رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد رمزى..المشاغب الذى عشقته السينما

الفنان الراحل أحمد
الفنان الراحل أحمد رمزى

رحل الفنان الكبير أحمد رمزي مساء أمس الأول عن عمر يناهز 82 عاماً في فيلته بالساحل الشمالي إثر سقطة قوية داخل حمام منزله أودت بحياته علي الفور.
وكان «رمزي» المولود في 23 مارس 1930 قد انتقل للعيش في الساحل الشمالي منذ اعتزاله الفن قبل ما يزيد علي أحد عشر عاماً، واشتهر رمزي بأداء شخصية الشاب الشقي في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي يمثل الكثير منها علامات في تاريخ السينما المصرية.

بدأ «رمزي» عمله في السينما كواحد من عمال التصوير في أحد أفلام يوسف شاهين حتي اكتشفه المخرج حلمي حليم في فيلم «أيامنا الحلوة» عام 1955 الذي يعتبر أولي بطولاته السينمائية، وكان فيلم «الوردة الحمراء» آخر ما قدمه للسينما في عام 2001.

ورحل الولد الشقي في كل العصور

كتب - أمجد مصباح :

رحل عن عالمنا أمس الأول فنان من زمن السينما الجميل الولد الشقي أحمد رمزي، ومن عجائب القدر أنه يرحل يوم 28 سبتمبر، ذكري رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، ليبقي يوم رحيله خالداً في ذاكرة الأجيال.
في منتصف الخمسينيات ظهر أحمد رمزي والساحة السينمائية مليئة بالعمالقة عماد حمدي وشكري سرحان وكمال الشناوي وأنور وجدي وفريد شوقي وغيرهم، ومع ذلك جذب «رمزي» الجميع في أول أفلامه «أيامنا الحلوة» مع صديق العمر عبدالحليم حافظ وعمر الشريف وسيدة الشاشة فاتن حمامة، ومع ظهور هذا الفيلم أصبح الولد الشقي أحد نجوم السينما، موهبة فطرية، وسيم، دمه خفيف، رياضي، حضور هائل أمام الكاميرا جعله معشوق الكبار والصغار.
استغل رمزي الفرصة جيداً ليقوم ببطولة مجموعة من الأفلام الناجحة منها «تمر حنة» مع نعيمة عاكف، و«القلب له أحكام» مع فاتن حمامة، و«علموني الحب» و«طريق الأمل» مع إيمان، و«أيام وليالي» و«الوسادة الخالية» و«بنات اليوم» مع عبدالحليم حافظ، و«حب حياتي» مع صباح، ولا ننسي بالطبع دوره الرائع في فيلم «ابن حميدو» مع إسماعيل ياسين وهند رستم وعبدالفتاح القصري، كان هذا في حقبة الخمسينيات، ومع بداية الستينيات بدأ رمزي في تطوير نفسه بأدوار شبه جادة، ومختلفة إلي حد ما، دور متميز جداً في فيلم «لا تطفئ الشمس»، وعودة للكوميديا في فيلم «عائلة زيزي» و«حكاية العمر كله» مع فريد الأطرش، وفاتن حمامة، ولا ننس «إحنا التلامذة»، و«لن أعترف» مع فاتن حمامة الذي كان يعتز كثيراً بصداقتها.
