رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تورتة المهرجانات مازالت تفتح شهية المنتفعين

الفنانون خلال تكريمهم
الفنانون خلال تكريمهم بأحد المهرجانات

بصدور قرار الدكتور صابر عرب بتولي الفنان عزت أبوعوف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي إنقاذا للموقف، وبسبب ضيق الوقت قطاع عريض من السينمائيين تمنوا من الجهات المتصارعة علي تورتة المهرجان أن يضعوا مصلحة البلد في المقدمة، ويلقوا بخلافاتهم خلف ظهورهم، ودعم رئيس المهرجان المعين حتي لو اختلفوا علي شخصيته البعض، فالأهم هنا هو أن يعود المهرجان الي الوجود بعد غياب عام حتي لا يدفع البلد كله ثمن هذه الخلافات.

من يحب السينما أتصور لابد أن يضحي من أجل مهرجانها الأهم، والذي يحتفل هذا العام بمرور 36 عاما علي ميلاده.
كثيرون مثلي يشعرون بالغضب والغيظ من تلك الصراعات المفتعلة بين الأشخاص، هل هم حقا يريدون تحرير المهرجان من هيمنة وزارة الثقافة كما يقولون، أم أنهم يريدون شيئا آخر لا نعلمه؟ لأن الله فقط هو الذي يعلم ما تخفيه الصدور، الذي يحب السينما يرتضي بالعمل ولو ماسح أحذية أو عامل نظافة في أروقة المهرجان من أجل أن نترقي جميعا بهذه الاحتفالية الكبيرة التي لم نعد نري فيها سوي الذكريات فقط، وبقيت الخلافات، مصر علي أعتاب مرحلة جديدة، والكل سب ولعن العصر البائد لكن مع شديد الأسف هناك أشخاص مازالوا يعملون بمنطق وفلسفة وهدف هذا العصر وهو الاستحواذ علي التورتة، رافعين راية المصلحة الشخصية فوق كل الاعتبارات.
كنت أتمني أن يبادر كل فنان بوضع تصور للارتقاء بالمهرجان وليس بالسيطرة عليه، المهرجان خلال السنوات الماضية كان ينفق ملايين الجنيهات، كان يدار علي طريقة العزبة حتي في توزيع دعوات الحضور، المقربون وأهالي العاملين به، وأصدقاء الشلة هم الذين يحصلون علي كل شيء أما الذين يحترمون أنفسهم فلا مكان لهم.
هناك حفلات كانت تقام في قصر محمد علي وكانت تشهد مهازل، من العيب الخوض فيها لأن مسئولين كبارا كانوا يحضرونها، وكل هذه المهازل كانت تقام أمام أعينهم، صحيح هذه الحفلات لم تكلف الوزارة شيئا من الناحية المالية لأن أحد رجال الأعمال كان يتبرع بتكاليف الليلة لكن لو أن هناك إنسانا وطنيا لذهب هذا التبرع لنشاط آخر من أنشطة المهرجان، بدلا من الأكل والشرب واحتساء الخمور. كل هذه السلبيات نتمني ألا نراها، لأن الشعب لن يتحمل كل هذه الاستفزازات الآن، كما أن مصر أصبحت في يد الإسلاميين وأتصور أنهم لن يسمحوا بمثل هذه الموائد، وكنا نتمني أن يأتي الحل بيد السينمائيين أنفسهم وليس بيد أحد آخر .
«هوجة» من المهرجانات السينمائية، هذه الهوجة أتصور

أنها صحية لو أن كل فئة من المهيمنين علي هذه المهرجانات تعمل من أجل الصالح العام والارتقاء بالسينما، لكن مع شديد الأسف كل شلة تقيم مهرجانا تدعو فيه أصدقاءها علي طريقة السهرة تحلي طوال ما الصحبة أحلي. مصر تستوعب عشرات المهرجانات في الموسيقي والسينما والمسرح والدراما لكن تبقي الإدارة هي الأزمة الحقيقية التي نواجهها. أغلب المهرجانات تدار بمنطق رجال مبارك.
هناك بعض المهرجانات أقيمت بعد الثورة وكنا نتصور أنها سوف تتغير وتعبر عن مصر الجديدة في كل شيء، بداية من حضور الضيوف ونهاية بالأفلام المشاركة مرورا بمن يديرون الندوات ومدي ثقافتهم العامة في الشأن الخاص بالمهرجان وكذلك طريقة التنظيم والقائمين عليها، العمل بهذه الطريقة هو أحد أسباب انهيار الفن في مصر، وانظروا الي مهرجانات دبي وأبوظبي ماذا حدث بهما، ومن هم ضيوف هذه المهرجانات والأفلام المشاركة رغم أن عمر المهرجانين يعد علي أصابع اليد الواحدة، وبالمناسبة لو قمنا بحسبة بسيطة سوف نكتشف أن مهرجان القاهرة السينمائي تكاليفه تتخطي ميزانية دبي أو أبوظبي، لأننا ننفق علي الهايف، والشاذ أكثر مما ننفق علي المفيد، والجاد.. ناهيك عن المكافآت التي تصرف للعاملين بالمهرجان المصري، وأتصور أن هذه المكافآت كفيلة بتنظيم مهرجان آخر، أقول هذا لمن يردد أن سبب تفوق دبي وأبوظبي هو المال وهو أمر غير حقيقي، هناك يستعينون بخبرات من دول كثيرة فلا مانع أن يكون مدير المهرجان من جنسية أخري وهو ما يحدث في مهرجانات عالمية أخري. نجد المدير ينتمي لجنسية أخري غير الدولة المنظمة. وفي النهاية لكم التحية يا أحباء السينما المصرية، والعوض علي الله.