر تاريخهم كلما مرت الأيام والأزمات عليهم بدليل البقاء الخالد لصوت أم كلثوم وعبدالحليم وغيرهما، ومازال النجوم والنجمات الكبار الذين أثروا شاشة السينما والدراما باقية في قلوب الجمهور لا يمكن نسيانهم فهم في القلب والوجدان بدليل أنه من المستحيل مقارنة فاتن حمامة أو هند رستم ونادية لطفي وشادية ومديحة يسري ولا أحمد رمزي أو عمر الشريف والفخراني بجيل هذا العصر الذي ركب علي حد تعبير محمد رمضان القطار السوبر ولن يضاهيهم أحد ولن نجد مثلاً فناناً بقدرات زكي رستم أو عادل أدهم حتي عندما خرج علينا «عمرو سعد» وحاول المخرج خالد يوسف تقديمه بصورة مختلفة لم يطبع في القلوب ولم يخطف العقول رغم محاولاته تقمص شخصية أحمد زكي وعندما يئس أن يصل لهذه القاعدة العملاقة حول مساره لطريق آخر وعندما «خلت الساحة» أمام الممثل «الوليد» أو العصفور، إن جاز التعبير حاول ملء فراغ أحمد زكي وقدم الألماني وساعة ونصف وعبده موتة.

وحتي لو حقق فيلمه الأخير «عبده موتة» المركز الأول فهو بالتأكيد لن يصل لعتبة نجومية أحمد زكي ولن يخرج التاريخ عن السطر يوماً ما ليقارن رمضان بزكي حتي لو قارن رمضان نفسه بزكي، فالتاريخ منصف وعاقل ويحتفظ بالأدلة والحقائق والأرقام، فشباك التذاكر ليس مقياساً علي النجومية مطلقاً أو أنه سيكون فتي الشاشة الأسمر مثل زكي ولن يصل يوماً لمستوي 1٪ من أدائه في «البرىء» أو «البيه البواب» أو زوجة رجل مهم.. لأن فيلم «عبده موتة» جاء في ظروف صعبة يعاني منها الشارع المصري الذي أصبح فيه «الصايع والبلطجي» هو البطل وكل من لديه سنجة أو سلاح ناري هو «الهيرو» لدي قاعدة جمهور السينما وسينما العيد بشكل خاص فهم جميعهم من المراهقين وأبناء الطبقات الشعبية الذين لم يجدوا «هيرو» يطير في الهواء ويقتل ويفرض سطوته

سوي محمد رمضان بملامحه وشكله الشعبي، بينما جمهور المثقفين وأبناء الطبقات الوسطي وهم الجمهور الحقيقي للسينما مجهدون ومحبطون ونفسهم اتسدت عن السينما بسبب تأثرهم بالظروف المحيطة بحياتهم، وإنهاكهم في البحث عن سبل العيش..

وقبل محمد رمضان حاول عمرو سعد أن يطفو فوق تاريخ عمر الشريف والآن يحاول محمد رمضان أن يعيش نفس الدور ويرتدى عباءة النجومية مبكراً وربما يستفيد من هذه السقطة التي وضع فيها ويستفيد من درس الأديب الكبير يوسف القعيد في مقاله عندما حاول أن يصحبه من غفوته ويعرفه قدره «بالأدب» والفرق بينه وبين أحمد زكي ولا ينسى رمضان أنه حالة مؤقتة إن استمر في سلوكه الفني وورقة نجح السبكي أن يغازل بها جمهور السينما المراهق المختلف كما نجح من قبل في استغلال «وسط دينا» وخصر سعد الصغير حتي استغلاله ياسمين عبدالعزيز بالآنسة مامى.
لكن كلنا نعلم أن هذه الأفلام مثل «سندوتش» التيك أواى طعم مؤقت لكنه بالتكرار يصيب بالأمراض وهكذا أفلام السبكي مثل «اللحمة المستوردة» لا طعم ولا رائحة لكن ربما تكون رائجة لفترة بسبب رخص سعرها لكنها ليست مطلب أصحاب التذوق والأكيلة وستكون ظاهرة ستظل موجودة طالما حال الشارع هو البلطجة والبطالة وتدني الأخلاق، فهي ساعات يبحث فيها الشباب عن متنفس إما بالضحك الرخيص أو التسلية عبر «بطل من ورق» يراه في الشارع يحمل سنجة ومطواة وربما سلاحاً آلياً فهي انعكاس مؤقت لحالة البلطجة التي نعيشها وستنتهي عندما تنتهي هذه الحالة المرضية في المجتمع.
وحال السينما الآن هو انعكاس لحالة الدراما التي شاهدناها في رمضان الماضي وأخيراً أتعجب من صمت من نصبوا أنفسهم حماة للدين والأخلاق ومن منعوا ظهور أعمال عن فساد النظام السابق في الرقابة وتصدوا لمنع مسلسل المزرعة أين أنتم من وسط فيفي ودينا وسعد وسطحية عبده موتة؟