وفي عام 1970 قدم أحد أهم أدواره وأكثرها جرأة في فيلم «ثرثرة فوق النيل» الذي عكس بوضوح مدي التدهور الاجتماعي في مصر عقب نكسة 1967.. ومع بداية السبعينيات، وفي هوجة أفلام الكاراتيه قرر أحمد رمزي القيام ببطولة فيلم عن لعبة الكاراتيه التي كان سائدة في السينما العالمية، وقام ببطولة فيلم «الأبطال» عام 1973 مع فريد شوقي وحقق نجاحاً كبيراً، بعد هذا الفيلم انقطع رمزي تماماً عن السينما لأسباب غير معروفة، رغم أنه كان في منتصف الأربعينيات، ربما أراد أن يحتفظ الجمهور بصورة الفتي الوسيم، وعاد بعد سنوات طويلة حيث شارك في بطولة فيلم «برج المدابغ»، وفي عام 2001 شارك في بطولة فيلم «الوردة الحمراء» مع يسرا ومصطفي فهمي، وشارك فاتن حمامة بطولة مسلسل «وجه القمر».. آخر ظهور له كان مشاركته كضيف شرف في مسلسل «حنان وحنين» مع عمر الشريف.. وسبحان الله البداية كانت مع عمر الشريف في «أيامنا الحلوة» والنهاية كانت مع عمر الشريف في «حنان وحنين».
أحمد رمزي فنان مختلف بمعني الكلمة، السينما كان لها شكل آخر مع رمزي، نقلة جديدة تغيرت فيها ملامح فتي الشاشة مع ثوب جديد.. لا يرتدي بدلة وكرافته، كان من الطبيعي أن تنجذب السينما إليه، ويقدم علي مدي 15 عاماً عشرات الأفلام الناجحة عندما انتهت مرحلة الشباب ابتعد رمزي وهو مقتنع تماماً أن العصر ليس عصره.. ومع مرور السنوات أصبح أحمد رمزي رمزاً للولد الشقي، حتي بعد ظهور آخرين، أحمد السقا اعتبره مثله الأعلي، ربما كان أداؤه امتداداً لأحمد رمزي، ولكن يبقي أحمد رمزي شيئاً آخر مثلما كان ظهور حليم نقلة في الغناء، كان مع عمر الشريف حالة أثرت السينما المصرية لعدة سنوات.
للأسف الشديد في السنوات الأخيرة عاني رمزي من العزلة والجحود، وفاة ابنه كانت صدمة كبيرة في حياته، لم يظهر إلا قليلاً، ولكن لم تنقطع صلته قط بصديق عمره «عمر الشريف، صداقة امتدت أكثر من خمسين عاماً، كان يحلو لهما ذكريات الزمن الجميل والأيام الحلوة، كان عاشقاً للرئيس السادات، هذا ما أكده لـ «الوفد» في حوار خاص منذ عامين أو أكثر، مع الزميل صفوت دسوقي، فنان مليء بالشجن والأحاسيس فقدته مصر، لتفقد معه أحد الرموز المضيئة في تاريخ السينما المصرية، عندما تشاهده علي الشاشة تشعر بالراحة والسعادة والتفاؤل.
نتذكر معه الأيام الخوالي والرومانسية والشقاوة، أفتقدت السينما هذا اللون حتي بعد ظهور أحمد السقا الذي اتجه للأكشن، وطبعاً مفيش فنان يتكرر، كله له لونه وعصره المتفرد.. أحمد رمزي حالة جميلة ذهبت لدار الحق.. رحم الله الولد الشقي في كل العصور.. أحمد رمزي.


