رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مأساة جميلة" تعيد للشباب روح التمرد والنضال

عبد الرحمن الشرقاوى
عبد الرحمن الشرقاوى

المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد إحدى علامات النضال العربي على مدى تاريخنا الحديث، أثار كفاحها في الستينيات من القرن الماضي من أجل استقلال بلادها، الكثير من الفخر حتى أن أغلب مبدعينا كتبوا عنها شعراً ونثراً مثل الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي في رائعته "مأساة جميلة" وكتب الشاعر كامل الشناوي قصيدة "جميلة"، والروائيان يوسف السباعي ومحمد جلال كتبا عن جميلة أيضاً ولعل الأشهر في عالم الميديا فيلم يوسف شاهين "جميلة" الذي تجول في أغلب عواصم العالم وشارك في أهم المهرجانات العالمية.

وفي المسرح تبقى "مأساة جميلة" عملاً ذا عمق نفسي تمكن فيه الشرقاوي من تحليل شخصية جميلة ببراعة ودقة.. أسعدني أن أشاهد لأكثر من مرة، هذه المسرحية التي قدمتها فرقة المصراوية من إخراج خالد العيسوي.. وأعترف أن النص المبهر انتصر على إمكانيات المخرج والممثلين ولكن تبقى شجاعتهم في تقديم نص جاد، جميلة بوحريد ولدت في حي القصبة بالعاصمة الجزائرية عام 1935 وساهمت بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي للجزائر في منتصف القرن الماضي، المشهد الفارق في بدايات المسرحية كان الاستعداد لتفجير المناضلين قطار الأسلحة القادم للمستعمر.. ثم انتقل المشهد بسرعة الى القبض على جميلة بوحريد التي أدت دورها مي عبدالرازق، لتبدأ الاحداث داخل منزل جميلة والتعرض لشخصية عمها "بوحريد" الذي ادى دوره هيثم حسن.
ويركز النص على الدفاع عن جميلة عن طريق المحامي القادم من باريس خصيصاً ليدافع عن جميلة، وعن شعب فرنسا الغاضب ضد احتلال الجزائر وضد تعذيب جميلة ورفاقها، الذي دخل في إطار من

الوحشية وتعدى حقوق الانسان، ولكن المحامي ينسحب بعد طغيان القاضي الذي تحول الى جلاد، لتبدأ القضية من نقطة الصفر.
مهندس الديكور محمود فراج تمكن من تجسيد روح النص بذكاء وبساطة وكان واعياً لأصغر التفاصيل سواء الخارجية والداخلية وتناسقت الإضاءة لخالد العيسوي مع الديكور بحيث أعادت لنا الجو التاريخي الشامخ برغم قلة الامكانيات لذلك، وكانت الموسيقى ليوسف جمعة موحية وصاخبة أحدثت تأثيراً قوياً، أما ما يمكن الوقوف عنده بتقدير فهو اداء الممثلين الشباب باللغة العربية الفصحى بدقة وسلاسة، وساعدهم في ذلك مصحح اللغة السوري الأصل أسعد عبد النور مصطفى، الفنانون مي عبد الرازق وآية وجدي واليا صابر ومحمود فراج وأسعد عبد النور مصطفي وعلي السيد أدوا أدوارهم بدقة.
تقديم هذه المسرحية في هذا الوقت يعيد الى الشباب روح التمرد والصمود وخاصة أننا نعيش ولانزال في روح الثورة المصرية وتتابع مثل هذه الأعمال الفنية أمام الشباب يثرى حماسهم لمواصلة الجهد والكفاح نحو غد أفضل ويعطي للمسرح قدوة نحو تقديم أعمال أدبية ذات خلود.