رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميشيل ويليامز ترتدى جلد الأسطورة مارلين مونرو

مشهد من فيلم أسبوع
مشهد من فيلم "أسبوع مع مارلين"

منذ سنوات عديدة استوقفني تعليق قيل بعدما فقدت مارلين مونرو جنينها من الكاتب المسرحي الأمريكي الكبير أرثر ميلر "ماذا لو أنجبت مارلين طفلاً بجمالها وعبقرية ميلر! أو أنجبت طفلاً له عقل مارلين وملامح ميلر!"

والاجابة حاولت الحصول عليها وأنا أشاهد فيلم المخرج سايمون كيرتس الجديد My Week With Marilyn، وزاد من حماسي ما قيل عن أداء ميشيل ويليامز لشخصية الأسطورة مارلين مونرو الى جانب أنه أحد الأعمال التي تنقل حكايات ما وراء الكواليس والوجه الآخر لنجوم السينما العالميين بما فيها من نقاط قوى وضعف ولعل فيلم "أسبوع مع مارلين" هو استكمال لسلسلة من هذه النوعية من الأفلام ومنها الطيار لمارتن سكورسيزي عن علاقة هاورد هيوز وكاثرين هيبرن وايفا جاردنر وهو نفس الخط الدرامي الذي بنى عليه فيلم "أسبوع مع مارلين"، وإن كان فيلم "الطيار" أكثر عمقا وتشريحا للعلاقات وأبعدها الى جانب أنه يستعرض كواليس أكثر من عمل بينما فيلم المخرج سايمون كيرتس يستعرض كواليس تصوير فيلم الأمير وفتاة الاستعراض للورانس أوليفيه.
الفيلم مقتبس عن كتاب لكولين كلارك كان سببا في إلقاء الضوء عليه بشدة عند صدوره في عام 1995 واستعرض فيه علاقته بمونرو عندما كان يعمل مساعد انتاج وارتبط بعلاقة سريعة وغريبة مع مارلين أظهرت جانباً من حالة القلق والتعاسة والاقتراب من حافة الجنون التي تعيشها مارلين وخاصة إحساسها الدائم أن الجميع يهربون بعد الاقتراب منها لأنهم لا يجدون مارلين الموجودة في مخيلاتهم، وهذا ما حدث خاصة في علاقتها مع أرثر ميلر الذي كان كاتب السيناريو موفقا عند الاشارة الى دفتر الذكريات الذي تركه ميلر حتى تراه مارلين وتعرف رأيه السلبي فيها، وعلى الجانب الآخر ركز على علاقته مع كولين كلارك "إدي رايدمان" المنتمي لعائلة راقية وثرية وباحث عن الذات بين كواليس السينما تلك الشخصية التي كانت مجذوبة الى طرفي النقيض ما بين جمال مارلين مونرو عبقرية لورانس أوليفيه، ولعل من أجمل الجمل الحوارية التي قيلت في الفيلم على لسان كولن عن الفارق بين لورنس أوليفيه ومارلين مونرو: "إنه ممثل عظيم يريد أن يصبح نجماً سينمائياً، وأنت نجمة سينمائية تريد أن تصبح ممثلة عظيمة.. ولذلك هذا الفيلم لن يفيد أياً منكم".
ورغم أن الفيلم لم يعط مساحة مناسبة للتعرف على لورانس أوليفيه وفيفانلي وكادا أن يتحولا الى شخصيات

مهمشة مع ظهور مارلين مونرو إلا أن هناك مشاهد غاية في الحساسية اضافت تفسيراً انسانياً لشخصية هذين العملاقين فأوليفيه يرى في مشاركة مارلين في الفيلم أكسير الشباب الذي سيعيد اليه حيويته، بينما تعيش فيفيان شعور المرأة التي يقارب نجمها على الأفول كأنثى ومع ذلك تتعامل بكل رقة مع مارلين رغم غيرتها الشديدة منها كامرأة وتواضعها مع علمها بقوتها كممثلة أمام مونرو، ولكن يظل الفيلم دائرا في محيط خفايا عالم مارلين مونرو ومعاناتها الانسانية وانهيارها النفسي والعاطفي والعقلي بين الحين والآخر.
لذلك هي تصر احياناً على كونها شخصية أخرى تماما ويبدو هذا واضحاً في مشهد تستخدم فيه ضمير الغائب للحديث عن نفسها عندما تترك كولين وتقول له: "على أن أكون هي" وقد كان المخرج موفقاً عندما استعان بأغنية Autumn Leaves من غناء Nat king cole في المشهد الذي تعود فيه مارلين مع كولن بعد نزهة حول البحيرة.
ويبدو أن ميشيل ويليامز أرادت استكمال سلسلة أدوارها اللافتة للنظر في جبل بروكباك وبلو فالانتاين فارتدت من أول مشهد شخصية مارلين مونرو فوق جلدها واستطاعت جذب المشاهد اليها ما بين إبداعها في الاستعراضات أو تعميقها في الابعاد الانسانية لمارلين المليئة بالكثير من التناقض مما جعلها تستحق جائزة جولدن جلوب عن الدور.
على الجانب الآخر هناك اداء رائع لكينيث براناه في دور لورانس أوليفييه، وأما الممثل ايدي ريدمين فقد كان صادقا الى حد الاقناع انه كولن كلارك.
وأعتقد أن الموسيقى التصويرية لعبت دوراً بارزاً في الفيلم كذلك الأزياء التي نقلتنا الى جو الخمسينيات.