"رمزى" بدأ عامل إضاءة مع يوسف شاهين ليصبح فتي الشاشة الأول

كتب- محمد شكر :
رحل الولد الشقي في مشهد جعله أقرب ما يكون إلي بطل تراجيدي ما زالت صورته الفتية موشومة في قلوب محبيه من مختلف الأجيال مع تجاوزه العقود الثمانية التي صنعت تاريخه الإنساني قبل أن تصنع تاريخه السينمائي.
كثير من شباب اليوم والأمس يرون في «رمزي» ذلك الشاب ذو الوجه الرجولي والمشاغب خفيف الظل أو ابن الأكابر غير المسئول والمشاغب، رغم أن رمزي ابن لأسرة متوسطة كشف سترها قبيل وفاة والده، فلم يعد لديها غطاء مالي، في الوقت نفسه عشق رمزي السينما وحاول مجاراة صديقه عمر الشريف الذي بدأ مشواره السينمائي مع المخرج يوسف شاهين مبكراً، ولكنه لم يجد الفرصة مع يوسف شاهين إلا من خلال مشاركته كعامل تصوير وإضاءة في أحد أفلامه أثناء دراسته في كلية التجارة حتي اكتشفه المخرج حلمي حليم وقدمه في أولي بطولاته السينمائية من خلال فيلم «أيامنا الحلوة» مع عمر الشريف وعبدالحليم حافظ، لينطلق بعدها ويحصل سريعاً علي لقب فتي الشاشة الذي تداولته أسماء كثيرة ولكنه بقي مرتبطاً برمزي لتميز أسلوبه وتفرده في الحفاظ علي شكله الذي لم يستطع أي من نقاد اليوم أو الأمس أن يعتبروه تكراراً، نظراً لقدرته علي التنوع في الأداء رغم حصره في هذه النوعية من الأدوار التي جعلت منه مثلاً يحتذي به بين نجوم الأجيال اللاحقة.
ولا يمكن أن نختلف علي موهبة الولد الشقي الذي أثبت في أولي بطولاته أنه قادر علي الوقوف بجوار كهنة السينما المصرية الكبار في عمل إنساني كوميدي رسخ في ذاكرة المشاهد العربي، وعلي الرغم من موهبة أحمد رمزي إلا أن في تاريخه عدداً من الافلام التي أسقطها هو نفسه من حساباته رغم أنه لم يكن من النوع الذي يعمل لمجرد التواجد ولم تتملكه عقد الفتي الأول، فشارك في أدوار ثانوية كضيف شرف كما في فيلم «البحث عن فضيحة» بل وتوقف عن ممارسة فعل التمثيل خلال فترة الثمانينيات التي توحشت خلالها سينما المقاولات باستثناء مشاركته في فيلم «اللعبة القذرة».
ولكن هناك محطات مهمة في مشوار الولد الشقي مثل دوره في فيلم «ثرثرة فوق النيل» الذي قدم من خلاله شخصية مركبة شاركت في تجسيد واقع المجتمع المصري وكشف عورات النظام الحاكم من خلال النخبة التي تمثلها شخصيات الفيلم،

مستعرضاً أزمة المثقف المعاصر في مواجهة السلطة التي ساهمت في تهميش دورهم الثقافي فهربوا إلي الأنفاس الزرقاء، وجسد رمزي في الفيلم شخصية ممثل انخرط في جلسات الحشيش، وأصبح يعمل من أجل المال في أفلام من نوعية «بحبك يا بطة» و«الملاحيس الثلاثة» وفيلم «دلعني كمان» الذي يرتدي فيه ملابس امرأة وتغني له عايدة الشاعر أغنية «التشت قاللي» والتي يفسرها لميرفت أمين علي أنها ترمز لانقطاع المياه في الأدوار العليا ويحاول التغرير بها بحجة تعليمها التمثيل في أداء يعتبر الأكثر نضجاً في تاريخ رمزي السينمائي.
وهذا لا ينفي تميز رمزي في أدواره الكوميدية في «ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في الأسطول» و«عائلة زيزي» كذلك أدواره الجادة والمختلفة في «صراع في الميناء» و«الوسادة الخالية» و«بنات اليوم» و«لا تطفئ الشمس» ورغم عدم نجاح فيلمه الأخير «الوردة الحمراء» الذي قدمه في بداية الألفية الجديدة، إلا أن حضوره كان طاغياً ولافتاً أمام يسرا ومصطفي فهمي.
ورغم رحيل أحمد رمزي المحزن إلا انه سيبقي علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية ومثالاً يحتذي به بل ويقلد من بعض نجوم هذا الجيل الذين يرون فيه النموذج الأمثل لفتي الشاشة.. رحم الله الولد الشقي.


