رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناء عبد الفتاح..الفلاح الفصيح الذي حاور الضباب

الراحل هناء عبد الفتاح
الراحل هناء عبد الفتاح

فاجأني موت الفنان هناء عبد الفتاح فقد فاجأته أيضاً أزمة قلبية لم يقو عليها.. وأسلم الروح الى بارئها في خشوع وبراءة.. هناء عبد الفتاح ولد في بيئة ثقافية، والده الكاتب الصحفي الجاد عبدالفتاح نجم الذي كانت تسميه أم كلثوم صديق الأزمات،

 

لأنه دائما كان يبحث عن المشاكل ولا يهدأ حتى يعرف أنها قد انتهت أو اقتربت من نهايتها.. هناء عبد الفتاح ولد في هذا الجو من التمرد والتثقيف والكتب ولهذا فقد ورث إبداعاً مميزاً جعله ينحاز للفقراء والمهمشين، وكان تمرده هذا منذ بداياته فقد ظهر على المسرح صبياً ليقدم أعمالاً شعبية ضد الاقطاع وعنف الحاكم الظالم والديكتاتورية ورفض الوظيفة الحكومية ضارباً عرض الحائط ما كان يشاع بين أبناء جيله من بقاء الموظف عن المبدع اللاجئ الى الوهم والضباب وربما السراب وفي سن مبكرة أسس فرقة «فلاحو دنشواي» وقدم في هذه الفرقة أكثر من خمسين عملاً مسرحياً من تراثنا الأدبي المسرحي لمحمود دياب والسوري سعدالله ونوس وعلي سالم ومحمود البدوي قدمت أعماله مسارح البترول بالبحر الأحمر ولم يكتف بالنصوص الادبية أو الاعداد المسرحي بل كان سباقاً لنموذج المسرح الارتجالي وأصر على أن يكون أبطال هذا النموذج هم عمال التراحيل كان هؤلاء البسطاء وكثير منهم جهلاء، الأبطال الاساسيين للنص المسرحي، وبهذا كانت مغامرة غريبة والأكثر دهشة أنها نجحت واخترقت وجدان الجمهور وتعايش معها.. والمؤلم وإن كان هذا ليس غريباً أنه بدلاً من أن تتبناه هيئة الثقافة الجماهيرية أو ما كانوا يسمونها قصور الثقافة، وتعاظم من إبداعه وتتابع أحلامه وتثمنها.. نجد أن هيئة قصور الثقافة طردته من جداولها وتم تجميد عروضه بها.
وبعد ذلك تعرض للسجن بعد محاولة  اشعال ثورة في مناجم البحر الأحمر.. وبعد ذلك تم ارساله الى بولندا في بعثة وهناك درس الاخراج المسرحي بجامعة وارسو البولندية وقد أجاد اللغة البولندية هناك مما جعل المسرح البولندي يقدم له أعمالاً، بل ترجم هناء عبد الفتاح 32 عملاً من الادباء البولنديين وكثير منهم من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب.. ترجمه الى اللغة العربية

وفي المقابل ترجم مسرحيات مصرية كاملة الى اللغة البولندية للأدباء ألفريد فرج ويوسف ادريس ويحيى حقي ويوسف الشاروني ومحمود دياب وأشعار لأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهم.
وقد حصل على جائزة الدولة البولندية لمساهمته في التبادل الثقافي وفي إثراء المسرح البولندي كما حصل على جائزة اتحاد الادباء البولنديين عام 1995 بعد أن أنجز في مجال الترجمة والإبداع ما لم يحققه مبدع عربي من قبل كما حصل على جائزة أرتيس جالوريا. وتسمى بالترجمة عن البولندية المجد الابداعي للفنون وحينما عاد الى مصر استثمرت الدكتورة هدى وصفي طموحاته وثقافته وقدمت نصوصاً لمبدعين شباب بتجارب خاصة جداً فوق مسرح الهناجر ومن خلال ورشة فنية قادها بنفسه قدم مجموعة مسرحيات أهمها «رقصة سالومي الأخيرة» للكاتب محمد سلماوي برؤيا جديدة، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية المصرية عام 1999، هناء عبد الفتاح نموذج مصري صميم للفلاح المصري الفصيح الذي لا يتنازل عن الحقيقة ولا يهمه سوى اعلان الواقع بكل آلامه وعزلته عن الضمير الحقيقي، ومهما كانت التحديات فقد كان هو الأقوى حتى سقط بعد أن ترك لنا تراثاً فنياً مهماً.. وعلى المستوى الشعبي قد لا يعرفه كثيرون الا من خلال السينما والتليفزيون التي قدمت له عشرات الأعمال، أهمها مشاركته النجم عادل امام في أكثر من فيلم أهمها «السفارة في العمارة» وفي الدراما مسلسل «فرقة ناجي عطا الله».



[email protected]