عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأعمال الفنية تكتفى بشعار "القدس حترجع لينا"

مشهد من فيلم بئر
مشهد من فيلم "بئر الخيانة"

بعيداً عن الشعارات البراقة لا نستطيع إنكار ان القضية الفلسطينية علي هامش اهتماماتنا ولا نتحدث عنها إلا إذا حدثت مشكلة كبيرة، ورغم ان تقديم أعمال عن فلسطين هو في حد ذاته رسالة بأن الفن يحرك الجماهير في اتجاه التغيير الجذري للقضية.

ويعد علي عبدالخالق المخرج العربي الوحيد الذي تناول الصراع العربي الإسرائيلي في ستة أعمال منها فيلم «أغنية علي الممر» الذي حصل عنها علي درع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1972، وفيلم «إعدام ميت» و«بئر الخيانة» و«الكافير» و«يوم الكرامة» وبعدها مسلسل «البوابة الثانية» الذي اعتبرها كناية عن ان فلسطين هي البوابة الشرقية لمصر، وتناول لأول مرة اجتياح إسرائيل لغزة الذي استشهد فيه ستة آلاف شهيد، حتي وصفته جريدة يديعوت احرونوت بأنه أكثر المخرجين العرب كراهية لإسرائيل، رغم ذلك يري المخرج انه حتي الآن لم يقدم عملا قويا بالشكل الذي يليق بالقضية الفلسطينية والتي ترتبت علي تقسيم فلسطين في الأساس، وأكد عبدالخالق أن السينما أو الفيديو في مصر لم يقدم القضية بشكل كبير، وحتي السوريون رغم تناولهم تلك القضية في الدراما إلا انها تعتبر كميات قليلة ولا تليق بقضية العرب الأولي، فهي الوحيدة التي اتفق عليها العرب وكانت مطالبهم عودة المهاجرين الفلسطينيين وهي قضية ثابتة باختلاف أنظمتها.

أما علي المستوي الداخلي فمن الضروري ان تهتم بها الدراما لان شعوبنا تحتاج للتعريف أكثر بالقضية خاصة وان الشباب أصبح يتعامل مع الموضوع علي انه خارج اهتماماته لان الإعلام لا يروج له بشكل جيد، والسينما والتليفزيون لم يهتما به بشكل كبير، والسبب الثاني في عدم تقديم أعمال أننا لم نتمكن من مخاطبة الآخر لان العالم الخارجي - المجتمع الأمريكي والإسرائيلي - لم تصله وجهة نظرنا في القضية خاصة في ظل وجود أعمال سينمائية تسافر مهرجانات لكنها للأسف لم تتناول القضية علي عكس إسرائيل التي تقدم أفلاماً للآخر وتعرف كيف تخاطبه وتقنعه أيضا فنحن لا نملك حماسا ولا أسسا ولذلك القضية علي هامش اهتماماتنا ولا نتحدث عنها إلا إذا حدثت مشكلة كبيرة، ومن المفترض ان نعرف أن هناك دولة معتدية احتلت جزءا من العالم العربي وأصبحوا موجودين في مختلف دول العالم ولابد ان نتعامل معهم.

تلك القضية ستظل مقلقة للعرب جميعا لابد ان يتم تناولها في أعمال كثيرة وبشكل فني راقٍ ونشر تلك المفاهيم للناس، وأضاف ان الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان نقدم بها تلك القضية لابد ان يكون في العمل صدق ومستوي فني وحرفي راقي ليس من المفترض أن تكون تكلفته عالية لكن إذا تم تناوله سيصل للناس خاصة والمستقبل القادم للدول العربية لن يحل إلا إذا انتهت تلك القضية، واعتقد ان الاجتياح الأخير البشع الذي حدث في عام 2009 وكمية المشاهد التي وجدناها كانت بشعة وفي منتهي القسوة، هو حدث لم يستغل بشكل صحيح ويمكن أن تخرج أكثر من عمل مؤثر في الداخل والخارج ويمكن ان تقدم أعمالا درامية عن هذا الموضوع، للأسف الشديد الأحداث المهمة التي تهم الشعوب ان يقف فيها لا تتناولها الدراما بشكل محترم كعادتها، رغم ان المهم أن الدراما هي الوحيدة التي تتمكن ان تكمل القضية، فدور الإعلام انتهي وقت عرض الحدث لكن علي الدرما ان تكمل المشوار لان هذا دورها دراسة ما بعد الأحداث وتقديم أعمال إنسانية تنفع بذلك، واعتقد أن أي مبدع إذا سافر غزة سيخرج بالعديد من الموضوعات والناس تقبل عليها رغم ما فيها لكن إذا قدمت بشكل إنساني ستحرك وجدانهم وتقدم أعمالاً جميلة وهذا دور دراما الدولة ان تتناول هذه الموضوعات فالمهم علي الدولة ان تقدم موضوعات قوية بعيدا عن الموضوعات السياسية ودور الدولة هنا في دراسة هذا النوع من الدراما، والقضايا التي تناقش حرب أكتوبر وان تقدم أفلاماً تسجيلية ومسلسلات لسماحة الإسلام مثلا، المفترض ان تدخل في المناطق التي يدخلها القطاع الخاص مثل قطاع الإنتاج وصوت القاهرة وجهاز السينما.


