رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهرجان ڤينيسيا يرفع شعار حرية الإبداع

بوابة الوفد الإلكترونية

مهرجان ڤينيسيا السينمائى الدولى الذى اختتم، قبل بضعة أيام أعمال دورته التاسعة والستين، ليس كغيره من المهرجانات، فهو بحكم تأسيسه قبل ثمانين عاماً بالتمام والكمال، أى فى زمن كانت إيطاليا يستبد بعدها ويتحكم فى مصيرها نظام فاشى دموى تحت قيادة ديكتاتور «بنيتو موسولينى»، زج بالشعب الإيطالى فى أتون حرب عالمية، انتهت بإيطاليا مهزومة محتلة بقوات الاحتلال، بحكم ذلك كله يعتبر أول وأقدم مهرجان وأكثر المهرجانات صموداً لعاديات الزمان.

هذا ورغم أن إيطاليا تعانى الآن أزمة اقتصادية خانقة، قد تدفع بها إلى شفا هاوية الإفلاس، وحتى إلى وصفها بأنها رجل أوروبا المريض، ورغم أن مدينة ڤينيسيا نفسها، تميد الأرض من تحتها يتهددها البحر بإغراقها على نحو تصبح معه مجرد أثر وذكرى، برغم كل ذلك يقام المهرجان سنوياً فى ڤينيسيا وتحديداً «الليدو»، حيث تجرى عروض الأفلام المشاركة وما يصاحبها من نشاطات أخرى.
والوصول إلى «الليدو» من «ميدان سان مارك» الذى يعد واحداً من أعرق وأجمل الميادين لا يستغرق «بالڤابوريتى» المركب البخارية، وسيلة المواصلات الوحيدة سوى اثنتى عشرة دقيقة.


وقد يكون مناسباً هنا أن أشير إلى فيلم «الموت فى ڤينيسيا»، الذى به خلّد المخرج الإيطالى «لوكيتو فيسكونتى» الليدو، بشاطئه وفنادقه الفخمة التى تشيع عطر التاريخ.
وأعود إلى المهرجان لأقول إنه نقطة انطلاق لروائع الفن السابع، بفضله تشاهد تلك الروائع وسرعان ما يتم اكتشافها، بعد ذلك مهرجان «تورونتو بكندا» لتبدأ مسيرتها بين عشاق ذلك الفن، وتكون حديثهم، بدءاً من أكتوبر وحتى موسم هيمنة مصنع الأحلام، بإعلان ترشيحاته للأوسكار وغالباً ما تكون الروائع التى عرضت لأول مرة فى مهرجان ڤينيسيا، من بين تلك الترشيحات وعلى سبيل المثال، لا الحصر، أخص بالذكر من بين تلك الروائع التى رشحت، وفازت بإحدى جوائز الأوسكار «جبل بروكباك» و«الملكة» و«المصارع» و«خزينة الإيذاء» و«الرأسمالية قصة حب» و«البجعة السوداء»، واللافت أن معظمها لم يرخص له بالعرض العام، فى ربوع مصر، وكالمعتاد فى دورات المهرجان السابقة سلطت الأضواء على الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية، فكان الترقب لـ«الأستاذ» الفيلم الذى جرى افتتاح المهرجان به لأنه أول فيلم يخرجه «بول توماس أندرسن» بعد «ستسفك الدماء» فيلمه الذى أخرجه قبل خمسة أعوام.


وكان الترقب كذلك لفيلم «أن تعجب» لأن صاحبه «تيرينس مالك» لم يخرج على مدى أربعين عاماً سوى ستة أفلام.
وها هو ذا يخرج فيلماً جديداً، ولم يكن قد مضى على فيلمه الفائز بسعفة «كان» الذهبية 2011، سوى عام أو أقل قليلاً، ومما لوحظ على الأفلام المشاركة فى المسابقة أنه ليس بينها فيلم عربى واحد فى حين أن للسينما الإسرائيلية فيلماً مشاركاً «ملء الفراغ» وهو أول فيلم لصاحبته المخرجة الإسرائيلية «راما يوريشتين».
وفى ختام المهرجان فوجئ معظم الحضور بما انتهت إليه لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكى «مايكل مان»، إذ منحت جائزة المهرجان

الكبرى «السعفة الذهبية» لفيلم «الرحمة» (بييتا) لصاحبه «كيم كى  دوك» المخرج الكورى الجنوبى.


ولم تمنح فيلم «أن تعجب» شيئاً، رغم أن صاحبه «مالك» المخرج الأمريكى ذائع الصيت، الذى كاد أن يكون بقرة مقدسة، كما منحت فيلم «الأستاذ» جائزتى أفضل مخرج «الأسد الفضى» وأفضل تمثيل رجالى، ليطلبه «فيليب سايمور هوفمان» و«يواكيم فونيكس» وكان الأخير قد أعلن قبل حوالى ثلاثة أعوام اعتزاله فن التمثيل، وأطلق لحية كثيفة، وفيما يبدو جذبه الحنين إلى ذلك الفن فتخلص من اللحية، وأدى دوراً فى «الأستاذ» فأحسن أداءه، الأمر الذى انتهى به متوجاً بجائزة أفضل ممثل.
أما جائزة التمثيل النسائى، فكانت للممثلة الإسرائيلية «هادا بارون» عن أدائها لدور فتاة «شيرا» من أسرة يهودية أرثوذكسية تريد لها أن تكون زوجة لزوج شقيقتها التى توفيت أثناء الوضع وهى فى حيرة من أمرها بين الطاعة والانصياع.
ومما لوحظ على جوائز لجنة التحكيم الأخرى منح جائزة السيناريو لفيلم «شىء ما فى الهواء» لصاحبه «أوليثييه آسايا» المخرج الفرنسى، ذائع الصيت، الذى سبق له أن أمتعنا بفيلمه الرائع عن «كارلوس» الإرهابى الشهير.


يبقى لى أن أقول إن مهرجان ڤينيسيا ابتدع عروضاً موازية للعرض الرسمى لأفلام المسابقة، تحت أسماء «آفاق» و«أسبوع النقاد.. إلخ»، شأنه فى ذلك شأن مهرجان «كان».
وفى عروض آفاق تميز فيلم لمخرجة سعودية «هيفاء المنصور» أسمته «وجدة» ويدور موضوعه حول صبية فى عمر الزهور ليس لها من العمر سوى عشرة أعوام، منطلقة مقبلة على الحياة تريد الاستمتاع بمباهجها، وعندما تحاول ركوب العجلة «البيسكلتة» تواجه بتحريمها على البنات، والفيلم يعرض لتمردها على مثل هذا النوع من المحرمات، ونظراً إلى ارتفاع مستواه الفنى وعرضه لموضوع شائك فاز بثلاث من جوائز المؤسسات، وهى جائزة الاتحاد الدولى لدور عرض الفن والتجربة وجائزة سينما المستقبل من أجل السلام، ودعم التنوع الثقافى، وجائزة حوار الثقافات لدعم الحوار بين الأديان.