محمود ياسين: لن تشهد السينما فناناً بحجم أحمد رمزي

كتب - حمدى طارق :
قال الفنان محمود ياسين: شعرت بظلام شديد يحيط بي من كل الجوانب عندما جاءني خبر وفاته، لأنه علي المستوي الإنساني كان شخصاً ودوداً للغاية تغلب عليه الشهامة المصرية، يعشق سعادة كل من حوله إلي جانب عدم اهتمامه بسعادته الشخصية وإذا تحدثنا عن المستوي الفني فتعجز الكلمات عن وصفه لأنه كان الفارس والفتي والمتألق الأول في جيله، وكان يتمتع بصفات خاصة جداً تؤهله للقيام بأدوار لا يستطيع فنان آخر القيام بها وكان له تميز كبير يحذب المشاهدين بأعجوبة إليه وإلي أعماله، وكان أحد فرسان السينما التي ازدهرت بشدة في عصره، ولا أعتقد أن هذ العصر ستشهده السينما من جديد لأن الفرسان يرحلون واحداً بعد الآخر.. وأضاف: حالفني الحظ وعملت معه في فيلم واحد، فهو كان وقتها قرر الاختفاء، وهذا الفيلم كان عودته إلي السينما من جديد ولكنني شعرت وقتها أن أحمد رمزي شاباً في العشرينيات، فكان روحه الجميلة كما هي لم تتغير ويبذل جهداً كبيراً في العمل، وكأنه شاب في بداية حياته الفنية، رحم الله أحمد رمزي والصبر ليس لأسرته فقط ولكن للملايين من عشاقه.

سميرة أحمد: لديه قدرة علي الإبداع جعلته فتي السينما المصرية


وقالت الفنانة سميرة أحمد: الفنان أحمد رمزي يعتبر من رواد السينما المصرية علي مدي عصورها، فهو أهم فناني جيله وكان يمتلك قدرة هائلة علي الإبداع والتميز، لذلك في وقت من الأوقات كان فتي الشاشة الأول وتعلم منه العديد من الفنانين الذين أصبحوا نجوم هذ الجيل من السينما لأنه بمثابة قدوة كبيرة ومثلاً أعلي لكل فنان يريد النهوض، فكان ملتزماً في أعماله وحب بجميع أصدقائه من داخل الوسط الفني وخارجه لم يصبه أمراض الوسط الفني وحين شعر أنه غير قادر علي العطاء للفن قرر الاختفاء وليس الاعتزال لأنه من الممكن أن يقرر أحمد رمزي الاختفاء ولكن اعتزاله سيكون بمثابة أعجوبة من عجائب الدنيا، وحتي إطلالته من جديد علي الدراما والسينما في أوائل القرن الحالي كانت جميعها متميزة، ووقتها تحدث الجمهور بالكامل عن أحمد رمزي الذي لم يقدر عليه الزمن.. وأضافت سميرة: أنها كانت علي علاقة صداقة قوية به، وأشارت إلي أنه كان يعاني من حزن كبير يخيم عليه بسبب ما تمر به مصر من أحداث مؤسفة، ولكنه كان متفائلاً بعودة الزمن الجميل من جديد الذي كان أحد رواده.. وقالت: سيظل أحمد رمزي أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية.


أشرف عبدالغفور: أحمد رمزي صاحب نهضة حقيقية للسينما

وأعرب الفنان أشرف عبدالغفور - نقيب الممثلين - عن حزنه الشديد علي وفاة الفنان الكبير أحمد رمزي، وقال: أحمد رمزي كان عنوان شقاوة السينما المصرية، وكان يتمتع بصفات خاصة جداً غير موجودة في فناني جيله، ولذلك كانت هناك العديد من السيناريوهات تكتب له خصيصاً، وكان جميع الفنانين يعشقون العمل معه لأنه قمة فنية كبيرة ومدرسة عريقة يريد معظم الفنانين التعلم منها، بالإضافة إلي اعتباره صاحب نهضة حقيقية للسينما، وأعتقد أنها لن تأتي مجدداً في ظل غياب أحمد رمزي، ولكنه كان حكيماً للغاية وقرر الابتعاد عن الأنظار عندما شعر أن قدرته الفنية علي وشك الانتهاء، بالرغم أنها لم تنته مطلقاً ولكن قرار الاختفاء جاء لحفاظه علي تاريخه الفني الكبير الذي يعد من وجهة نظري ملحمة كبيرة مليئة بالنجاحات التي يصعب تحقيقها في زمننا الحالي.


علي بدرخان: فنان يصعب تكراره

وقال المخرج علي بدرخان: لم يحالفني الحظ بالعمل مع الفنان الكبير أحمد رمزي ولكنه كان فنان كبير يصعب تكراره في زمننا الحالي، وكان مثالاً للالتزام وحب الناس وأصدقائه من الوسط الفني وكان ودوداً للغاية.