* المنتج جمال العدل قدم مجموعة أعمال تناقش القضية منها أغنية «القدس حترجع لينا» وأيضا فيلم «أصحاب ولا بيزنس» الذي تناول قضية محمد الدرة أكد أنه لا يوجد عمل تناول القضية الفلسطينية بشكل محترم يليق بها، وحتي لم يتم تناول أي قضية بشكل محترم سواء حدث قومي ولا حرب أكتوبر ولا 23 يوليو ولا أي حدث مهم في العالم العربي تم تقديمه بشكل جيد لانه عادة يحتاج إمكانيات ضخمة لا تستطيع ان تقوم بها شركة إنتاج أو حتي مجموعة كاملة لكن من الممكن ان تنتجها مؤسسة فتقوم بها وزارة الدفاع مثلا، أو منظمة التحرير

الفلسطينية، أو الكويت، أو مصر ويمكن ان تقدم لها فيلما محترما لكن أكبر شركة إنتاج في الوطن العربي لن تقدم عملا كذلك إلا من خلال حالة اجتماعية أو موقف إنساني وبالتالي لم يقدم أي عمل يواكب تلك الأحداث، وحتي الأوبريت الذي قدمناه كان هدفه إثبات موقف ليس أكثر لكن لا يمكن ان ندعي انه يوازن القضية، فهي لا يمكن تناولها من خلال موقف، فالقضية الفلسطينية بها قضايا كثيرة لانها ليست قضية شعب فهي قضية وطن كامل منذ 1948 وحتي الآن، وطالما أننا لا نملك الميزانية التي تصلح لتقديم هذا الفيلم لن نبحث عن القضية، المطلوب إمكانيات ورؤي مختلفة وتكاتف من الدول لاحترام تلك القضية، وأضاف العدل انه حتي الشركات المصرية كلها لن تتعاون في تقديم عمل عن فلسطين لانه لن يجمع مليما وبالتالي لا يمكن للمنتج أن يدخل فيلما لا يجمع مالاً، فحتي ياسر عرفات لن يفعل ذلك.
*وقدم الكاتب الكبير بشير الديك مجموعة أعمال عن الجاسوسية وتناول القضية الفلسطينية بشكل واضح في فيلمه ناجي العلي، واعتبر ان الأعمال المقدمة عنها قليلة جدا لأنها القضية المحورية للعرب ولابد من الاهتمام بها أكثر من ذلك، وأضاف ان ما يحدث «عيب» في أعمالنا الدرامية تجاه وطننا وقضايانا الأساسية وهو خطأ من صناع السينما الذين يفكرون في الأعمال الأكثر رواجا من الناحية التجارية، وكان آخر عمل قوي تم تقدمه عنها مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي قدمه حاتم علي وهذا قليل لان المفترض انها القضية المحورية للعرب التي أشعلت الروح العربية وجعلتها حتمية لتوحيد العرب ضد الظلم الذي وقع عليه وهذا عيب أساسي خاص بالسينمائيين العرب، ففي الشعر والأدب هناك معالجات أكثر عمقاً لكن السينما فن يتكلف كثيرا، والمنتجون لا يتحمسون والدول العربية خلال الـ 40 عاما الماضية لم يكن إحساسهم العربي عالياً منذ اتفاقية كامب ديفيد وتعاملوا مع القضية وكأنها أعمال قليلة العدد والقيمة، وأضاف أتمني أن أقدم عملا مثل ناجي العلي ولكن بشكل أكبر وهو فكرة طرد شعب من بلده وشعب آخر حل محله بناء علي مغالطات تاريخية مكذوبة، ويجب ان نقدم عملا يعود الحق إلي أهله ويكون هناك مستويان، ان ينفذ القرار الدولي 118 لسنة 1948 وهو المعترف به في المواثيق الدولية لكن الحس الشعبي ان هذا الوطن ملك أصحابه وإذا طال الزمن أو قصر يجب ان يعود الحق إلي أهله، وأضاف ان تقديم أعمال عن فلسطين هو رسالة لابد من إيجاد ظروف موضوعية تساعد علي ذلك، فدور الفن هو الإشارة لكنه لا يحرك الجماهير في اتجاه تغيير جذري أو ثورة فلابد ان تكون هناك ظروف موضوعية من خلال حتمية المقاومة وتنمية الإحساس تجاهه هذا ما يجعل الصراع علي الأرض قابلاً للنقاش، وأكد ان فلسطين هي قضية القضايا لكن تقديم عمل محترم عنها لابد ان يكون من خلال فكرة جيدة قابلة للاستخدام العالمي وليس المحلي في أن نتحدث للعالم ويكون هناك إمكانيات للحرية وتناقش قضايا من خلال تلك القضايا.