ثورات الشرق في مهرجان الافلام الوثائقية

حصدت مجموعة من الأفلام المتميزة من مصر وفلسطين وتركيا على جوائز الافلام الوثائقية خلال الحفل الختامي لمهرجان القاهرة للأفلام الوثائقية الذي نظمته الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الفترة من 20-26 مارس. والأفلام والمشاريع التي تم تكريمها هي: "درجات السجن" (فلسطين)، و "مستقبل القهوة" )تركيا)، و "مفروزة" (مصر)، "وانتفاضات انتفاضات" (مصر).

حصل فيلم "درجات السجن" من إخراج أمل بشارة و نضال الأزرق، على جائزة "الجمهور،" ويتناول الفيلم كيفية تعامل المجتمع الفلسطيني مع الاعتقالات المتكررة للصغار والكبار في ظل الاحتلال الإسرائيلي. بينما حصل فيلم "مستقبل القهوة" من إخراج زينب ديرم جيزل على جائزة "الأمم المجاورة،" ويطرح الفيلم محاولة تركيا عبر العقود الماضية بأن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، ويتم الربط بين توقعات السياسيون في هذا الإطار وممارسات قراءة الفنجان المعروفة في تركيا.

وحصل فيلم "مفروزة " إخراج ايمانويل ديموريس على جائزة "صحوة مصر،" يتناول الفيلم الصراعات اليومية لسكان حي مفروزة بالإسكندرية. أما جائزة "الثورة،" فقد كانت من نصيب "انتفاضات انتفاضات،"  المشروع الذي يضم 3 مقاطع فيديو تتناول ثورة 25 يناير في مصر ويضم عدداً من صناع الفيلم، وقد تسلمت هذه الجائزة ياسمينا متولي. وتناول اليوم الأخير ثورة 25 يناير حيث تم عرض عدة مقطوعات فيديو عن الثورة والتي تم بثها عن طريق الإنترنت.

كما شهد اليوم الأخير للمهرجان حلقة نقاش حول التحديات التي تواجه توثيق الثورة في وقت حدوثها، وضمت حلقة النقاش كلاً من الدكتور خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية والمؤرخ، والدكتور حميد نفيسي، الباحث في السينما بجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، و المخرجين المستقلين محمد سمير وفيليب رزق ونادية كامل، بالإضافة إلى ياسمين مول، باحثة الأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك. كما شمل اليوم الأخير محاضرة ألقاها الدكتور حميد نفيسي بعنوان: "سينما الإنترنت في إيران،" ناقش فيها دور سينما الإنترنت والأفلام المستقلة في التأثير على الواقع السياسي في إيران.. وتضمن المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام من مختلف

دول المنطقة التي تعالج القضايا المصرية والفلسطينية والإيرانية، ذلك بجانب مشاركة أفلام وثائقية أخرى متميزة من تركيا والسودان.ومن بين الأفلام الوثائقية المتميزة التي تم عرضها خلال فترة المهرجان هي: "أحلام القمامة" الذي يتناول حياة ثلاث شباب مراهقين يعيشون في أكبر قرية للقمامة في العالم وهي منطقة الزبالين، والفيلم التجريبي Camelrama”"، وفيلم “Walls” الذي يتناول التجربة التركية بعد سقوط حائط برلين، وفيلم "Fashioning Faith " ويتعرض للأزياء الإسلامية في مدينة نيويورك، وفيلم "Still" الذي يلقي الضوء على التوتر في قبرص، وفيلم “Imperial Outposts”ويتناول تاريخ تواجد القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا. كما ضم المهرجان فيلمين يطرحان فكرة الوعي السياسي الإيراني وهما: Plastic Flowers Never Die والذي يتناول إحياء ذكرى الشهداء الإيرانيين والمناخ الاجتماعي الذي يدفع الملايين للموت في إيران، وفيلم "Voices of the Unheard" الذي يعرض مجموعة متنوعة من الآراء المعاصرة بإيران.ويقول مارك ويستمورلاند، أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة ومخرج الأفلام الوثائقية ومدير المهرجان: "لقد أعرب الكثير من الجمهور خلال فترة المهرجان عن تقديرهم للحصول على فرصة مشاهدة أفلام وثائقية قيمة." وأعرب ويستمورلاند عن حماسه تجاه مهرجان العام القادم، الذي من المقترح أن يتناول الثورات التي يشهدها الشرق الأوسط، موضحاً، أن بعض المخرجين قد بدءوا بالفعل في عمل أفلام تتناول الثورة.